ما هو تنظيم داعش خراسان؟
منذ الليلة الدامية التي وقع فيها هجوم موسكو الذي أودى بحياة أكثر من 100 شخص، وخرجت عدة تقارير تربط بين تنظيم داعش خراسان، والعملية، رغم أن البيان الذي أعلن فيه تنظيم داعش لم يشر من قريب أو بعيد لفرعه في خراسان، فماذا نعرف عن هذ الفرع الذي أطلّ برأسه في الفترة الماضية، إثر الهجوم الذي وقع في منطقة كرمان بإيران بالقرب من مقبرة قاسم سليماني.
تأسس داعش خراسان عام 2015 على يد أعضاء ساخطين من “طالبان”، ويأتي اسم “خراسان”، من اصطلاحها للمنطقة التي تشمل أفغانستان وباكستان.
وقد شهد داعش خراسان انخفاضا في عدد مقاتليه إلى النصف تقريبا، أي قرابة 2000 مقاتل، بحلول العام 2021 وذلك نتيجة الغارات الجوية الأمريكية و”الكوماندوز” الأفغانية التي قتلت العديد من قادتها، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”.
مع ذلك، برز اسم هذا التنظيم بعد وقت قصير من إطاحة “طالبان” بالحكومة الأفغانية سنة 2021، وعودتها إلى الحكم.
في هذا السياق، أشار الدكتور ماهر فرغلي، باحث في شؤون الإرهاب، لـ “أخبار الآن” إلى أن داعش – خراسان استطاع مع الانسحاب الأمريكي من أفغانستان أن يجند عناصر كثيرة وأن يتمدد على يد سناء الله الغفاري المعروف باسم “الشهاب المهاجر” ويصبح له سطوة كبيرة.
وقد نفذ داعش – خراسان، أثناء انسحاب القوات الأمريكية، تفجيرًا انتحاريًا في المطار الدولي بكابول في أغسطس 2021، أدى إلى مقتل 13 جنديا أمريكيًا وما يصل إلى 170 مدنيًا. هذه الحادثة رفعت حدة المواجهة بين هذا التنظيم من جهة وطالبان من جهة أخرى.
ومنذ ذلك الحين، تخوض “طالبان” معارك ضارية ضد “داعش خراسان” في أفغانستان.
وشدد فرغلي على أن تقارير أمريكية تحدثت في الأيام القليلة الماضية عن أن هناك خطورة لداعش خراسان بوسط آسيا، وأن هذا التنظيم يشكل خطورة كبيرة ويتمدد على حساب طالبان.
وحول هذا الموضوع بالتحديد، نقل تقرير سابق لشبكة “سي إن إن” عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية أن فرع تنظيم داعش-خراسان يضم “عددًا صغيرًا من المتطرفين السابقين من سوريا وغيرهم من المقاتلين الإرهابيين الأجانب”، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة حددت ما بين عشرة إلى 15 من كبار عناصرها في أفغانستان.
ويمتلك “داعش خراسان” القدرة والإرادة لمهاجمة المصالح الأمريكية والغربية في الخارج، بحسب تحذيرات رئيس القيادة المركزية للجيش الأمريكي، أمام لجنة بمجلس النواب.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز”، إن مسؤولي مكافحة الإرهاب في أوروبا أفادوا بأنهم أحبطوا في الأشهر الأخيرة العديد من مؤامرات داعش خراسان لمهاجمة أهداف خارج أفغانستان.
ما سبب تمدد داعش – خراسان؟
أسباب كثيرة ساهمت في تمدد داعش – خراسان، بحسب فرغلي، أبرزها الحرب الروسية الأوكرانية، والظروف الاقتصادية والفقر الذي يعاني منه العناصر الذين انضموا إلى التنظيم، إضافةً إلى ممارسات طالبان وعدم إدارتها لأفغانستان بشكل صحيح، فضلاً عن الأوضاع في الإقليم والمشكلات التي تحصل والتي تشمل الصين وإيران وباسكتان وروسيا وغيرها.
وقال فرغلي: من أسباب التمدد أيضاً، الحرب السورية وعودة عدد كبير من المقاتلين من هناك، وتحديداً من ولاية القوقاز، وعددهم يتجاوز الـ3000. كل هذه العوامل السياسية والاقتصادية جعلت من التنظيم يتمدد.
وأوضح الباحث أن الفرق بين داعش المركزي وداعش خراسان، هي قدرة الأخير على تنفيذ عمليات خارجية، وهذا دليل على قدرته وقوته، بحسب فرغلي.
أما بالنسبة للتقارير التي ربطت بينه وبين هجوم موسكو، قال فرغلي إن هذه التقارير لو ثبتت حقيقتها سيكون الدافع وراء استهداف داعش خراسان لموسكو هو الثأر المبيت بين التنظيم المركزي والمقاتلين الروس الذين كانوا موجودين في سوريا، بسبب قصف روسيا وتعرضها لهم.