حجب أوستن لمسألة دخوله للمستشفى أثار الجدل في الولايات المتحدة وصل لحد المطالبة بإقالته
التعرّض لوعكة صحية والحاجة للدخول إلى المستشفى قد يكون أمراً بديهياً وعادياً لأي شخص، لكنه ليس بهذه السهولة إذا كان المريض هو وزير أمريكي يتولّى حقيبة مهمة كوزارة الدفاع، في هذا التوقيت بالذات، لأن التعامل مع المرض في حالة كهذه يتطلب بروتوكولاً خاصاً واحتراماً للقواعد المعمول بها.
في الأيام الأخيرة، شغل مرض وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستد الأوساط السياسية الأمريكية وحتى العالم، خصوصاً أنه حجب مسألة دخوله إلى المستشفى، وإلى وحدة العناية المشددة، عن الرأي العام الأمريكي وحتى عن الرئيس جو بايدن، ومجلس الأمن القومي وكبار قادة البنتاغون.
وقد بدأت المعطيات تتكشف في الوقت الراهن، في حين علت الأصوات المطالبة بإقالة أوستن بسبب عدم شفافيته في التعاطي مع هذا الموضوع. كما كثرت التساؤلات عن كيفية “اختفاء” أو “غياب” الوزير عن الأنظار من دون أن يتم الكشف عن ذلك.
ووسط هذا الجدل، خرج مسؤول في البيت الأبيض ليؤكد الاثنين أن بايدن لا يفكر في إقالة الوزير.
وردا على سؤال عما إذا كان أوستن فاقدًا للوعي منذ الأول من يناير وما إذا كان البيت الأبيض قد تم إبلاغه بذلك، قال المسؤول، الذي تحدث لوكالة رويترز، إنه لا يعرف.
كما أكدت المتحدثة اسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن ثقة الرئيس الأمريكي بالوزير أوستن ما زالت موجودة على الرغم لما حصل.
لحظة بلحظة.. كيف جرت الأمور بغياب أوستن؟
كان البنتاغون قد نشر تفاصيل جديدة يوم الأحد حول إدخال أوستن المستشفى، قائلًا إنه خضع لإجراء طبي أولي يعود تاريخه إلى 22 ديسمبر/كانون الأول، ثم عاد إلى منزله في اليوم التالي.
ولكن يوم الاثنين 1 يناير، تم إدخال أوستن، البالغ من العمر 70 عامًا، إلى العناية المركزة في مستشفى والتر ريد العسكري في ماريلاند بعد أن عانى من آلام شديدة.
ونقلت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية عن مسؤول أميركي قوله إن نائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس تولت بعض واجباته العملياتية يوم الثلاثاء 2 كانون الثاني/يناير، بينما كانت تقضي إجازة في بورتوريكو.
لكن ثلاثة مسؤولين قالوا لرويترز إن هيكس لم يتم إطلاعها على سبب غياب أوستن إلا يوم الخميس 4 يناير. وقال خمسة مسؤولين إن هذا هو نفس اليوم الذي أُبلغ فيه بايدن وغيره من كبار المسؤولين في البيت الأبيض بأن أوستن دخل المستشفى منذ يوم الاثنين 1 يناير.
وكانت هيكس بإجازة في بورتوريكو إلا أنه كان بحوزتها معدات تبقيها على اتصال مع الوزارة وقد تم تكليفها بالفعل ببعض الواجبات بحلول يوم الثلاثاء 2 يناير.
والجدير ذكره، أن أوستن يشغل منصباً حساساً جداً إذ يقع خلف بايدن مباشرة على قمة التسلسل القيادي للجيش الأمريكي، وتتطلب واجباته أن يكون متاحًا في أي لحظة للاستجابة لأي أزمة تتعلق بالأمن القومي.
ويتضمن ذلك الاستعداد الدائم لإجراء اتصالات آمنة مع مسؤولين آخرين في حال وقوع هجوم نووي وشيك على سبيل المثال ــ وهو الأمر الذي سيكون من الصعب القيام به إذا كان مستلقياً على سرير في العناية المركزة.
وبحسب “ذا غارديان”، فإن فشل البنتاغون في الكشف عن دخول أوستن إلى المستشفى لعدة أيام، يعكس افتقارًا مذهلاً للشفافية بشأن مرضه، ومدى خطورته ومتى يمكن أن يخرج من المستشفى.
وتتعارض مثل هذه السرية، عندما تتعامل الولايات المتحدة مع عدد لا يحصى من أزمات الأمن القومي، مع الممارسة المعتادة فيما يتعلق بإخطار الرئيس وغيره من كبار المسؤولين الأمريكيين وأعضاء مجلس الوزراء.
توقيت دقيق
ويأتي مرض أوستن على وقع التوتر المتصاعد الذي تواجهه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، والمرتبط بالنزاع بين إسرائيل وحركة حماس، خصوصاً أنه يترافق مع الهجمات المتزايدة التي يشنّها الحوثيون المدعومون من إيران على سفن الشحن في البحر الأحمر لما يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل.
وكانت الولايات المتحدة قد شكّلت تحالفاً، إلى جانب مجموعة من الدول، لحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر.