قبل ملكة الدنمارك.. ملوك وملكات تخلوا عن عروشهم

صدمة في الدنمارك بعد إعلان مارغريتي الثانية التنازل عن العرش

أعلنت ملكة الدنمارك مارغريتي الثانية أنها ستتنحى عن العرش في 14 كانون الثاني/يناير بعد 52 عاماً على توليها الحكم.

يكاد الدنماركيون لا يصدقون الإعلان المفاجئ لملكتهم مارغريتي الثانية التي تحظى بشعبية كبيرة، تنحيها عن العرش في 14 كانون الثاني/يناير، مرددين “لم نتوقع ذلك!”.

وصرح الدنماركي ستيفان تايشرت (30 عاما) لوكالة فرانس برس بعد أن تابع خطاب الملكة الأحد: “أقل ما يقال أنني شعرت بقشعريرة. كانت صدمة حقيقية”.

وسبق أن أكدت مارغريتي الثانية مرارا أنها لن تتنازل عن العرش قائلة “سأبقى على العرش حتى مماتي”.

وفي ما يلي عرض لأبرز حالات تنحي ملوك في كل أنحاء العالم منذ تنحي ملك إنكلترا إدوارد الثامن في العام 1936.

الإمبراطور أكيهيتو (اليابان)

تنحى إمبراطور اليابان الـ 125 أكيهيتو لمعاناته من مشاكل صحية في 30 نيسان/أبريل 2019، بعد مرور ثلاثين عامًا على اعتلائه العرش في اليابان في العام 1989 خلفًا لوالده هيروهيتو، وسلّم الراية لابنه ناروهيتو في أول تنحٍ إمبراطوري عن العرش في البلاد منذ العام 1817.

ولم يكن الدستور الياباني المطبّق منذ العام 1947 يلحظ حصول مثل هذا التنحي، ما استدعى وضع قانون استثنائي.

ويبلغ أكيهيتو حالياً 90 عامًا، ويحمل منذ ذلك الحين لقب الإمبراطور الفخري جوكو هيكا.

الملك خوان كارلوس (إسبانيا)

تنحى ملك إسبانيا خوان كارلوس عن العرش في 18 حزيران/يونيو 2014 عن عمر يناهز 76 عاماً بعدما طالته فضائح فساد، وزادت الوضع سوءا رحلة صيد فيلة مكلفة قام بها الملك في ربيع 2012 الى بواتسوانا صدمت الاسبان الذين يعانون من أزمة. وسلّم خوان كارلوس العرش لابنه الذي أصبح الملك فيليبي السادس.

وكان خوان كارلوس اعتلى العرش عام 1975 بعد وفاة الديكتاتور فرانكو وكان يحظى باحترام واسع النطاق لدوره في المساعدة في توجيه إسبانيا من الديكتاتورية إلى الديموقراطية، ولدوره في إحباط محاولة انقلاب فاشلة في 23 شباط/فبراير 1981.

لكن توارد الأنباء المحرجة عن علاقاته العاطفية وثروته الشخصية أدى الى تقويض مكانته، فاضطر للتنحي عام 2014 قبل ان يتوجه للاقامة في الإمارات في 2020.

أمر شائع في دول “بنلوكس”

تنحي الملوك في المملكات الدستورية الأوروبية الثلاث أي في دول اتحاد بنلوكس الاقتصادي هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ، أمر شائع.

تنحت بياتريكس ملكة هولندا منذ العام 1980، عن العرش عن عمر يناهز 75 عامًا في 30 نيسان/أبريل 2013 مسلّمة الراية لابنها ويليام ألكسندر.

وقبلها، تنازلت والدتها جوليانا عن العرش في عيد ميلادها الحادي والسبعين، على غرار جدتها فيلهلمينا التي تنحت عن العرش في العام 1948 بعدما استمر حكمها 58 عامًا.

وفي بلجيكا، تنازل ألبيرت الثاني عن العرش عن عمر يناهز 79 عاماً في 21 تموز/يوليو 2013، في يوم إحياء العيد الوطني، بعد إمضائه 20 عاماً في الحكم.

وكان الملك ألبيرت الثاني قد خلّف أخيه بودوان، وسلّم العرش بعد تنحيه لابنه الأكبر، فيليب.

وكان والد الملكَين ألبيرت الثاني وبودوان، ليوبولد الثالث، قد تنحى عن العرش في العام 1951 بعد أزمة طويلة ارتبطت بسلوكه المثير للجدل خلال الحرب العالمية الثانية.

وفي لوكسمبورغ، تنازل الدوق الأكبر جان الذي توفي في العام 2019، عن العرش في العام 2000 لصالح ابنه هنري. وكان قد تولى مهامه الملكية منذ العام 1964، خلفاً لوالدته شارلوت، التي كانت قد تنحت أيضا عن العرش.

البابا بنديكتوس السادس عشر “الحبر الأعظم”

وأعلن الكاردينال الألماني يوزف ألويسيوس راتسينغر استقالته في العام 2013، وكانت الأولى من نوعها لحبر أعظم منذ تنحي غريغوريوس الثاني عشر عام 1415.

ونُصّب يوزف ألويسيوس راتسينغر بابا في الفاتيكان في 19 نيسان/أبريل 2005 باسم بنديكتوس السادس عشر.

وبعد تنحيه أصبح البابا الفخري، وعاش في دير في الفاتيكان حياة صمت وصلاة حتى وفاته في 31 كانون الأول/ديسمبر 2022.

نورودوم سيهانوك (كمبوديا)

تخلى ملك كمبوديا نورودوم سيهانوك عن العرش مرتين حيث حكم بلاده من 1941 حتى 1955 ثم من 1993 حتى 2004. وتنازل في المرة الأولى عن العرش لصالح والده، وفي المرة الثانية لصالح ابنه الأمير نورودوم سيهاموني.

ونورودوم سيهانوك شخصية رئيسية في بلاده، وهو مقدّس باعتباره ملكًا إلهيًا، ولم يتول عرش المملكة فقط في خلال فترة 60 عاماً بل تبوأ أيضاً منصب رئيس الوزراء (تسع مرات) ومنصب رئيس للدولة، وتولى أحياناً منصبين في الوقت عينه.

وتوفي “الملك الأب” عشية عيد ميلاده التسعين في العام 2012.

إدوارد الثامن (المملكة المتحدة)

تنازل الملك إدوارد الثامن عن عرش المملكة المتحدة في كانون الأول/ديسمبر 1936 بعدما اعتلاه لبضعة أشهر فقط مفضّلاً الزواج من واليس سيمبسون، وهي أمريكية مطلّقة مرّتين. وتوّج أخوه الأصغر ألبرت ملكاً خلفاً له باسم جورج السادس في أيار/مايو 1937، وهو والد الملكة إليزابيث الثانية.

أصبح إدوارد الثامن دوق وندسور بعد تنازله عن العرش، وعاش في فرنسا حيث توفي عام 1972 عن عمر يناهز 77 عامًا.