بايدن لم يتحدث إلى نتنياهو منذ 20 يومًا

كشف موقع “أكسيوس“، الأحد، نقلا عن أربعة مسؤولين أمريكيين مطلعين، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن بدأ يفقد صبره تجاه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بشأن الحرب في قطاع غزة.

وقالت المصادر للموقع الأمريكي إن هناك “شعورا بخيبة أمل متزايدة” تجاه نتنياهو ورفضه لمعظم طلبات الإدارة الأخيرة المتعلقة بالحرب.

ويشير الموقع إلى أنه بعد الدعم الأمريكي الكامل الذي أعلنته إدارة بايدن مع بداية الحرب، باتت هناك “أدلة متزايدة الآن على أن بايدن بدأ يفقد صبره”. وقال أحد المسؤولين الأمريكيين: “الوضع سيئ ونحن عالقون. صبر الرئيس ينفد”.

ويلفت الموقع إلى أن بايدن لم يتحدث إلى نتنياهو منذ 20 يوما، وتحديدا بعد مكالمة متوترة، في 23 ديسمبر، أنهاها بايدن قائلا: “هذه المحادثة انتهت”، وكان ذلك بعد رفض نتنياهو طلبا بالإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية.

وبموجب اتفاقات أوسلو، المبرمة عام 1993 بوساطة أمريكية، تجمع وزارة المالية الإسرائيلية الضرائب نيابة عن الفلسطينيين، وتقوم بتحويلات شهرية إلى السلطة الفلسطينية.

بايدن "بدأ يفقد صبره" من نتنياهو.. ما سر الغضب الأمريكي؟

وبعد هجمات حماس في 7 أكتوبر الماضي، قالت الحكومة الإسرائيلية إنها ستحول أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية وستحجب تلك المخصصات التي ستذهب إلى قطاع غزة، الذي تسيطر عليه الحركة المدرجة على قائمة الإرهاب الأمريكية.

ورفضت السلطة الفلسطينية قبول تحويل جزئي للأموال، وأصرت على استلام كامل المبالغ، وهو مصدر دخل رئيسي للسلطة.

وقال السيناتور الديمقراطي، كريس فان هولين، وهو على اتصال وثيق بالمسؤولين الأمريكيين لأكسيوس: “إنهم (الإدارة الأمريكية) يتوسلون إلى ائتلاف نتنياهو، لكنهم يتعرضون للصفع مرارا وتكرارا”.

ويشير التقرير إلى أنه بالإضافة إلى قضية عائدات الضرائب، يرى بايدن ومستشاروه أن إسرائيل لا تفعل ما يكفي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأن نتنياهو لا يرغب في مناقشة خطط اليوم التالي للحرب بجدية، ويرفض الخطة الأمريكية الخاصة بإجراء إصلاحات في السلطة الفلسطينية ليكون لها دور في مرحلة ما بعد حماس في غزة.

ويشعر المسؤولون الأمريكيون الآن “بقلق متزايد من أن إسرائيل لن تفي بجدولها الزمني للانتقال إلى عمليات أقل حدة في غزة بحلول نهاية يناير”، بالنظر إلى الوضع الحالي في غزة، وخاصة في مدينة خان يونس في جنوب القطاع.

بايدن "بدأ يفقد صبره" من نتنياهو.. ما سر الغضب الأمريكي؟

وتعليقا على ذلك، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي لموقع أكسيوس إن الإدارة “تركز على التأكد من أن إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها ضد حماس”، وتسعى إلى زيادة المساعدات لغزة “لتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين” وتعمل مع إسرائيل “على تأمين إطلاق سراح جميع الرهائن”.

ولفت التقرير إلى أن زيارة وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، الأخيرة إلى إسرائيل، أدت إلى تفاقم الشعور بخيبة الأمل داخل البيت الأبيض ووزارة الخارجية، حسبما قال المسؤولون الأمريكيون الذين تحدثوا إلى أكسيوس.

وقال الوزير من هناك إن الأمم المتحدة ستنفذ “مهمة تقييم” لتحديد ما يجب القيام به للسماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى منازلهم في شمال غزة.

ووافق نتنياهو على السماح لبعثة تابعة للأمم المتحدة بدخول شمال القطاع لتقييم احتياجات العودة المستقبلية للمدنيين الفلسطينيين إلى المنطقة، لكن “هذا كان كل ما كان على استعداد لمنحه لبلينكن”.

وقال مسؤول أمريكي إن بلينكن كان صريحا للغاية مع نتنياهو وحكومته، مشددا له على أن خطة الحكومة الإسرائيلية الحالية لليوم التالي للحرب هي “أضغاث أحلام”.

وأبلغ بلينكن، الذي زار الأردن والسعودية والإمارات وقطر قبل أن يتوجه إلى إسرائيل، القادة الإسرائيليين أن الدول العربية لن تقدم المساعدة في إعادة بناء غزة وإدارتها إذا لم تسمح إسرائيل للسلطة الفلسطينية بلعب دور ولم تسمح بوجود أفق سياسي للفلسطينيين.

وتبين لبينكن وفريقه بعد الزيارة أن رفض نتنياهو الإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية “يعيق الجهود الأمريكية لإجراء إصلاحات في السلطة الفلسطينية”، وفقا لمصدرين مطلعين على اجتماعات وزير الخارجية.

وقالت المصادر إن رئيس السلطة، محمود عباس، أبلغ بلينكن، في رام الله، أنه مستعد لتشكيل حكومة جديدة، لكنه أكد أنها لن تكون قادرة على العمل بدون أموال، وأن عائدات الضرائب تشكل جزءا كبيرا من الميزانية.

ويلفت التقرير إلى أن إدارة بايدن تحاول “تغيير حسابات نتنياهو” من خلال إحياء جهود التوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية، وقد أخبر بلينكن رئيس الوزراء الإسرائيلي أن المملكة لا تزال تريد التطبيع بعد انتهاء الحرب، ولكن فقط إذا التزمت إسرائيل بمبدأ حل الدولتين، حسبما قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون في وقت سابق لموقع أكسيوس.

وقال بلينكن، بعد زيارات عواصم عربية، إنه يرى “فرصا أمام إسرائيل لبناء علاقات أوثق في المنطقة” بعد حرب غزة، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.

وبينما يؤكد المسؤولون الأمريكيون أن من “المستبعد” موافقة رئيس الحكومة على صفقة تمهد الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية، إلا أنهم يقولون إنهم يريدون تقديم رؤية بديلة لما قد تكون حربا لا نهاية لها في غزة.

وفي الوقت نفسه، لدى واشنطن تفكير بعيد الأمد، وتبقي القنوات مفتوحة مع اللاعبين السياسيين الآخرين في إسرائيل.

وخلال زيارة الأسبوع الماضي، عقد بلينكن اجتماعا منفصلا مع ويزر الدفاع السابق، بيني غانتس، الذي تظهر استطلاعات الرأي المحلية أنه من المرجح أن يفوز بسهولة في الانتخابات الإسرائيلية إذا أجريت اليوم.

والتقى بلينكن أيضا زعيم المعارضة، يائير لابيد، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، المنافس الرئيسي لنتنياهو داخل حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو.

لكن في الوقت الحالي، يبدو أن نتنياهو “أكثر استعدادا للاستماع” إلى الوزراء اليمنيين في حكومته، وزير المالية، بتسلئيل سموتريش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بدلا من “ما يقوله رئيس الولايات المتحدة”، حسبما قال السيناتور فان هولين لموقع أكسيوس.

وكان الوزيران قد أدليا بتصريحات دعيا فيها إلى “تهجير الفلسطينيين” في قطاع غزة. وقال سموتريتش في مقابلة أجراها مع وسائل إعلام إسرائيلية، الشهر الجاري، إن إسرائيل يجب أن تتخذ خطوات لتشجيع هجرة غالبية الفلسطينيين في غزة إلى بلدان أخرى.

وكانت صحيفة واشنطن بوست قد كشفت، قبل أيام، أن زيارة بلينكن إلى إسرائيل كشفت “خلافات” بين الحليفتين “بشأن معاملة إسرائيل للفلسطينيين”، حيث أعرب الجانبان عن “وجهات نظر متعارضة حول متى يمكن للفلسطينيين العودة إلى شمالي قطاع غزة، والحصول على عائدات الضرائب التي تجمعها إسرائيل”.