يان مارساليك.. عاش تحت حماية المخابرات الروسية بجواز سفر “مزيف”
تصدر اسم يان مارساليك، عناوين الصحف ووسائل الإعلام خلال الفترة الماضية، بعدما ارتبط بفضائح كبرى، أبرزها التجسس لصالح روسيا وتجنيد مئات الجواسيس حول العالم، وتورطه مع فاغنر.
وكان الادعاء البريطاني أعلن في الـ 26 من ديسمبر الماضي، اشتباه المحققين البريطانيين في ضلوع المدير السابق لشركة وايركارد الألمانية والهارب من العدالة يان مارساليك في شبكة تجسس لصالح روسيا.
وكانت مجلة “دير شبيجل” الألمانية تحدثت عن هذه الاتهامات في وقت سابق.
من هو يان مارساليك؟
ويان مارساليك هو رجل أعمال نمساوي، ولد في الـ 15 من مارس عام 1980، وأشارت تقارير إلى أنه لعب دورا محوريا كوسيط بين موسكو ومجموعة من البلغار ستجري محاكمتهم أمام القضاء في لندن بتهمة التجسس لصالح روسيا، ومن المنتظر عقد أول جلسة استماع لهم في محكمة وستمنستر كراون في لندن اليوم.
وكان مارساليك عضوًا نشطًا لدى المقاومة النمساوية، قبل أن يتحول إلى صديق السوفيت سريعًا.
وتقول مصادر إن مارساليك، عمل جاسوسًا لصالح الاتحاد السوفيتي، حيث كان عدوًا للنازية ويميل للاشتراكية السوفيتية بشكلٍ كبير.
وقد اكتفى بالتعليم المدرسي ولم يُكمل دراسته الجامعية، وفي عمره الـ 19 أسس شركته الخاصة والتي اختصت بالبرمجيات والتجارة الإلكترونية، ليبدأ رحلته في عالم التجسس.
فضيحة مجموعة وايركارد
وكان رجل الأعمال النمساوي، مسؤولًا عن الصفقات بواسطة ما يُعرف بشركات الطرف الثالث، أي شركات خدمات الدفع الخارجية التي كانت تُنجز – وفقًا لتقارير – مدفوعات بطاقات الائتمان بتكليف من وايركارد، وقد تركزت أغلب تلك المعاملات في آسيا.
وكانت مجموعة وايركارد المدرجة على مؤشر داكس انهارت في صيف 2020 بسبب تعذر العثور على 1.9 مليار يورو من العائدات المزعومة من صفقات هذه الشركات الخارجية.
وفي أعقاب ذلك هرب مارساليك إلى الخارج بعدما لاح انهيار الشركة في الأفق.
وكانت وايركارد – التي تأسست عام 1999 – توصف بكونها شركة مالية طموحة وأمل لألمانيا، بعد سنوات من تأسيسها، حتى أن أنغيلا ميركل المستشارة الألمانية السابقة، كانت تأمل في أن تكون الشركة بمثابة البذرة لوادي السيليكون الألماني.
التجسس لصالح بوتين
وبعد ذلك، ظهر مارسيلك في روسيا، بعدما اتضح أنه سرق 2 مليار دولار من الشركة، وقد قام بتحويلها في البداية إلى بيلاروسيا، ومن ثم إلى موسكو، وانتقل إلى روسيا، ليعيش بعد ذلك تحت حماية المخابرات الروسية.
وقد حصل على جواز سفر روسي باسم مُزيف.
وحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، فقد بنى مارساليك علاقات عميقة مع روسيا واستخباراتها، بعدما قام بتطوير شبكة معقدة من العملاء للاستخبارات الروسية، وكان من بين هؤلاء ضباط وجواسيس سابقون في كل من الولايات المتحدة وأوروبا وحتى الشرق الاوسط.
واستغل رجل الأعمال النمساوي، علاقاته في العمل لتجنيد عملاء جدد لصالح روسيا، وذلك وفقًا لتحقيق برلماني ألماني، والذي كشف أيضًا كيف استغل الشركة لتسهيل أعمال روسيا، حيث دفع من خلالها أجور المخبرين وعسكريين، وتمويل مشاريع سرية لصالح روسيا مثل شراء الأسلحة.