منظمة “وورلد سنترال كيتشن” تعلق عملياتها في غزة بعد مقتل موظفيها.. فمن هي هذه المنظمة؟
قتل سبعة عاملين في منظمة غير حكومية أميركية توزع مساعدات غذائية في قطاع غزة المهدد بالمجاعة بضربة إسرائيلية الإثنين، على ما أفادت المنظمة الإغاثية الثلاثاء معلنة وقف عملياتها في المنطقة.
وأوضحت منظمة “وورلد سنترال كيتشن” التي تتخذ مقرا في الولايات المتحدة في بيان أنه بين القتلى مواطنين “من أستراليا وبولندا والمملكة المتحدة ومواطن يحمل الجنسيتين الأمريكية والكندية وفلسطيني”.
وكانت المنظمة ذكرت في بيان سابق أنهم قتلوا “فيما كانوا يعملون لدعم رسالتنا الإنسانية بتسليم طعام في غزة”، منددة بالـ”مأساة”.
ولفتت المنظمة إلى أن “فريقنا كان يتنقل في سيارتين مصفحتين تحملان شعار المنظمة في منطقة بعيدة عن مناطق الصراع”، مضيفة أن الحادث بمثابة “هجوم على كافة المنظمات الإنسانية” في وقت يشهد استخدام الطعام كسلاح حرب.
وأشارت إلى أن “القافلة أصيبت عندما كانت تغادر مستودعاً في مدينة دير البلح (وسط غزة)، حيث جرى تفريغ أكثر من 100 طن مساعدات غذائية إنسانية جاءت عبر الممر البحري”.
وشاركت المنظمة بشكل نشط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، في عمليات الإغاثة ولا سيما بتوزيع وجبات غذائية على سكان القطاع.
ودعا الطاهي خوسيه أندريز مؤسس ورئيس “وورلد سنترال كيتشن”، على حسابه بمنصة “إكس”، الحكومة الإسرائيلية إلى إيقاف القتل العشوائي، وأن تتوقف عن تقييد المساعدات الإنسانية، وقتل المدنيين وعمال الإغاثة، والتوقف عن استخدام الغذاء كسلاح.
Today @WCKitchen lost several of our sisters and brothers in an IDF air strike in Gaza. I am heartbroken and grieving for their families and friends and our whole WCK family. These are people…angels…I served alongside in Ukraine, Gaza, Turkey, Morocco, Bahamas, Indonesia. They… https://t.co/rM3xbsiQ1Q
— Chef José Andrés 🕊️🥘🍳 (@chefjoseandres) April 1, 2024
وأضاف: “أشعر بالحزن على عائلاتهم وأصدقائهم وعائلة المطبخ العالمي بأكملها.. هؤلاء أناس ملائكة خدمواً جنباً إلى جنب في أوكرانيا وغزة وتركيا والمغرب وجزر البهاما وإندونيسيا، إنهم ليسوا مجهولين”.
وأردف: “لا مزيد من فقدان الأرواح البريئة.. السلام يبدأ بإنسانيتنا المشتركة، ويجب أن يبدأ الآن”.
ردود فعل عالمية
تتالت ردود الفعل والتنديدات الدولية إثر هذه الحادثة، إذ أعربت الولايات المتحدة عن “قلقها العميق” لهذه الضربة، في طالبت بولندا بتوضيحات من إسرائيل حيال هذه المسألة. أما مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل فقد دعا إلى بدء تحقيق في أقرب وقت ممكن.
وكتبت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أدريان واتسون على “إكس” “قلبنا مفطور ونشعر بقلق عميق بسبب الغارة”.
وشددت على “وجوب حماية عمّال الإغاثة الإنسانية لأنهم يقدّمون مساعدات الفلسطينيون بحاجة ماسّة إليها، ونحضّ إسرائيل على التحقيق بسرعة في ما جرى”.
من جانبها أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أنّ أربعة عمّال إغاثة أجانب من “وورلد سنترال كيتشن” قتلوا مع سائقهم الفلسطيني في ضربة إسرائيلية.
وقالت الوزارة في بيان إنّ “خمسة شهداء، بينهم أجانب، وصلوا لمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح” بعدما قضوا “في قصف جوي إسرائيلي استهدف سيارة مصفّحة في غرب دير البلح تابعة” للمنظمة الإغاثية.
وأكّد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الثلاثاء أنّ أسترالية تدعى زومي فرانكوم هي في عداد القتلى مؤكدا أن “هذا أمر غير مقبول على الإطلاق”. وقال إن “أستراليا تتوقع محاسبة كاملة (للمسؤولين عن) مقتل عمّال الإغاثة”.
وفي مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، شاهد مراسل لوكالة فرانس برس خمس جثث وُضعت فوق ثلاث منها ثلاثة جوازات سفر أجنبية، وانتشرت صور الجثث والجوازات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وردّاً على هذه المعلومات، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّه “يجري مراجعة شاملة على أعلى المستويات لفهم ظروف هذا الحادث المأسوي” مؤكدا أنه “يعمل بشكل وثيق مع وورلد سنترال كيتشن في جهودهم الحيوية لتوفير الغذاء والمساعدات الإنسانية” لسكّان غزة.
من هي منظمة “وورلد سنترال كيتشن”؟
ساهمت “وورلد سنترال كيتشن” بشكل خاص في إرسال مساعدات إنسانية عبر البحر من قبرص إلى غزة وفي بناء رصيف بحري مؤقت في القطاع الفلسطيني. كما أنها تقدّم مساعدات غذائية ووجبات جاهزة للمحتاجين في مناطق عديدة حول العالم.
وهي كانت قد بدأت العمل في 2010 عندما أرسل الطاهي خوسيه أندريس طهاة وطعاما إلى هايتي بعد وقوع زلزال هناك. منذ ذلك الحين، توصل المنظمة الغذاء للمجتمعات المتضررة من الكوارث الطبيعية واللاجئين على الحدود الأمريكية والعاملين في مجال الرعاية الصحية في أثناء جائحة كورونا وإلى الأشخاص في الصراعات في أوكرانيا وغزة.
في ما يخص عزّة بالذات، قالت المنظمة الشهر الماضي إنها قدمت أكثر من 42 مليون وجبة في غزة على مدى 175 يوما. وذكرت على “إكس” إن فرقها توزع الطعام على الفلسطينيين النازحين في جميع أنحاء غزة يوميا.
ويزيد عدد مطابخ المنظمة عن 60 في جنوب غزة ووسطها، حيث تعد مئات الآلاف من الوجبات كل يوم.