مقتل 24620 شخصا في غزة غالبيتهم من النساء والأطفال
اعتبرت خبيرة حقوقية تابعة للأمم المتحدة الخميس، أن إسرائيل “انتهكت” القانون الدولي بقصفها “العنيف” لغزة الذي أدى إلى تسوية أحياء بالأرض وقتل آلاف الفلسطينيين.
وتأتي تصريحات فرانشيسكا ألبانيز، المحامية الإيطالية والمقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بينما تواجه إسرائيل تهمة ارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية.
وقالت ألبانيز في مؤتمر صحافي في مدريد “لقد قامت إسرائيل بعدد من الأشياء غير القانونية إلى حد كبير”.
وأضافت أنه بينما يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها، يجب احترام القانون الإنساني الدولي “لحماية الأشخاص الذين لا يشاركون في القتال والمدنيين وأسرى الحرب والمرضى والجرحى”.
وأوضحت ألبانيز أن هذا يعني التمييز بين المقاتلين والمدنيين وضمان أن تكون الهجمات العسكرية متناسبة لتجنب إلحاق الأذى المفرط بالمدنيين.
ولفتت إلى أنه “بدلا من ذلك، ما حدث هو أكثر من 100 يوم من القصف العنيف (…) في الأسبوعين الأولين تم استخدام 6 آلاف قنبلة في الأسبوع، قنابل تزن الواحدة منها ألفي باوند، في مناطق مكتظة جدا”.
أضافت “تم تعطيل معظم المستشفيات. وعدد كبير منها، المستشفيات الرئيسية، جرى إغلاقها أو قصفها أو الاستيلاء عليها من قبل الجيش. الناس يموتون الآن ليس فقط بسبب القنابل ولكن بسبب عدم وجود بنية تحتية صحية كافية لعلاج جراحهم”.
وتابعت “عدد الأطفال الذين يتم بتر أطراف لهم كل يوم أمر صادم، طرف أو طرفان. خلال الشهرين الأولين من هذه (الحرب) تم بتر أطراف لألف طفل دون تخدير. إنه أمر مروع”.
واندلعت الحرب التي دمرت القطاع الفلسطيني وشردت أكثر من 80% من سكانه، إثر شنّ حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر أسفر عن مقتل 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
كما احتُجز خلال الهجوم نحو 250 شخصا رهائن ونقلوا إلى غزة، وتم إطلاق سراح حوالى 100 منهم خلال هدنة في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. ووفق إسرائيل، لا يزال 132 منهم في غزة، ويُعتقد أن 27 منهم لقوا حتفهم.
وردا على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل القضاء على الحركة التي تحكم غزة منذ عام 2007. ووفق وزارة الصحة التابعة لحماس، قُتل حتى الآن في الغارات الإسرائيلية 24620 شخصا، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال.
والمقررون الخاصون ليسوا موظفين لدى الأمم المتحدة، بل هم خبراء مستقلون تسميهم لجنة حقوق إنسان أممية.
وقالت ألبانيز إنها “تدين بشدة” أعمال العنف التي ترتكبها حماس وترقى إلى مستوى جرائم حرب وربما أيضا جرائم ضد الإنسانية، لكن “لا شيء يبرر ما تفعله إسرائيل”.
ورفعت جنوب إفريقيا قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية الأسبوع الماضي، لكن إسرائيل واجهتها بدعم من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين.
وشددت إسرائيل على أن ردها العسكري كان دفاعا عن النفس في وجه وحشية هجمات حماس.