الاحتفاء بروح الإيغور في لوحات “الوطن” يبقيهم على اتصال وثيق بثقافات مجتمعهم
تٌشكل كلمة “الوطن” معانٍ مختلفة بالنسبة إلى شباب الإيغور، – الذين ربما لم يقم بعضهم حتى بزيارة موطن أجدادهم في منطقة شينجيانغ الواقعة في أقصى غربي الصين.
وحول ذلك، كان هذا هو موضوع المسابقة الفنية السنوية الأخيرة للفنانين الإيغور وغيرهم، والتي نظمتها مجموعة الإيغور، وهي مجموعة شبابية مقرها كامبريدج Cambridge والتي تنظم الحدث السنوي منذ عام 2019.
ومن ناحيته، أعربت الفنانة الإيغورية جولناز تورسون من كازاخستان، عن إعجابها بشعور الفنانين الشباب بالفخر لكونهم من الإيغور، وهو ما يظهر في إبداعاتهم.
وقالت: “هذه المسابقة الفنية لها موضوع رائع، حيث تعبر كل لوحة عن مشاعر الوطن والبيت والأسرة”.
وأضافت: “سعيدة برؤية أن شبابنا لا يزالوا يشعرون بشوق عميق لوطنهم وهو ما يظهر في أعمالهم التي تعكس حبًا عميقًا لجذورهم – وهو شعور أثر فيّ حقًا”.
ومن ناحيتها، قالت منور عبد الله، مؤسسة مجموعة الإيغور والتي تعمل أيضًا كباحثة في جامعة هارفارد، إنها وآخرون توصلوا إلى المسابقة قبل 5 سنوات لأنه لم تكن هناك منصات كافية للإيغور في الخارج، وخاصة أولئك الذين يعملون في الفنون الجميلة، لعرض الأعمال التي “تجسد مجتمع الإيغور”.
وتعد المسابقة وسيلة للإيغور الذين يعيشون في الشتات للحفاظ على ثقافتهم ولغتهم ودينهم وسط إجراءات اتخذتها الحكومة الصينية للقضاء عليهم في شينجيانغ – التي يفضل الإيغور ذوو الأغلبية المسلمة أن يطلقوا عليها اسم تركستان الشرقية -.
كما تعد المسابقة الفنية تلك، وسيلة للشباب الإيغور الذين ولدوا في الخارج للبقاء على اتصال بوطنهم، حيث قامت الحكومة الصينية بقمع الإيغور، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وصلت إلى حد الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
وتم عرض الأعمال الفنية، وصوت المشاهدون عبر الإنترنت في الفترة من 13 إلى 15 يناير، حيث أعلنت مجموعة الإيغور عن ثلاثة فائزين يوم 17 يناير.
وذهب المركز الأول إلى كوبرا سيفينتش، 17 عامًا، من تركيا لمشاركتها التي تصور أمًا من الأويغور ترتدي رداء إيكات التقليدي بينما تحمل طفلها على خلفية الجبال وخيمتين على الأراضي العشبية، وفازت بمبلغ 300 دولار أمريكي.
وقال محكم المسابقة، مالك أوردا توردوش، إن اللوحة بالألوان المائية “مرسومة بأناقة، وتصور بمهارة الزهور والملابس والرابطة بين الأم والطفل”.
وتصور إحدى اللوحات شاباً يعزف على الدوتار، وهو عود ذو وترين ذو رقبة طويلة وجسم على شكل كمثرى، بينما تضع شابة رأسها على كتفه. ويظهر في صورة أخرى نفس الشاب، وهو يرتدي قميصًا أبيض بياقة مطرزة.