وزيرا خارجية إسرائيل وفلسطين يعقدان محادثات مع نظرائهم في الاتحاد الأوروبي
يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي محادثات منفصلة الاثنين مع نظيريهما الإسرائيلي والفلسطيني لبحث آفاق تحقيق سلام دائم بعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الدعوات لحل الدولتين.
واتهم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إسرائيل بأنها “أنشأت” و”مولت” حركة حماس بهدف تقويض احتمال قيام دولة فلسطينية.
وأكد بوريل أن الطريقة الوحيدة لتحقيق سلام دائم في المنطقة هي في “فرض حل الدولتين من الخارج”.
وفي حين أن سفك الدماء الذي بدأ منذ أكتوبر 2023 يبدو أنه دفع أي أمل بحل طويل الأمد للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني بعيدًا أكثر، يصر مسؤولو الاتحاد الأوروبي على أن الوقت قد حان لبحث حل نهائي.
ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ27 أولا مع نظيرهم الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ولاحقا وبشكل منفصل مع نظيرهم الفلسطيني رياض المالكي.
لكن من غير المتوقع عقد لقاء بين كاتس والمالكي.
كما سيجتمع الوزراء الأوروبيون أيضًا إلى وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية.
ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى توحيد موقفه بشأن النزاع في غزة في ظل رفض داعمين أقوياء لإسرائيل مثل ألمانيا مطلب الوقف الفوري لإطلاق النار الذي تقدمت به دول مثل إسبانيا وأيرلندا.
ووضع مسؤولون في الاتحاد الأوروبي شروطا عامة “لليوم التالي” لانتهاء الحرب الحالية في غزة، رافضين أي احتلال اسرائيلي طويل الأمد وداعين إلى إنهاء حكم حماس وإعطاء دور للسلطة الفلسطينية في إدارة القطاع.
هل هناك أمل بحصول خروقات؟
ويعتقد التكتل المكوّن من 27 دولة، كما الولايات المتحدة، أن إنشاء دولة فلسطينية يبقى السبيل الوحيد القابل للتطبيق لضمان سلام دائم.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو تحدى الرئيس الأميركي جو بايدن برفض أي سيادة فلسطينية محتملة، قائلا إن بلاده يجب أن تحافظ على سيطرتها الأمنية على غزة.
واستبعد مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي أي توقعات بحدوث اختراقات في “رقصة الباليه المعقدة” للدبلوماسية الاثنين.
وقال “الفكرة هي إجراء نقاش كامل مع جميع المشاركين، الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب، لتبادل وجهات النظر ومحاولة فهم مواقف الجميع بشكل أفضل”.
وأدى هجوم حماس على مواقع عسكرية وكيبوتسات ومشاركين في مهرجان موسيقي إلى مقتل أكثر من 1140 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وخُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا تمّ الإفراج عن حوالى مئة منهم بموجب هدنة في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. ولا يزال 132 منهم محتجزين في القطاع، وفق السلطات الإسرائيلية. ويرجح أن 28 على الأقل لقوا حتفهم.
وأدى الهجوم غير المسبوق في الشدة والنطاق في تاريخ إسرائيل، إلى إعلان الدولة العبرية الحرب وإطلاق حملة عسكرية لا هوادة فيها على القطاع الصغير أسفرت حتى الآن عن مقتل 25105 أشخاص، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة لحماس الأحد.
ماذا تتضمن الوثيقة الأوروبية؟
وقبل الاجتماع، أرسل السلك الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي ورقة مناقشة إلى الدول الأعضاء الـ 27، تقترح خريطة طريق للسلام في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأوسع.
وفي قلب الخطة هناك دعوة لعقد “مؤتمر تحضيري للسلام” ينظمه الاتحاد الأوروبي ومصر والأردن والمملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية، مع دعوة الولايات المتحدة والأمم المتحدة أيضًا للمشاركة في المؤتمر.
وسوف يمضي المؤتمر قدمًا حتى لو رفض الإسرائيليون أو الفلسطينيون المشاركة. لكن الوثيقة تشير إلى أنه سيتم التشاور مع الطرفين في كل خطوة من المحادثات حيث يسعى المندوبون إلى وضع خطة سلام.
وتوضح الوثيقة الداخلية بحسب ما أوردت وكالة رويترز، أن أحد الأهداف الرئيسية لخطة السلام يجب أن يكون إقامة دولة فلسطينية مستقلة “تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن”.
ويعترف مسؤولو الاتحاد الأوروبي بأن المسؤولين والدبلوماسيين الإسرائيليين لا يبدون حاليًا أي اهتمام بما يسمى بحل الدولتين، لكنهم يصرون على أنه الخيار الوحيد للسلام طويل الأمد.
وتقترح وثيقة الاتحاد الأوروبي أيضًا على المشاركين في مؤتمر السلام أن يوضحوا “العواقب” لكلا الجانبين، اعتمادًا على ما إذا كانوا يقبلون أو يرفضون الخطة التي وافق عليها المؤتمر.
ولا يذكر ما هي هذه العواقب، على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي لديه بعض مجالات النفوذ المحتملة.
ويعد الاتحاد الأوروبي مزودًا رئيسيًا للمساعدات الاقتصادية للفلسطينيين، ولديه اتفاقية تعاون واسعة النطاق مع إسرائيل تتضمن منطقة تجارة حرة. واقترح بعض المسؤولين سرًا أن يتم استخدام الشق الأخير للتأثير على إسرائيل.
ولكن تبقى إمكانية موافقة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على مثل هذه الفكرة أمراً مطروحاً للتساؤل، حيث إن ألمانيا والنمسا وجمهورية التشيك والمجر، كلهم من الحلفاء المخلصين لإسرائيل.