خان يونس تتعرض لقصف إسرائيلي كثيف.. وأفق الحال ما زال مسدوداً
واصل الجيش الإسرائيلي الإثنين قصف خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة والتي يتركز فيها القتال منذ أسابيع، فيما دعت عائلات الرهائن حكومة بنيامين نتانياهو الى التوصل إلى اتفاق مع حماس لإطلاق سراحهم.
وأفاد شهود لوكالة فرانس برس قبل ظهر الإثنين عن قصف إسرائيلي كثيف على خان يونس واشتباكات عنيفة بين جنود إسرائيليين ومقاتلين من حماس قرب جامعة الأقصى ومستشفى ناصر في خان يونس.
واندلعت الحرب في قطاع غزة مع شن حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أسفر عن مقتل 1140 شخصا في إسرائيل، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسميّة. وخطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا نُقلوا إلى قطاع غزّة حيث لا يزال 132 منهم محتجزين، بحسب السلطات الإسرائيلية. ويرجح أن 28 على الأقل لقوا حتفهم.
“بعض الخلل”
وبينما لا يزال أفق أي وقف لإطلاق النار مسدودًا بعد 108 أيام على اندلاعها، أكدت حماس في وثيقة طويلة بعنوان “هذه روايتنا.. لماذا طوفان الأقصى” نشرتها الأحد، أن الهجوم على إسرائيل كان “خطوة ضرورية واستجابة طبيعية” لمواجهة “الاحتلال الإسرائيلي”.
وطالبت بـ”وقف العدوان الإسرائيلي فورا” على قطاع غزة ووقف “الجرائم والإبادة الجماعية”، والعمل على فتح المعابر وفك الحصار عن قطاع غزة وإدخال المساعدات.
غير أن نتنياهو رفض “بشكل قاطع” مساء الأحد ما اسماه “شروط حماس”.
وقال في مقطع فيديو “أرفض بشكل قاطع شروط الاستسلام التي وضعها وحوش حماس. فمقابل إطلاق سراح رهائننا، تطالب حماس بوقف الحرب، وانسحاب قواتنا من غزة، وإطلاق سراح جميع القتلة.. إذا قبلنا بذلك، فقد سقط جنودنا سدى. إذا قبلنا بذلك، فلن نتمكن من ضمان أمن مواطنينا”.
ومع دخول الحرب في قطاع غزة شهرها الرابع، أوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلا عن الاستخبارات الأميركية أن إسرائيل قتلت “حوالى 20 إلى 30%” من عناصر حماس ولا تزال بعيدة عن تحقيق هدفها المعلن بـ”القضاء” على الحركة.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة وقطر ومصر، الدول التي لعبت دور الوساطة في التوصل إلى هدنة في تشرين الثاني/نوفمبر، تسعى لإقناع إسرائيل وحماس بالموافقة على خطة تسمح بإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل انسحاب إسرائيل من القطاع.
مطالبات لإعادة الرهائن
وتجمّع أقرباء للرهائن وداعمون لهم خلال الليل قرب مقر نتانياهو الرسمي في القدس للمطالبة باتفاق يفضي إلى إطلاق سراحهم.
وقال جلعاد كورنبلوم الذي لا يزال ابنه محتجزا في غزة “نريد بحث (اقتراح) من الولايات المتحدة وقطر ومصر. نريد من حكومتنا أن تنصت وتجلس إلى طاولة المفاوضات وتقرّر القبول بهذا الاتفاق أو بأي اتفاق آخر يناسب إسرائيل”.
وأعلن جون بولين، والد أحد الرهائن، “نحن كلنا كمواطنين مرتبطون بهذه البلاد، نخدم البلد وندفع ضرائبنا ونرسل أولادنا لخدمة البلد. لقاء هذه الخدمة وهذه الضرائب، نتوقع من الحكومة أن تضمن أمننا”.
وتابع “في صباح السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تخلت هذه الحكومة ورئيس الوزراء عنا تماما… نطلب من الحكومة أن تقوم بدورها، أن تقترح اتفاقا، أن تنفذه بصورة جيدة وتعيد الرهائن المتبقين أحياء”.
ويلتقي وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو الإثنين عائلات رهائن قبل إجراء محادثات مع نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت.
كما عقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي محادثات منفصلة الاثنين مع نظيريهما الإسرائيلي يسرائيل كاتس والفلسطيني رياض المالكي لبحث آفاق تسوية سلمية للنزاع.
وأكد وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل قبل اللقاءات أن إسرائيل لا يمكنها بناء السلام “بالوسائل العسكرية وحدها”، مشددا على ضرورة حلّ الدولتين.
“الناجي الوحيد”
ويبقى الوضع الإنساني والصحي حرجا بحسب الأمم المتحدة في القطاع المحاصر الذي نزح داخله ما لا يقل عن 1,7 مليون شخص يمثّلون أكثر من 80% من السكان هربا من القصف والمعارك.
وقال عبد الرحمن أياد الذي يعالج على متن حاملة المروحيات الفرنسية “ديكسمود” الراسية في ميناء العريش في مصر بعد إصابته في غزة، “حين قصفوا المنزل، طرت في الجو واصطدمت بجدار منزل جيراننا. علقت ساقي تحت السقف المنهار وصدم حجر رأسي من الخلف”، مضيفا “غبت عن الوعي”.
وروى “كنت مع أهلي، شقيقي وشقيقتي وشقيقتي الثانية وزوجها وابنهما. قتلوا جميعا، أنا الناجي الوحيد”.
في شمال إسرائيل، على الحدود مع لبنان التي تشهد تبادل إطلاق نار يوميا مع حزب الله منذ بدء الحرب قبل أكثر من ثلاثة أشهر، دوّت صفارات الإنذار خلال الليل، بحسب ما أورد الجيش الإسرائيلي، ما يحصل عادة لدى تعرض المنطقة لقصف من جنوب لبنان.
وأسفرت غارة نسبت إلى إسرائيل الأحد عن مقتل عنصر في حزب الله في جنوب لبنان، بحسب ما أفاد مصدر مقرب من الحزب وكالة فرانس برس. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ غارات عدة في المنطقة.