إيزيوم دمرتها الحرب المتواصلة في أوكرانيا التي يشنها الروس
في منطقة إزيوم الواقعة شرق أوكرانيا والتي دمّرتها الحرب المتواصلة مع روسيا، يبدي السكان الذين لا يزالون مقيمين على مسافة قريبة من خطوط التماس، أملهم في انتهاء النزاع.
في البلدة الواقعة بين خاركيف التي تسيطر عليها أوكرانيا وسيفيرودونيتسك التي تحتلها روسيا، يجول فولوديمير متأمّلاً مشهد الدمار: مبان مهدّمة ونوافذ محطّمة وحطام متكدّس.
خريطة توضيحية لموقع مدينة إيزيوم الأوكرانية
وكان الجيش الروسي سيطر على إيزيوم أواخر آذار/مارس 2022، قبل أن تستعيدها القوات الأوكرانية في أيلول/سبتمبر 2022 بعد انسحاب الروس من هذه المنطقة شرق أوكرانيا.
وقال فولوديمير (41 عاما) لفرانس برس، مفضّلا إبقاء كنيته طيّ الكتمان على غرار آخرين تحدثت إليهم الوكالة، “أعتقد أن الجميع لديهم الأمل نفسه للعام 2024 وهو أن نحقق النصر سريعاً وتنتهي الحرب”، مضيفاً “يتمثّل أبرز أمل لدينا بأن يعمّ السلام والطمأنينة”.
ورغم انسحاب القوات الروسية من المنطقة، حصدت الحرب العديد من أفراد عائلة فولوديمير خلال العامين الماضيين. وأوضح بأسف “لقد قُتل أخي وزوجته وعمتي”، مضيفاً “خسرنا كل أفراد العائلة تقريباً”.
وتوفيت والدته التي “لم تتحمّل” اجتياح الروس المدينة في نهاية آذار/مارس 2022، في حين “تدهورت” صحة والده، على حدّ قوله.
وعادت الحياة إلى طبيعتها بصورة تدريجية خلال الأشهر الأخيرة، مع أنّ الظروف المعيشية لا تزال بالغة الصعوبة والقتال متواصل على بعد حوالى 60 كيلومتراً من البلدة.
وخلال الشتاء، عاد سبعة آلاف شخص إلى إزيوم التي باتت تضم 25 ألف نسمة، بحسب السلطات المحلية، أي تقريبا نصف عدد سكانها قبل الحرب.
وأعربت أناستاسيا، وهي أم تبلغ 26 عاماً كانت تتنزه برفقة نجلها الصغير في المدينة، عن سعادتها بمعاودة رؤية “عدد كبير من الأشخاص” في المنطقة التي عانت النزوح في الأشهر الأولى من الحرب.
وقالت “لم نعد وحدنا في المتنزه”، مضيفة “باتت المدينة حيّة أكثر رغم ما تعيشه”.
أما جبهات القتال فتشهد وضعاً محتدماً، بعدما فشل الهجوم المضاد الذي شنته كييف في الصيف وعاودت القوات الروسية شنّ هجماتها وزادت من الضربات الدامية على مناطق عدة.
ويقول أندري، وهو جندي متطوع يبلغ 62 عاماً “ثمة بصيص أمل، ونحن واثقون بأننا سننتصر”، مضيفاً “لكنّ كل شيء معقّد… خصوصاً خلال المرحلة الأخيرة”.