أرملة نافالني تتهم بوتين بقتل زوجها
تعهدت يوليا نافالنايا أرملة المعارض أليكسي نافالني، مواصلة النضال ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استكمالا لمسيرة زوجها الراحل ودعت أنصاره الى الانضمام اليها، بعد ثلاثة أيام من وفاة المعارض في السجن في ظروف غامضة.
وقالت في مقطع مصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي “قبل ثلاثة أيام، قتل فلاديمير بوتين زوجي أليكسي نافالني. قتل بوتين والد أطفالي” مضيفة “بذلك، أراد (بوتين) قتل أملنا وحريتنا ومستقبلنا”.
وتابعت “سأواصل عمل أليكسي نافالني. سأواصل ذلك من أجل بلادنا، معكم. أدعوكم جميعا الى الوقوف الى جانبي (…) ليس مخجلا أن نفعل القليل، بل من المخزي ألا نفعل شيئا، من المخزي أن ندع أنفسنا نخاف”.
وقالت أيضا وقد اغرورقت عيناها بالدموع، “يجب أن نوحد صفوفنا لنوجه ضربة مشتركة لبوتين ولاصدقائه والقتلة الذين يريدون شل بلادنا”.
ووعدت بالكشف عن هوية “الذي نفذ هذه الجريمة” وفي أي ظروف.
ووجهت خطابا مقتضبا الاثنين قوبل بتصفيق حار خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وأكد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على منصة “إكس” بعد الاجتماع إن على بوتين أن “يُحاسب”، بينما أفاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه “ينظر” في فرض عقوبات إضافية على موسكو.
وأكدت ستوكهولم أن “على الاتحاد الأوروبي التحرك ضد القمع السياسي في روسيا”.
منع معاينة الجثمان
وتوفي المعارض الروسي والخصم الأول للرئيس فلاديمير بوتين الجمعة عن عمر يناهز 47 عاماً، في سجن الدائرة القطبية الشمالية في منطقة يامال حيث كان يمضي حكماً بالسجن 19 عاماً بتهمة “التطرف”.
ومُنعت والدة نافالني ومحاميه الموجودان في الموقع من الوصول إلى جثته لمدة 14 يوما على الأقل، وفقا لفريقه الذي يتهم الكرملين بقتله.
وقالت متحدثة باسم نافالني في بث على يوتيوب إن “المحققين أبلغوا والدة أليكسي والمحامين بأنهم لن يسلموا الجثة وسيجرون في الأيام الـ14 المقبلة تحليلا كيميائيا، تحقيقا”.
وقالت في بيان لاحق نشرته على “إكس” “أكرر: جثة نافالني مخفية لإخفاء علامات القتل. هذا +التحليل الكيميائي+ مدة 14 يوما هو كذبة مفضوحة ومهزلة”.
ولدى سؤاله عن الأمر، اكتفى الكرملين بالقول إن التحقيق في وفاة أليكسي نافالني “متواصل” ولم يسمح حتى الآن بالتوصل الى “نتائج”.
وتوجهت والدة المعارض ومحاميه السبت إلى مجمع السجون رقم 3 الذي تحيط به اجراءات أمنية مشددة والواقع في منطقة نائية على بعد ألفي كيلومتر من موسكو.
وأفادت مصلحة السجون الروسية بأنّ أليكسي نافالني توفي الجمعة “بعدما شعر بوعكة بعد نزهة وفقد الوعي بشكل شبه فوري”.
وكان نافالني قد سُجن منذ عودته إلى روسيا مطلع العام 2021، وتدهورت حالته الصحية منذ أشهر. خلال فترة سجنه أمضى حوالى 300 يوم في السجن التأديبي حيث الظروف قاسية.
ولم يعلّق فلاديمير بوتين على وفاة نافالني التي تأتي قبل شهر من الانتخابات الرئاسية ويفترض أن تشهد بقاء الرئيس الروسي في السلطة لولاية جديدة مدتها ست سنوات.
موجة تنديد
أثارت وفاة نافالني موجة تنديد واسعة في روسيا والغرب ودفعت كلا من ألمانيا وإسبانيا لاستدعاء سفيري موسكو لدى كل منهما، إضافة إلى السويد.
ورد الكرملين الاثنين بإدانة ما وصفها بالتصريحات “البغيضة”.
في روسيا، تم قمع المحاولات الخجولة لتوجيه تحية لذكرى المعارض الراحل، في أوج حملة تضييق وقمع تقوم بها السلطات منذ غزو أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
في نهاية الأسبوع اعتقلت الشرطة الروسية في عشرات المدن مئات الأشخاص الذين قدموا لوضع الزهور واضاءة الشموع تكريما لنافالني أمام نصب ذكرى ضحايا القمع في الحقبة الستالينية.
الاثنين، سمحت الشرطة لسكان موسكو الذين كان كثر منهم يبكون، بالسير واحدا تلو آخر لوضع الزهور على نصب تذكاري يكرّم ضحايا القمع السياسي.
وقالت المسعفة لاريسا (54 عاما) لوكالة فرانس برس “(نافالني) هو شعاع نور في حياتنا. سنكرّم ذكراه ونواصل عمله”.
وكان نافالني المعارض الأبرز في روسيا حيث اكتسب شعبية كبرى لا سيما في صفوف جيل الشباب بفضل تحقيقاته حول الفساد في ظل نظام فلاديمير بوتين.