وضع الروهينغا يزداد بؤساً مع حلول الذكرى الثالثة لانقلاب ميانمار
في 1 فبراير/شباط 2021، أرسل جيش ميانمار مركبات مدرعة عبر العاصمة نايبيداو، واعتقل القادة المدنيين المنتخبين في البلاد. واليوم، وبعد مرور ثلاث سنوات، تسببت الجهود الحثيثة التي بذلها المجلس العسكري للإمساك بالسلطة في تفاقم أزمة حقوق الإنسان والكارثة الإنسانية.
وقتلت قوات الأمن التابعة للمجلس العسكري أكثر من 4000 شخص، واعتقلت أكثر من 25000 شخص، ومنعت عمدا المساعدات الإنسانية من الوصول إلى ملايين الأشخاص وسط انهيار الاقتصاد والبنية التحتية في جميع أنحاء البلاد. وارتفع عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة من مليون قبل الانقلاب إلى 18.6 مليون في عام 2024، بما في ذلك 6 ملايين طفل.
ولا شك أن أقلية الروهينغا تندرج ضمن لائحة المتضررين من هذه الأزمة، خصوصاً أن العودة بأمان إلى ميانمار أمر “مستحيل” بالنسبة لهذه الأقلية المسلمة، لأن الجيش الذي هاجمهم لا يقدم أي فرص لإعادة التوطين على نطاق واسع.
ورغم معرفتهم بمخاطر الفرار واللجوء عبر القوارب، إلا أن العديد من مسلمي الروهينغا يواصلون رحلاتهم المحفوفة بالمخاطر ويؤكدون أن العالم لم يترك لهم خيارًا آخر.
وفي العام الماضي، فرّ حوالى 4500 من الروهينغا، ثلثهم من النساء والأطفال من موطنهم في ميانمار ومن مخيمات اللاجئين في بنغلاديش المجاورة عن طريق القوارب، بحسب وكالة اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة. ومن بين هؤلاء، توفي أو فقد 569 أثناء عبور خليج البنغال وبحر أندامان، وهو أعلى عدد من القتلى منذ العام 2014.
وقالت المفوضية الأسبوع الماضي إن هذه الأرقام تعني أنّ واحداً من بين كل ثمانية من الروهينغا الذين حاولوا القيام برحلة في البحر لم يتمكنوا من القيام بذلك. ومع ذلك، ورغم المخاطر، لا توجد مؤشرات على انحسار تدفق الروهينغا.
كذلك أكد مسؤولون في إندونيسيا، الخميس، أنّ قاربًا آخر يحمل لاجئين من الروهينغا وصل إلى إقليم آتشيه في الشمال وقال مرزوقي زعيم مجتمع الصيد القبلي المحلي، إن الصيادين قدموا الطعام والماء لـ 131 من الروهينغا، معظمهم من النساء والأطفال، الذين كانوا على متن القارب.
وداخل مخيمات اللاجئين البائسة في بنغلاديش حيث فرّ أكثر من 750 ألف من مسلمي الروهينغا عام 2017 بعد هجمات كاسحة شنها جيش ميانمار، أصبح الوضع أكثر بؤسا.
اللامبالاة العالمية تجاه أزمة الروهينغا لم تترك أمام اللاجئين في المخيمات المكتظة سوى القليل من الخيارات. وتمنع بنغلاديش الروهينغا من العمل، ويعتمد بقاؤهم على الحصص الغذائية، التي تم تخفيضها العام الماضي بسبب انخفاض التبرعات العالمية.