الأمم المتحدة تطالب طالبان بوقف سياسية منع الفتيات في أفغانستان من التعليم
في اليوم العالمي للتعليم، يفتقر أطفال أفغانستان إلى أبسط الحقوق، وهو حق التعليم، وخصوصاً الفتيات منهم. فمنذ العام 2021، حين أحكمت طالبان قبضتها على السلطة مجدداً إثر انسحاب القوات الأمريكية من أراضيها، حُرمت فتيات أفغانستان من حق الذهاب إلى المدرسة، وتراجع إقبال الأطفال على المدارس وأقفلت الصروح التروبية والأكاديمية.
وفي التفاصيل، عند العودة إلى المدرسة في أيلول/سبتمبر 2021 أي مع عودة طالبان إلى السلطة، تأجل دخول الفتيات الأفغانيات ممن تزيد أعمارهنَّ عن 12 عاماً إلى المدرسة إلى أجل غير مسمى، مما أدى إلى حرمان 1,1 مليون فتاة وشابة من الانتفاع من التعليم النظامي. وهناك في الوقت الحاضر 80% من الفتيات والشابات الأفغانيات ممن هنَّ في عمر الذهاب إلى المدرسة خارج المدرسة، أي ما يعادل 2,5 مليون نسمة، و30% تقريباً من الفتيات الأفغانيات لم تطأ قدمهنَّ المدرسة الابتدائية على الإطلاق.
وفي كانون الأول/ديسمبر 2022، عُلِّق التعليم الجامعي للنساء حتى إشعار آخر، مما أثَّر في أكثر من 100,000 طالبة ترتاد مؤسسات التعليم العالي الحكومية منها والخاصة.
وكان عدد النساء الملتحقات بالتعليم العالي قد ازداد بمقدار عشرين مرة تقريباً بين عامَي 2001 و2018، وكان هناك شابة واحدة من أصل كل ثلاث شابات ملتحقة بالجامعة قبل تعليق التحاقهنَّ بالتعليم العالي.
التعليم هو أساس مستقبل أفغانستان
في هذا السياق، حثت الأمم المتحدة في أفغانستان سلطات طالبان على السماح لجميع النساء والفتيات الأفغانيات بحق الوصول إلى التعليم المدرسي والجامعي.
وفي رسالة، بمناسبة اليوم العالمي للتعليم، ذكرت روزا أوتونباييفا، رئيسة البعثة الدبلوماسية للأمم المتحدة في البلاد، أن التعليم هو أساس مستقبل أفغانستان.
واعتبرت أن الحرمان المستمر من التعليم لجميع النساء والفتيات سيلحق المزيد من الضرر بجميع الأفغان.
ووجهت المسؤولة الأممية حديثها إلى النساء والفتيات في أفغانستان، قائلةً: “أرجو أن تعلمن أنكن لستن بمفردكن”.
وأضافت: “تقف الأمم المتحدة معكن، متضامنة ولن تتوقف عن المشاركة والدفاع عن مستقبلكن”.
وأصدر عدد من المنظمات والمؤسسات الدولية الداعمة لحقوق المرأة، بما فيها منظمة العفو الدولية ومكتب الأمم المتحدة في أفغانستان وشبكة المشاركة السياسية للمرأة الأفغانية، إعلانات منفصلة بمناسبة اليوم العالمي للتعليم، أدانت فيها طالبان لمواصلة سياسة منع تعليم النساء والفتيات وطلبت من المجموعة وقف هذا الانتهاك “لحقوق الإنسان”.
وأكّدت روزا أوتونباييفا أن من مسؤولية حركة طالبان دعم الحق في التعليم للجميع “بغض النظر عن الجنس”.
وقالت: “يجب على طالبان أن تفهم أن التعليم ليس مجرد ضرورة أخلاقية؛ بل إنه أمر حيوي للسلام والازدهار في المجتمع”.
جرائم وفظائع ترتكب بحق النساء والفتيات في أفغانستان
من جهتها، وبمناسبة اليوم العالمي للتعليم، قالت منظمة العفو الدولية إنه بعد استعادة طالبان السلطة، بدأت في انتهاك حقوق الإنسان، مشيرةً إلى أن حقوق الإنسان في أفغانستان حاليا “تتدمر ولن تعود”.
وقالت منظمة العفو الدولية أيضاً إن طالبان قامت بشكل منهجي بحل المؤسسات الداعمة لحقوق الإنسان وقمعت حرية التعبير والمحاكمة العادلة وغيرها من الحقوق في العام الماضي.
من ناحية أخرى، طالبت شبكة الشراكة السياسية للمرأة الأفغانية، في بيان لها، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باتخاذ نهج حاسم وجدي ضد انتهاكات حركة طالبان لحقوق الإنسان.
وجاء في بيان هذه المؤسسة: نطلب من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حاسمة ضد الفظائع والجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها حركة طالبان ضد النساء والفتيات في أفغانستان. حتى لا يتم تدمير مصير النساء والفتيات في أفغانستان.
بعد وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان، مُنعت النساء والفتيات من التعليم والتحصيل والعمل والذهاب إلى المتنزهات والحمامات، ولم يحدث أي تغيير في سياستهم فيما يتعلق بالقيود المفروضة على النساء.