من هو القائد الجديد لجيش أوكرانيا؟
أعلن وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف إعفاء قائد الجيش الجنرال فاليري زالوجني من منصبه بعدما قاد قوات كييف منذ بدء الغزو الروسي للبلاد قبل زهاء عامين.
وكتب عمروف عبر منصات التواصل “اليوم تم اتخاذ قرار بتغيير قيادة القوات المسلحة الأوكرانية. أنا ممتن بصدق لفاليري فيديروفيتش (زالوجني) على كل انجازاته وانتصاراته”.
وأكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي أنه طلب من زالوجني “البقاء ضمن فريقه”، بينما أقر القائد العسكري بأن على استراتيجية بلاده أن “تتغير وتتأقلم”.
هذا وعيّن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجنرال أولكسندر سيرسكي قائدا جديدا للجيش خلفا لفاليري زالوجني، علما أن سيرسكي كان يتولى قيادة القوات البرية.
ووصف زيلينسكي القائد الجديد بأنه “الجنرال الأكثر تمرساً في أوكرانيا”، لافتا الى أنه قاد الدفاع عن كييف مع بداية الغزو الروسي قبل نحو عامين، ثم الهجوم المضاد في خريف 2022 والذي أدى الى تحرير منطقة خاركيف.
يأتي هذا فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها اجرت تبادلا مع أوكرانيا شمل 100 أسير حرب، وذلك بعد أكثر من اسبوع من عملية مماثلة شملت نحو 200 جندي لدى كل من الجانبين.
أولكسندر سيرسكي.. “أنجح جنرال في القرن الحادي والعشرين”
إذا بحثت عن الجنرال أولكسندر سيرسكي على الإنترنت، فسترى أنه يوصف بأنه “أنجح جنرال في القرن الحادي والعشرين حتى الآن”.
وهناك الكثير لمتابعته في هذا الصدد.
قاد الجنرال سيرسكي عمليات الدفاع عن كييف في بداية الغزو الروسي الشامل على أوكرانيا العام الماضي. وكان العقل المدبر وراء الهجوم المضاد المفاجئ لأوكرانيا في خاركيف الصيف الماضي.
ويحظى الجنرال سيرسكي بحسب بي بي سي بإعجاب من حوله، الذين يقدرون التزامه وتصميمه ومكره. لكنه يحرص على الاسترخاء في جلسة يومية في صالة الألعاب الرياضية. وينام أربع ساعات ونصف فقط في الليلة.
مسيرة سيرسكي
تدرب سيرسكي، المولود في 1965، في مدرسة القيادة العسكرية العليا في موسكو، وهي مدرسة تعادل “ويست بوينت” الأمريكية خلال فترة الاتحاد السوفيتي، وفق إيكونوميست.
وقبل أن يصبح قائدا للقوات البرية الأوكرانية، عام 2019، كان القائد البري للعمليات في شرق البلاد، ولعب دورا بارزا في العمليات التي انطلقت، عام 2014، بعد الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم.
ويقول محللون غربيون إن تكتيكاته القتالية تعكس تدريبه على النسق الهرمي السوفيتي، لكن مرونته في العمليات تجعله مميزا.
هو يؤمن باللامركزية، التي تعلمها خلال فترة عمله في بروكسل عام 2013، حيث التقى بممثلي حلف “الناتو” لمناقشة كيفية تحديث القوات الأوكرانية.
وتقول إيكونوميست إن العديد من انتصارات الجيش الأوكراني، منذ الغزو الروسي في فبراير 2022، يمكن أن تعود إلى الجنرال سيرسكي.
وفي فبراير 2022، عندما احتشدت القوات الروسية على الحدود، أمر الجنرال بنقل المعدات العسكرية من القواعد، حتى لا تتعرض للتدمير من جراء الضربات الجوية.
وبينما كان زيلنسكي يقلل من مخاطر وقوع هجوم على العاصمة كييف، كان سيرسكي يستعد لهجوم، حيث تم إنشاء حلقتين دفاعيين حول المدينة، وتم تقسيم حدودها بين الجنرالات المخولين اتخاذ قرارات تكتيكية.
وفي مارس 2022، تم تفجير سد على نهر إيربين لإغراق المواقع الروسية وتدمير الجسر العائم لمنعها من الاقتراب من المدينة، وهو ما أدى إلى تراجع الغزاة.
وفي أبريل 2022، حصل الجنرال على وسام بوهدان خميلنيتسكي، الذي يُمنح “لواجب استثنائي في الدفاع عن سيادة الدولة وأمنها”.
وفي يوليو، خطط ونفذ عملية ناجحة لإبعاد القوات الروسية عن مدينة خاركيف، حتى لا تتمكن مدفعيتها من الوصول إليها.
وكان الجنرال سيرسكي هو من رفع العلم الأوكراني في مدينة بالاكليا المحررة.