فاغنر استهدفت بطائرة مسيرة بلدة زارهو التي تبعد 30 كم شرق راروس
لا تتوقف الأعمال الوحشية التي ترتكبها مرتزقة فاغنر الروسية بدعم من القوات المسلحة المالية والتي تنشر الرعب بين السكان المحليين وترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
آخر هذه الانتهاكات ما أبلغ عنه سليمان أنارا الصحفي المستقل في مالي والنيجر والذي قال لـ”أخبار الآن”إن غارة جوية بطائرة بدون طيارة تابعة لمرتزقة فاغنر استهدفت بلدة زارهو التي تقع على بعد 30 كم شرق راروس وهي بلدة ريفية وبلدة صغيرة تقع في منطقة تمبكتو شمال مالي.
وأضاف أنارا أن الغارة الجوية استهدفت أسرة فقيرة وأسفرت عن مقتل الأم وطفليها اللذين لا تتجاوز أعمارهما 12 عاما.
وأشار سليمان أنارا إلى أنه منذ وصول مرتزقة فاغنر لمساعدة الجيش المالي، وتستهدف بشكل خاص الطوارق والعرب الفلان، عن طريق إعدام مئات الأبرياء واعتقال العشرات وسرقة الممتلكات فضلا عن الاختفاء القسري للكثيرين وإحراق العديد من المنازل السكنية.
وبحسب مجلة منبر الدفاع الأفريقي (ADF) يُعتقد أن لفاغنر ما يتراوح من 1,000 إلى 1,645 مقاتلاً في مالي، يقودهم المدعو إيفان ماسلوف الذي يواجه عقوبات دولية لمحاولة تهريب أسلحة من مالي لاستخدامها في حرب روسيا على أوكرانيا.
وفي إطار عملياتهم في ربوع القارة، لطالما ترك مرتزقة فاغنر سلسلة من الخراب والدمار والقتلى في صفوف المدنيين، فلاحقتهم الكثير من مزاعم ارتكاب جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان.
وتسبّبت المعارك بين الجيش المالي و”فاغنر” من جانب، وحركات أزواد الساعية للاستقلال بحكم إقليم أزواد من جانب آخر، والتي اندلعت في الربع الأخير من عام 2023، في مقتل نحو 600 مدني.
وفي شهر فبراير الماضي نفّذ الجيش المالي و”فاغنر” العديد من العمليات في ولايتي تومبكتو وكيدال؛ أسفرت عن مقتل واعتقال العديد من السكان؛ حسب ما أكدته مصادر محلية.
وسبق للحركات الأزوادية، التي تتكوّن من الطوارق في معظمها بجانب عرب، والمنطوية تحت الإطار الاستراتيجي الدائم، توقيع اتفاقٍ للسلام مع الحكومة عام 2015 بوساطة جزائرية، بعد حرب بين هذه الحركات والجيش بدأت عام 2012، سعت خلالها للانفصال بأزواد.
وبعد انسحاب القوات الفرنسية من مالي العام الماضي، ثم بدء انسحاب قوات بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام “مينوسيما” من أزواد، تجددت المعارك بين حركات “الإطار الاستراتيجي” والجيش المالي، بدايةً من أغسطس حتى معركة كيدال في نوفمبر.