حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تستذكر معاناة الإيغور مع بداية شهر رمضان
فيما تنغمس شعوب العالم بأجواء شهر رمضان وتغرق بالتحضيرات للشهر الفضيل، يستمر القمع الصيني ضد الإيغور في إقليم شيجينيانغ وتتعرض ثقافة هذه الأقلية وتقاليدهم الدينية إلى الهجوم والتنكيل، خصوصاً في شهر الصيام.
أمام هذا الواقع المستمر منذ سنوات، ومع بداية الشهر الفضيل، نشطت بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على معاناة الإيغور في هذه الفترة.
فقد تحدث مستخدمو الإنترنت عن التشدد الذي يمارسه الحزب الشيوعي الصيني تجاه كل التقاليد الرمضانية والإسلامية في مقاطعة شينجيانغ التي يقطنها الإيغور. كما طلبوا الدعاء إلى الإيغور المسلمين خلال شهر رمضان.
Mosques in China are torn down and Islam is considered a mental illness. pic.twitter.com/oHnylQovEf
— RadioGenoa (@RadioGenoa) March 10, 2024
بالتوازي انتشرت فيديوهات على منصة إكس توثّق مشهد هدم مسجد وإزالة قبة جامع آخر، في تجلٍّ للممارسات الصينية ضد الإيغور وسعي السلطات لمحو ثقافتهم الدينية ودور عبادتهم بهدف دمجهم في المجتمع المحلي في شيجينيانغ. وهي سياسة تنتهجها الصين منذ سنوات عديدة.
وذكرت بعض المنشورات إن الإيغور لا يمنعون من الصيام خلال رمضان وحسب، بل يُجبرون على تناول لحوم الخنزير أو بيعها في متاجرهم، جنباً إلى جنب مع المشروبات الكحولية.
مشهد متكرر
يقول مسؤولون محليون وجماعات حقوقية إن الإيغور في منطقة شينجيانغ الشمالية الغربية أمروا بعدم السماح لأطفالهم بالصيام، حتى أن السلطات الصينية تستجوب الأطفال لعرفة ما إذا كان آباؤهم صائمين أم لا.
وقال ديلشات ريشيت، المتحدث باسم مؤتمر الإيغور العالمي: “خلال شهر رمضان، طلبت السلطات من 1811 قرية [في شينجيانغ] تنفيذ نظام مراقبة على مدار الساعة، بما في ذلك عمليات تفتيش مفاجئة لمنازل عائلات الإيغور”.
وحذرت جماعات حقوق الإنسان في تقرير من أن “مسلمي الهوي” في الصين، الذين يبلغ عددهم 11.4 مليون نسمة – وهم مجتمعات متماسكة من العرق الصيني الذين حافظوا على عقيدتهم الإسلامية على مدى قرون – معرضون لخطر المحو بالكامل بموجب القواعد الدينية الصارمة للحزب الشيوعي.
“آذان”.. عملاء وجواسيس
وتستخدم الشرطة الصينية جواسيس للتأكد من أن مسلمي الإيغور لا يصومون خلال شهر رمضان المبارك – بما في ذلك أفراد مجموعتهم العرقية.
وقال ضابط شرطة من منطقة قريبة من توربان في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم شرقي البلاد، إن الجواسيس – الذين يشير إليهم المسؤولون الصينيون باسم “الآذان” – هم مواطنون عاديون وأفراد من الشرطة وأعضاء لجان الأحياء. وقال لإذاعة آسيا الحرة: “لدينا العديد من العملاء السريين”.
وبدأت الصين في منع المسلمين في شينجيانغ من الصيام خلال شهر رمضان في عام 2017، عندما بدأت السلطات في احتجاز الإيغور بشكل تعسفي في معسكرات تطلق عليها تسمية معسكرات “إعادة التعليم” وسط جهود أكبر لتقليص ثقافة الأويغور ولغتهم ودينهم.
وتم تخفيف القيود جزئيًا في عامي 2021 و2022، مما سمح للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا بالصيام، وخفضت الشرطة عدد عمليات تفتيش المنازل وأنشطة دوريات الشوارع.
لكن عام 2023، منعت الحكومة الجميع من الصيام بغض النظر عن العمر أو الجنس أو المهنة، حسبما قال مسؤول سياسي في مركز شرطة مدينة توربان.
وخلال الأسبوع الأول من شهر رمضان من العام الماضي، استدعت السلطات 56 من سكان الإيغور والمعتقلين السابقين لاستجوابهم بشأن أنشطتهم وقررت أن 54 منهم انتهكوا القانون بالصيام، حسبما ذكر شرطي من مركز شرطة مدينة توربان بازار.
ولم يكشف أي ضابط شرطة في المخفر ما حدث حينها لأولئك الذين قرروا أنهم خالفوا القانون.
وقال الضابط: “بسبب حاجز اللغة، قمنا بتجنيد الإيغور لمراقبة الإيغور الآخرين، في مكان عملي، هناك ما بين 70 إلى 80 من رجال الشرطة الإيغور الذين يعملون إما بشكل مباشر كآذان أو يقودون آذانًا مدنية أخرى”.
وكشف أحد العاملين في مكتب شرطة محافظة توربان أن السلطات هناك لديها جواسيس يعملون داخل قوات الشرطة لمعرفة ما إذا كان ضباط الإيغور يصومون من الفجر حتى الغسق، ثم يقومون بالإبلاغ عن نتائج أنشطتهم في الاجتماعات السياسية الأسبوعية.
وقال لإذاعة آسيا الحرة: “لدينا ضباط من المستوى الأعلى وعملاء داخليون يراقبون سلوك رجال الشرطة الإغور”، مضيفة أن الضباط اختبروا زملائهم الأويغور من خلال توزيع الفاكهة لتناولها.
واستهدفت الصين المجتمعات الإسلامية من خلال حملة “الوحدة العرقية” التي بموجبها يفرض المسؤولون “أقارب” صينيين من الهان على عائلات الأقلية العرقية الأويغور، الذين يضغطون عليها بعد ذلك للالتزام بالتقاليد غير الإسلامية، بما في ذلك شرب الكحول وأكل لحم الخنزير.