بماذا رد وزير المالية في إسرائيل على خطة غالانت بشأن “اليوم التالي” في غزة؟
انقسامات بين عدد من الوزراء الإسرائيليين، بشأن الخطة الخاصة بغزة التي مزقتها الحرب، بمجرد انتهاء الصراع.
من ناحيته، انتقد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش الخطة التي طرحها وزير الدفاع يوآف غالانت، والتي يرى فيها أن غزة لم تعد تحت سيطرة حماس، وأنها لن تشكل بعد الآن “تهديدا أمنيا لمواطني إسرائيل”.
لكن زعيم المستوطنين اليميني المتطرف سموتريش رفض الخطة التي طرحها زميله.
وكتب سموتريتش على فيسبوك: “خطة غالانت لـ(اليوم التالي)، هي إعادة عرض لليوم السابق في 7 أكتوبر”، في إشارة إلى هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأضاف سموتريتش: “الحل في غزة يتطلب التفكير خارج الصندوق، وتغيير المفهوم من خلال تشجيع الهجرة الطوعية والسيطرة الأمنية الكاملة، بما في ذلك تجديد الاستيطان”. ودافع سموتريش عن فكرة خروج الفلسطينيين من غزة.
وأثار هو ووزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الغضب، عندما دعيا إلى إعادة توطين سكان غزة خارج القطاع.
وقال سموتريش إن إبعاد سكان غزة من المنطقة يمكن أن يمهد الطريق للإسرائيليين “لجعل الصحراء تزدهر”، من خلال إعادة الاستيطان، مضيفا في وقت لاحق، أن تصور لعملية نقل سكان غزة تتم على أساس طوعي.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، الخميس، إنه “منزعج للغاية” من التصريحات التي أدلى بها سموتريش وبن غفير والتي دعت إلى إعادة الاستيطان في القطاع.
وقال غالانت، عضو حزب الليكود اليميني الوسطي، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في جزء من الوثيقة المؤلفة من ثلاث صفحات بعنوان “اليوم التالي” إنه بمجرد “تحقيق أهداف” الحرب، فلن يكون هناك “وجود مدني إسرائيلي بغزة”.
ويبدو أن هذا يستبعد إعادة إنشاء المستوطنات الإسرائيلية بغزة، والتي أزالتها إسرائيل من جانب واحد في عام 2005.
كما كشف غالانت عن مفهوم قوة عمل متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة بالشراكة مع “شركاء أوروبيين وإقليميين” تكون مكلفة بـ”إعادة تأهيل القطاع”.
وقال إن قوة العمل هذه ستكون بمثابة “العنوان الرئيسي للأطراف الدولية المهتمة بالمساعدة في استعادة القطاع”.
وفي هذه المرحلة، ستواصل إسرائيل أيضًا الحوار مع مصر، وهي الدولة التي وصفها غالانت بأنها “لاعب رئيسي”.
مقتل أحد الرهائن
قُتل إسرائيلي تم أخذه رهينة في الهجوم الذي شنّته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر ونقلت جثته الى القطاع، حسبما أعلن الكيبوتس حيث كان يقيم.
وقال كيبوتس نير عوز في بيان إنه كان يُعتقد أن تامير أدار على قيد الحياة ومُحتجز في القطاع، لكن الجيش الإسرائيلي أكد أنه قُتل في يوم الهجوم.
وأوضح أن الجيش “أبلغ عائلته بأنه قُتل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ومنذ ذلك الحين ظلت جثته بغزة”.
كان أدار (38 عاما) من بين نحو 250 شخصا احتجزوا رهائن من البلدات والمواقع العسكرية الحدودية مع قطاع غزة خلال هجوم حماس، وفق أرقام رسمية إسرائيلية.
وكانت جدته من بين المحتجزين ولكن تم إطلاق سراحها.اختُطف أكثر من 70 من سكان كيبوتس نير عوز البالغ عددهم حوالي 400 شخص.
وأطلقت الحركة سراح أكثر من 100 من الرهائن لقاء إفراج إسرائيل عن 240 من المعتقلين الفلسطينيين في سجونها خلال هدنة استمرت أسبوعًا وانتهت في الأول من كانون الأول/ديسمبر.
وتقول إسرائيل إن 132 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 24 على الأقل يعتقد أنهم قتلوا. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أن ثلاثة رهائن على الأقل قتلوا عن طريق الخطأ برصاص جنوده في القطاع.
أدى هجوم حماس إلى مقتل نحو 1140 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أحدث الأرقام الإسرائيلية الرسمية.
ارتفاع حصيلة القتلى في غزة.. وتفاصيل جديدة عن أحد الرهائن
أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس ارتفاع حصيلة العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى 22600 قتيل منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقالت الوزارة في بيان “ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 22600 شهيد و57910 إصابة في اليوم الواحد والتسعين للعدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة”، مشيرة إلى سقوط 162 شخصاً في الساعات الـ24 الماضية.
إلى ذلك عرض وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مساء الخميس خطته “لما بعد الحرب” والتي بموجبها لن تكون هناك في القطاع الفلسطيني بعد انتهاء القتال “لا حماس” ولا “إدارة مدنية إسرائيلية”.
وكشف غالانت أمام الصحافيين عن الخطوط العريضة لهذه الخطة قبل أن يقدّمها إلى المجلس الوزاري الحربي برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وفي الأسابيع الأخيرة انقسم المجلس الوزاري الحربي حول المسار الواجب اتّباعه في القتال الدائر منذ ثلاثة أشهر بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس التي تحكم قطاع غزة منذ 2007.
وقال الوزير للصحافيين إنّه وفقاً لهذه الخطة التي لم تبنّها الحكومة بعد فإنّ العمليات العسكرية “ستستمرّ” في قطاع غزة إلى حين “عودة الرهائن” و”تفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس” و”القضاء على التهديدات العسكرية”.