جنوب إفريقيا رفعت دعوى ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، إنه تم تقديم نفاق وأكاذيب إلى محكمة العدل التابعة للأمم المتحدة، مضيفًا أن اتهام جنوب أفريقيا لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة لا يمكن أن يحدث إلا في عالم مقلوب رأسا على عقب، على حدث وصفه.
ويوم الخميس، اتهمت جنوب إفريقيا، إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، معتبرة أن الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر لا يمكن أن يبرر ما ترتكبه في قطاع غزة.
وقال نتنياهو “نحارب الإرهابيين ونحارب الأكاذيب رأينا اليوم عالماً مقلوبا رأسا على عقب. فإسرائيل متهمة بارتكاب إبادة جماعية بينما تحارب الإبادة الجماعية”.
وأضاف”إسرائيل تقاتل إرهابيين قتلة ارتكبوا جرائم ضدالإنسانية ذبحوا واغتصبوا وأحرقوا وقطعوا أوصال وقطعوا رؤوسا لأطفال والنساء والشيوخ والشبان والنساء”.
واعتبر أن “صراخ نفاق جنوب أفريقيا يصل إلى السماء.. أين كانت جنوب أفريقيا عندما قُتل الملايين من الناس أو شردوا من منازلهم في سوريا واليمن، على يد من؟ على يد شركاء حماس”.
وأكد نتنياهو أن إسرائيل ستحتفظ بحق الدفاع عن نفسها حتى تحقق “النصر الكامل”.
أمس قال الأمين العام في الجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، إن الجامعة “تؤيد بشكل كامل” دعوى الإبادة الجماعية لجنوب إفريقيا ضد إسرائيل، التي تنظرها محكمة العدل الدولية، الخميس. بينما قال إن المنظمة “ليست ضمن الأطراف المصرح لها بذلك”.
من الطبيعي والمنطقي ان تؤيد #الجامعة_العربية بشكل كامل الدعوى التي رفعتها #جنوب_إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية. ونتطلع الي حكم عادل جريء يوقف هذه الحرب العدوانية ويضع حداً لنزيف الدم الفلسطيني. (1/3)@CIJ_ICJ @DIRCO_ZA
— الأمين العام لجامعة الدول العربية (@lassecgen) January 10, 2024
وكتب أبو الغيط، في حسابه عبر موقع إكس (تويتر سابقًا): “من الطبيعي والمنطقي أن تؤيد الجامعة العربية بشكل كامل الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية”.
وأضاف أبو الغيط: “ونتطلع إلى حكم عادل جريء يوقف هذه الحرب العدوانية ويضع حدًا لنزيف الدم الفلسطيني”. وشكر أبو الغيط جنوب إفريقيا وحكومتها على “اتخاذ هذا الموقف المبدئي الذي يضع القيم الإنسانية فوق أي اعتبار”.
بماذا تطالب جنوب إفريقيا؟
تطالب جنوب أفريقيا في القضية المقامة أمام محكمة العدل الدولية، المعروفة أيضا باسم المحكمة الدولية، بتعليق عاجل للهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني، وتقول جنوب أفريقيا إنه يهدف إلى “تدمير السكان” في غزة.
وقال تمبيكا نجكوكايتوبي المحامي لدى المحكمة العليا في جنوب أفريقيا “إسرائيل لديها نية إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة”.
وأضاف “هذا واضح من الطريقة التي يتم بها تنفيذ هذا الهجوم العسكري” وتابع قائلا “نية تدمير غزة تمت رعايتها على أعلى مستوى في الدولة”.
وترفض إسرائيل اتهامات الإبادة الجماعية وتتهم بريتوريا بلعب دور “محامي الشيطان” لصالح حماس.
وتعرّف معاهدة منع ومعاقبة الإبادة الجماعية لعام 1948 الإبادة الجماعية بأنها “الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لمجموعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية”.
وتشير جنوب أفريقيا إلى حملة القصف الإسرائيلية المتواصلة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 23 ألف شخص في قطاع غزة الصغير المكتظ بالسكان، وفقا لبيانات السلطات الصحية في غزة التي تديرها حماس.
وقالت عادلة هاشم، المحامية بالمحكمة العليا في جنوب أفريقيا “يوميا، هناك خسائر متزايدة وغير قابلة للتعويض في الأرواح والممتلكات والكرامة والإنسانية للشعب الفلسطيني”.
وأضافت “لا شيء سيوقف المعاناة إلا بأمر من هذه المحكمة”.
وطالبت جنوب أفريقيا محكمة العدل الدولية بإصدار أمر لإسرائيل بتعليق حملتها العسكرية.
وقال وزير العدل رونالد لامولا إن جنوب أفريقيا تدين هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، لكنه أضاف أن أي هجوم، حتى لو كان يتضمن جرائم فظيعة، ليس مبررا لانتهاكات اتفاقية الإبادة الجماعية.
ولطالما دافعت جنوب أفريقيا بعد حقبة الفصل العنصري عن القضية الفلسطينية، وهي العلاقة التي تشكلت عندما رحبت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات بنضال المؤتمر الوطني الأفريقي ضد حكم الأقلية البيضاء.