إسرائيل قصفت ليل الجمعة السبت جنوب غزة خصوصا خان يونس
تُركّز إسرائيل عمليّاتها العسكريّة في جنوب قطاع غزّة الذي يشهد أزمة إنسانيّة، وسط خلاف بينها وبين حليفتها الولايات المتحدة بشأن إقامة دولة فلسطينيّة.
وذكر شهود أنّ القوّات الإسرائيليّة قصفت ليل الجمعة السبت جنوب قطاع غزة، خصوصا خان يونس (جنوب) حيث يقول الجيش الإسرائيلي إنّ القيادة المحلّية لحماس تختبئ.
وفي وقت سابق الجمعة، أفادت وزارة الصحّة التابعة لحماس بمقتل العشرات في غارات على غزّة، بما في ذلك خان يونس التي باتت البؤرة الجديدة للقتال البرّي والغارات الجوّية، بعدما تركّزت المرحلة الأولى من الحرب في شمال القطاع.
وقال إنريكو فالابيرتا، المتخصّص في طبّ الحرب والذي عاد من مهمّة استغرقت أسابيع عدّة لصالح منظّمة أطبّاء بلا حدود، “اليوم في غزّة كلّ شيء تقريبا مُدمّر، وما لم يُدَمَّر بات مكتظّا … العمل جارٍ بالحدّ الأدنى من الأدوية لضمان عدم نفادها”.
“ظروف حياة غير إنسانيّة”
وأسفت منظّمة الصحة العالميّة لـ”ظروف الحياة غير الإنسانيّة” في القطاع الساحلي الصغير الذي يفتقر سكّانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة إلى كلّ شيء، بما في ذلك الاتّصالات.
وأعلنت شركة الاتّصالات الفلسطينيّة “بالتل” الجمعة عودة الاتّصالات تدريجًا في مناطق مختلفة من القطاع بعد انقطاعها ثمانية أيّام متواصلة وهي أطول مدّة منذ بدء الحرب.
اندلعت الحرب التي دمّرت قطاع غزّة وشرّدت أكثر من 80% من سكّانه، إثر شنّ حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر أسفر عن مقتل 1140 شخصا، معظمهم مدنيّون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسميّة.
ووفق وزارة الصحّة التابعة لحماس، قُتل حتّى الآن في الغارات الإسرائيليّة 24762 شخصا، غالبيّتهم العظمى من النساء والأطفال.
وتتصاعد الدعوات الأممية والعربية والدولية لزيادة وتيرة دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والتي وُصفت كميتها بغير الكافية لسد حاجات سكان القطاع.
بايدن ونتانياهو
في الأسابيع الأخيرة، دعت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل والداعم الأساسي لها في حربها ضدّ حماس، الجيش الإسرائيلي إلى خفض عدد الضحايا المدنيّين في عمليّاته، وكرّرت دعمها إقامة دولة فلسطينيّة، وهو موضوع في صلب الخلاف بين واشنطن وحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
وصرّح نتانياهو الخميس بأنّ بلاده “يجب أن تضمن السيطرة الأمنيّة على كلّ الأراضي الواقعة غرب (نهر) الأردن”، قائلا إنّه أوضح ذلك “لأصدقاء إسرائيل الأمريكيّين”.
وشدّد نتانياهو على أنّ “هذا شرط ضروري ويتعارض مع فكرة السيادة (الفلسطينيّة)”.
وسارع الفلسطينيّون إلى التنديد بهذه التصريحات، وتحدّثت واشنطن من جهتها علنًا عن خلاف مع حليفتها حول هذه القضيّة.
وغداة إدلائه بهذه التصريحات، تحادث نتانياهو مع الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة، في أوّل اتّصال بينهما منذ شهر وسط توتّر بشأن مرحلة ما بعد حرب غزّة.
وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي لصحافيّين “ما زال الرئيس (بايدن) يؤمن بأفق حلّ الدولتَين وإمكانيّته. هو يدرك أنّ الأمر سيتطلّب كثيرا من العمل الشاقّ”.
وأضاف أنّ بايدن أبدى خلال محادثته مع نتانياهو “اقتناعه القوي بأنّ حلّ الدولتين ما زال المسار الصحيح للمضيّ قدما. وسنُواصل طرح هذا الموقف”.