زيلينسكي يتعهد بالنصر في الذكرى الثانية للغزو الروسي
تعهد الرئيس فولوديمير زيلينسكي السبت، بإنزال الهزيمة بروسيا، مع دخول الحرب عامها الثالث، فيما تواصل القوات الأوكرانية القتال على الرغم من تراجع المساعدات الغربية وبينما تحقق القوات الروسية مكاسب جديدة.
وفي كلمة ألقاها في مطار غوستوميل العسكري قرب كييف الذي شهد معركة مع القوات الروسية في الأيام الأولى للغزو، أعلن زيلينسكي “إننا نقاتل من أجل ذلك. منذ 730 يوما من حياتنا. وسننتصر، في أفضل يوم من حياتنا”.
وكان زيلينسكي محاطا برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو وبلجيكا ألكسندر دي كرو الذين حضروا إلى كييف لمناسبة الذكرى الثانية لبدء الغزو.
عندما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن “عملية عسكرية خاصة” فجر 24 شباط/فبراير 2022، توقع كثيرون أن تنتصر موسكو في غضون أيام لكن أوكرانيا تصدت للهجوم وألحقت بالقوات الروسية عدة هزائم مذلة وأرغمتها على التراجع أكثر من مرة.
غير أن أوكرانيا منيت بانتكاسات مع فشل هجومها المضاد في 2023. وفي المقابل تمكن الجيش الروسي من اكتساب موقع قوة بفضل تعزيز إنتاجه الحربي، في حين تعاني القوات الأوكرانية من نقص في العدد والعدة من مدفعية ودفاعات جوية يزودها بها الغرب.
حث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أوكرانيا وحلفاءها على “الحفاظ على بأسها وشجاعتها” وأشادت فون دير لايين “بالمقاومة الاستثنائية” التي أبدتها أوكرانيا.
وأشاد الملك تشارلز الثالث “بعزم وقوة الشعب الأوكراني” في رسالة بمناسبة الذكرى.
وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي إنه واثق من النصر “لأن النور ينتصر دائما على الظلام”.
“الحرب هي حياتنا”
لكن المشهد العام يظل قاتما بالنسبة لكييف في ظل عرقلة الكونغرس حزمة مساعدات حيوية بقيمة 60 مليار دولار والتأخير في وصول إمدادات أوروبية موعودة.
وتكثف روسيا هجومها في الشرق وكانت بلدة ماريينكا المدمرة بالقرب من دونيتسك آخر النقاط الساخنة التي سيطرت عليها بعد أفدييفكا الشديدة التحصين في 17 شباط/فبراير.
وفي الشرق، في مدينة بوكروفسك، وهي نقطة تجمع للمدنيين الفارين من القتال، بعثت القوات برسالة واضحة إلى القادة الأجانب المجتمعين في كييف. وقال جندي أوكراني يبلغ من العمر 31 عاما عرف عن نفسه باسم وودي “أعطونا مدفعية وطائرات بدون طيار وبطاريات مضادة وقذائف”.
وقال جندي يبلغ من العمر 39 عاماً من كييف يقاتل منذ عامين “كانت قوات المشاة لدينا، المسلحة بالبنادق الهجومية والقنابل اليدوية، تواجه المدفعية والطائرات والدبابات”.
وأعلنت بريطانيا السبت عن حزمة عسكرية جديدة بقيمة 245 مليون جنيه استرليني (311 مليون دولار) للمساعدة في تعزيز إنتاج “ذخائر مدفعية تشتد الحاجة إليها” لأوكرانيا، فيما شدد رئيس الوزراء ريشي سوناك في بيان سابق على أن “هذا هو الوقت المناسب لنبرهن أن الطغيان لن ينتصر أبداً، ولنقول مرة أخرى إننا سنقف مع أوكرانيا اليوم وغداً”.
وواصلت روسيا شن هجمات مدمرة بالمسيرات والصواريخ على المدن الأوكرانية. وفي أحدث الضربات، قالت السلطات الأوكرانية إن ثلاثة مدنيين قتلوا في دنيبرو وأوديسا ليل الجمعة والسبت.
كما أعلنت أوكرانيا السبت أنها قصفت أحد أكبر مصانع الصلب في روسيا بمسيرة. وأبلغت روسيا عن اندلاع حريق في مصنع نوفوليبيتسك الضخم في منطقة ليبيتسك في الغرب. وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي حريقًا ضخمًا. وإذا تأكد الهجوم فسيكون الأحدث في حملة أوكرانيا المتصاعدة ضد أهداف في العمق الروسي.
وفي كييف، بدا المزاج قاتما. وقالت خبيرة التغذية أولغا بيركو “بالنسبة لنساء أوكرانيا، نتألم لأزواجنا وأبنائنا وآبائنا أود حقا أن ينتهي هذا في أسرع وقت”.
وقال يوري باسيتشنيك، وهو رجل أعمال يبلغ 38 عاما، “نعم، بالطبع تعلمنا كيف نتعايش معها الحرب الآن هي حياتنا”.
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن صفارات الإنذار من الغارات الجوية دوت 989 مرة في العاصمة خلال عامين من الحرب، أي بمعدل أكثر من مرة في اليوم.
وأضاف أن “ما يقرب من 200 مدني” قتلوا في العاصمة خلال تلك الفترة، بينهم ستة أطفال. وتقدر أوكرانيا العدد الإجمالي للمدنيين الذين قتلوا بنحو 50 ألف شخص.
الوضع لصالحنا
لم يعلن أي من الطرفين عن أعداد القتلى والجرحى العسكريين، فيما تؤكد كل جهة إلحاقها خسائر فادحة بالجهة الأخرى.
في آب/أغسطس 2023 نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن أوكرانيا خسرت 70 ألف قتيل و120 ألف جريح من العسكريين.
وأشارت تسريبات استخباراتية أمريكية في كانون الأول/ديسمبر إلى مقتل أو جرح 315 ألف عسكري روسي.
وقال الجيش الروسي السبت إن وزير الدفاع سيرغي شويغو تفقد قواته في المناطق المحتلة من أوكرانيا ليؤكد لها أنه “في ما يتعلق بنسبة القوات، فإن الوضع في صالحنا”.
عززت موسكو إنتاجها من الأسلحة بشكل كبير وحصلت على مسيرات من إيران، فيما أكدت كييف استخدام روسيا صواريخ كورية شمالية.
روسيا تتوعد “بالانتقام”
زادت الحرب من عزلة روسيا عن الغرب، مع فرض الولايات المتحدة وحلفائها سلسلة من العقوبات عليها. وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة فرض عقوبات إضافية على روسيا لوقف “آلة الحرب”.
وتعهد الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف السبت بأن موسكو “ستنتقم”.
واستخدم الكرملين الحرب لتأجيج المشاعر الوطنية وشن حملة قمع أشد قسوة على المعارضة. وذكرت وسائل إعلام مستقلة أن عدة أشخاص اعتقلوا السبت خلال احتجاج في موسكو نظمته زوجات جنود يقاتلون في أوكرانيا للمطالبة بعودتهم إلى ديارهم.
لكن في شوارع موسكو، قال معظم الذين التقتهم وكالة فرانس برس إنهم يؤيدون الحرب. وقالت ناديجدا (27 عاما) وهي مهندسة بيئية “أنا فخورة برجالنا. بالطبع أنا قلقة عليهم، لكن يغمرني شعور جميل لأنهم يقومون بعمل رائع، إنهم يقاتلون هناك من أجل بلدنا”.
لكن كونستانتين استاذ الدراما الذي يعمل حاليا نادلا كان له رأي مغاير وقال “أنا ضد كل الحروب. مر عامان ويزعجني أن الناس لا يتحاورون وما زالوا في حالة حرب”.