ميناء بالتيمور سيغلق وتتعطل حركة الملاحة بسبب انهيار جسر فرانسيس سكوت كي
في حادثة جديدة قد تسبب أزمة في الملاحة البحرية وتأخرا في إمدادات السلع .. انهار جسر “فرانسيس سكوت كي” بمدينة بالتيمور الأمريكية بعد اصطدام سفينة حاويات كبيرة به، وفق ما أفادت به هيئة النقل في ولاية ماريلاند.
وقال متحدث باسم إدارة الإطفاء بمدينة بالتيمور إنه حوالي الساعة 01:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (05:30 بتوقيت غرينتش) انهار الجسر الرئيسي في نهر باتابسكو، حيث أظهرت تسجيلات لكاميرات المراقبة ناقلة حاويات تصطدم بإحدى ركائز جسر “فرانسيس سكوت كي”، ما تسبب بانهيار جزء كبير من هيكله المعدني في النهر.
ويعتقد أن ما لا يقل عن 20 شخصا قد سقطوا في النهر، وفق تصريحات رئيس الاتصالات في إدارة الإطفاء بمدينة بالتيمور.
وقال رئيس الإطفاء في بالتيمور، جيمس والاس، إنّ شخصين أنقذا من النهر، أحدهما في حالة خطيرة.
وأضاف “ما زلنا في وضع البحث والإنقاذ بشكل نشط للغاية في هذه المرحلة وسنستمر في ذلك لبعض الوقت، لدينا مساحة كبيرة يتعين علينا تفتيشها، وهذا يشمل سطح الماء وما تحته وكذلك سطح السفينة نفسها “.
كما أكد والاس على غرق عدد من المركبات، وفي مؤتمر صحفي قال “أستطيع أن أقول لكم إنّ أجهزة الاستشعار قد اكتشفت وجود مركبات مغمورة بالمياه” وأضاف أنه “ليس هناك على الإطلاق ما يشير إلى أن هذا عمل إرهابي”.
كيف بدأ الحادث؟
أبلغت السفينة عن مشكلة في الطاقة قبل الاصطدام، ما مكّن المسؤولين من إيقاف حركة المرور على الجسر قبل الانهيار، وقال حاكم ولاية ماريلاند ويس مور في مؤتمر صحفي: “من خلال قدرتهم على منع السيارات من الصعود على الجسر، أصبح هؤلاء الأشخاص أبطالًا، لقد أنقذوا الأرواح”، مضيفًا “أن الجسر كان متوافقًا مع التعليمات البرمجية ولم تكن هناك مشكلات هيكلية معروفة”.
وقال بول ويديفيلد، وزير النقل بولاية ميريلاند: “إن أطقم العمل كانت تقوم بإصلاح الحفر على الجسر وقت الانهيار، واكتشف السونار مركبات تحت الماء، الذي كان عمقه نحو 50 قدمًا في تلك المرحلة”.
كم عدد الضحايا؟
كان ثمانية أشخاص على الجسر في ذلك الوقت ولا يزال ستة في عداد المفقودين، حسبما قال وزير النقل بالولاية بعد ساعات من الاصطدام الذي أدى إلى إغلاق أحد أكثر الموانئ ازدحامًا في الولايات المتحدة.
وأفادت شركة “Synergy Marine Pte Ltd” التي تدير السفينة “دالي”، “أن السفينة التي يبلغ طولها 288.95 متر، تعرضت لفقدان مؤقت للدفع وأسقطت المراسي كجزء من إجراءات الطوارئ قبل الاصطدام.
جسر فرانسيس سكوت كي
جسر فرنسيس سكوت كي هو الطريق الرئيسي الرابط بين نيويورك وواشنطن لمن يريد تجنب وسط مدينة بالتيمور، وهو واحد من ثلاثة طرق لعبور ميناء بالتيمور، وتمر عليه 31 ألف سيارة يوميا أو 11.3 مليون مركبة سنويا.
ومن المتوقع أن يؤثر انهيار الجسر على تدفق التجارة في الولايات المتحدة.
ما تأثير غلق ميناء بالتيمور؟
تم تعليق حركة السفن في ميناء بالتيمور حتى إشعار آخر، وهو أكثر الموانئ الأمريكية ازدحامًا بشحنات السيارات، حيث يتعامل مع أكثر من 750 ألف مركبة في عام 2022، وفقًا لبيانات الميناء.
ويهدد إغلاق أحد الموانئ الرئيسية على الساحل الشرقي للولايات المتحدة بتعطيل إمدادات السلع من السيارات والفحم والسلع الأخرى مثل السكر، حيث يقول الخبراء إن ذلك يمكن أن يخلق اختناقات ويزيد من التأخير والتكاليف على الساحل الشرقي، وفق “رويترز”.
أما عن مدة إغلاقه فقد قال وزير النقل في ولاية ماريلاند، بول ويديفيلد، للصحفيين، الثلاثاء، إنه من السابق لأوانه تحديد المدة التي سيتم فيها إغلاق الميناء.
فيما أفادت وكالة رويترز أن ما لا يقل عن 10 سفن تجارية متجهة إلى بالتيمور اضطرت إلى الرسو في المياه القريبة الثلاثاء بعد تعليق حركة المرور في الميناء.
ما أهمية ميناء بالتيمور؟
قدرت الجمعية الأمريكية للنقل بالشاحنات أن حوالي 4900 شاحنة يوميا تحمل ما متوسطه سنويا من البضائع بقيمة 28 مليار دولار سيتعين إعادة توجيهها “على حساب شركات الشحن والمستهلكين في نهاية المطاف”، وفق تقرير لشبكة “إن.بي.سي. نيوز”.
وقالت الجمعية “يعد جسر كي وميناء بالتيمور مكونين حاسمين في البنية التحتية وسلسلة التوريد في بلادنا، وبصرف النظر عن المأساة الواضحة، سيكون لهذا الحادث آثار كبيرة وطويلة الأمد على المنطقة”.
وأشارت إلى أن التأثير الأكبر من المرجح أن يكون على شحنات المواد الخطرة، مثل وقود الديزل، والتي لا يسمح بنقلها عبر الأنفاق.
وتابعت إن الإغلاق “سيضيف تكلفة كبيرة في الوقت والوقود والتأخير للشاحنات التي تسافر عبر المنطقة، علاوة على الاضطراب الذي سيلحقه إغلاق ميناء بالتيمور باقتصادنا”.
وشددت على أن نقل السيارات والشاحنات من وإلى الولايات المتحدة سيكون أكثر تكلفة على المدى القصير بسبب التأثير الكبير على ميناء بالتيمور”.
وقالت إميلي ستوسبول، محللة السوق لدى مجموعة الشحن زينيتا، في حديث لـ”إن.بي.سي. نيوز” إن بالتيمور هي أيضًا ميناء السيارات رقم 1 في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تكون موانئ الساحل الشرقي الأخرى قادرة على تحمل بعض شحنات السيارات المتجهة إلى بالتيمور، ما قد يحد من التأثير على الشحن العالمي.