جولة إقليمية جديدة لبلينكن يستهلها من تركيا
يواصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارته إلى تركيا في إطار جولة شرق أوسطية، للبحث مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في الحرب في قطاع غزة وفي محاولة لرفع آخر العوائق أمام انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وصل بلينكن مساء الجمعة إلى اسطنبول في إطار جولة إقليمية جديدة، تقوده أيضا إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة وقطر للدفع باتجاه مساعدات إضافية لقطاع غزة والبحث في سبل تجنب توسع النزاع في المنطقة بعد ثلاثة أشهر على بدء الحرب بين أسرائيل وحركة حماس.
I’m returning to the region to engage in additional diplomacy on the situation in Gaza. I will continue to urge the protection of civilian life and work intensely with partners to secure the release of hostages and ensure sustained delivery of humanitarian aid in Gaza. https://t.co/zylFYbs5uw
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) January 4, 2024
ويأخذ إردوغان الذي كان غائبا عن أنقرة لدى زيارة بلينكن السابقة مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، على واشنطن دعمها لإسرائيل التي أدت حملتها العسكرية على قطاع غزة إلى مقتل أكثر من 22600 شخص غالبيتهم من المدنيين والنساء والأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وإردوغان من كبار منتقدي إسرائيل التي تعهدت “القضاء” على حركة حماس الفلسطينية ردا على هجومها غير المسبوق داخل الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر ما أسفر عن مقتل 1140 شخصا غالبيتهم من المدنيين.
ويرى إردوغان الذي لم ينجح في لعب دور الوسيط بين الإسرائيليين وحركة حماس أن إسرائيل “دولة إرهابية” وحماس “حركة تحرير”.
والجمعة، حددت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار في مقابل الحصول على معلومات بشأن خمسة “مسهلين ماليين” لحركة حماس يقيم ثلاثة منهم في تركيا بحسب واشنطن.
ملف انضمام السويد إلى الناتو على طاولة المباحثات
ويشكل ملف انضمام السويد الشائك إلى الناتو، السبب الثاني لزيارة بلينكن لتركيا.
ووافقت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي على انضمام السويد إلى الحلف ممهدة الطريق أمام هذه العملية، إلا ان بروتوكول الانضمام يجب أن يقر من جانب غالبية النواب لوضع حد لحالة الترقب المستمرة منذ حوالى 20 شهرا.
وتركيا هي الدولة العضو الأخيرة في حلف شمال الأطلسي إلى جانب المجر، التي تعطل انضمام البلد الاسكندينافي إلى الناتو.
وتأخذ انقرة على السويد تساهلها المفترض حيال ناشطين أكراد أتراك لاجئين إلى أراضيها وتستخدم نفوذها لتعطيل تسليم أنقرة 40 طائرة مقاتلة أمريكية من طراز اف-16 وحزمات تحديث لتلك التي تملكها أساسا.
وأفاد مصدر دبلوماسي في تركيا أن ملف طائرات “اف-16” كان في صلب مباحثات هاتفية جرت الأسبوع الماضي بين بلينكن ونظيره التركي هاكان فيدان.
والبرلمان التركي في عطلة برلمانية حتى 15 كانون الثاني/يناير الحالي رسميا. لكن يمكن للرئيس التركي أن يدعوه إلى جلسة استثنائية.
ولا تعارض الحكومة الأمريكية بيع طائرات أف-16 إلى تركيا إلا أن الكونغرس يعارض ذلك حتى الآن بسبب التوترات التاريخية بين تركيا واليونان العضو أيضا في الناتو، مع أن العلاقات بين البلدين تحسنت في الأشهر الأخيرة.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر الأربعاء “لا نرى انه ينبغي ربط بيع حزمات تحديث طائرات اف-16 إلى تركيا بانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، لكن بعض أعضاء الكونغرس لهم رأي مخالف وربطوا بين القضيتين”.
وأضاف “أرى أن أفضل ما يمكن أن يحدث من أجل تحقيق تقدم (..) هو أن تتحرك تركيا في أقرب وقت ممكن من أجل المصادقة على انضمام السويد”.
ويجري بلينكن في اسطنبول أيضا محادثات مع نظيره التركي. وسينتقل عصرا إلى اليونان في محطة قصيرة بعدما أعربت أثينا عن قلقها من بيع هذه الطائرات المقاتلة إلى انقرة.