إيران تتصدر قائمة ضحايا برامج التجسس في الشرق الأوسط
حرصت السلطات الإيرانية على مدى سنوات على الاستفادة من التقدم التكنولوجي وتطور البرامج الرقمية لتحقيق سياستها المتشددة القائمة على مبدأ القمع والتعدي على حريات المواطنين.
ولعل الدليل الأبرز على توظيف إيران للتكنولوجيا لزرع “أعينها” و”أذنيها” في كل مكان هو انتشار برامج الملاحقة والتجسس على نطاق واسع في هذه البلاد.
في تقرير لشركة “كاسبرسكي” الأمنية حول استخدام برامج التجسس في الهواتف الذكية، أظهرت النتائج أن إيران تتصدر قائمة الدول التي يكثر فيها ضحايا برامج التجسس في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
وأعلنت الشركة الأمنية، في تقريرها السنوي الجديد، أن ما لا يقل عن 1578 شخصًا وقعوا ضحايا لبرامج التجسس في عام 2023 بإيران من خلال دراسة اتجاه استخدام برامج التجسس في بلدان مختلفة.
واحتلت إيران المركز الأول في عدد ضحايا برامج التجسس في المنطقة، العام الماضي.
أما بالنسبة لهذا العام، فقد جاءت تركيا واليمن ومصر بالمراكز التالية في القائمة، على التوالي.
ما هي خصائص هذه البرامج وكيف تعمل؟
بمجرد تحميلها وتثبيتها، تتيح برنامج الملاحقة الوصول إلى الهاتف الذكي من أي مكان. لا يستطيع الدخيل انتهاك خصوصية ضحيته من خلال مراقبة أنشطته فحسب، بل يمكنه أيضًا استخدام البرنامج للوصول إلى كميات هائلة من البيانات الشخصية.
اعتمادًا على البرنامج الذي يستخدموه، يمكن للدخيل مراقبة أي شيء بدءًا من موقع الجهاز وحتى الرسائل النصية ومحادثات الوسائط الاجتماعية والصور وسجل التصفح والمزيد. وبما أن برامج الملاحقة تعمل في الخلفية بشكل غير مرئي، فإن معظم الضحايا لا يدركون تمامًا أن كل خطواتهم وإجراءاتهم تخضع للمراقبة.
في معظم البلدان حول العالم، لا يُحظر حاليًا استخدام برامج الملاحقة، ولكن تثبيت تطبيق مراقبة على هاتف ذكي لشخص آخر دون موافقته يعد أمرًا غير قانوني ويعاقب عليه القانون. ومع ذلك، فإن مرتكب الجريمة هو الذي سيتحمل المسؤولية، وليس المطور.
غالباً ما يتم تسويق برامج الملاحقة على أنها تطبيقات مشروعة لمكافحة السرقة أو تساعد على الرقابة الأبوية للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر، ولكنها في الواقع شيء مختلف تمامًا.
يتم تثبيت هذه التطبيقات دون علم أو موافقة الشخص الذي يتم تعقبه، وتعمل خلسة وتزود مرتكب الجريمة بالوسائل اللازمة للسيطرة على حياة الضحية.
ولا تظهر عادةً في قائمة التطبيقات المثبتة في تكوين الهاتف، مما يجعل من الصعب اكتشافها. وتختلف قدرات برامج الملاحقة بحسب نوع التطبيق، وما إذا كان قد تم دفع ثمنها أو تنزيلها مجانًا.
فيما يلي بعض الوظائف الأكثر شيوعًا الموجودة في برامج الملاحقة:
- إخفاء أيقونة التطبيق
- قراءة الرسائل القصيرة ورسائل الوسائط المتعددة وسجلات المكالمات
- الحصول على قوائم بأرقام الهواتف
- تتبع تحديد الموقع الجغرافي
- قراءة الرسائل من خدمات المراسلة الفورية الشهيرة وشبكات التواصل الاجتماعي، مثل Facebook وWhatsApp وSignal وTelegram وViber وInstagram وSkype وGoogle Chat وLine وKik وWeChat وTinder وIMO وGmail وTango وSnapChat وHike وTikTok، Kwai، Badoo، BBM، TextMe، Tumblr، Weico، Reddit وغيرها.
- عرض الصور من معارض الصور بالهواتف
- التقاط لقطات الشاشة (screenshot)
- التقاط الصور بالكاميرا الأمامية (السيلفي).
أرقام عالمية
أكد خبراء “كاسبرسكي” أن مراقبة سلوك الأشخاص من خلال برامج التجسس، هي مشكلة عالمية.
وبحسب ما كشفت أرقام هذه الشركة ففي العام 2023 تضرر أكثر من 31 ألف شخص من هذه الظاهرة في 175 دولة مختلفة، وذلك ارتفاعاً من العام 2022 الذي سجل عدداً وصل إلى 29312.
وتحتل روسيا المركز الأول عالميًا في عدد ضحايا برامج التجسس في العالم؛ حيث بلغ عدد الحالات 9890 حالة.
وتحتل البرازيل والهند المرتبتين الثانية والثالثة في هذه القائمة بـ 4186 و2492 ضحية على التوالي.
أما إيران فتحتل المركز الرابع عالميًا بعد روسيا والبرازيل والهند، في حين أن عدد سكانها أقل بكثير من سكان الدول المذكورة.