الشرطة في كندا تعتقد أن الذهب المسروق ربما يكون قد تم صهره وإعادة تشكيله
ألقت الشرطة في كندا والولايات المتحدة القبض على ستة أشخاص وتبحث عن ثلاثة آخرين فيما يتعلق بسرقة ما يزيد عن 22 مليون دولار كندي (16 مليون دولار) من الذهب والنقود من منشأة شحن تابعة لشركة طيران كندا العام الماضي.
فيما وصفته السلطات بأكبر سرقة ذهب في التاريخ الكندي، قام المشتبه بهم، ومن بينهم موظف في شركة طيران كندا، بتزوير فاتورة طيران لسرقة الشحنة التي وصلت إلى تورونتو قادمة من زيوريخ في أبريل 2023.
وقالت شرطة بيل الإقليمية للصحفيين في مؤتمر صحفي إن الشحنة تحتوي على 6600 سبيكة ذهبية تزن 400 كيلوجرام، تبلغ قيمتها أكثر من 20 مليون دولار كندي، و2.5 مليون دولار كندي بالعملة الأجنبية.
وأوضحت الشرطة إن المشتبه بهم وجهت لهم أكثر من 19 تهمة من قبل السلطات، التي استعادت كيلوغراما واحدا من الذهب وحوالي 434 ألف دولار كندي بالعملة الكندية.
وأضافت الشرطة إن الذهب المسروق ربما يكون قد تم صهره وإعادة تشكيله، مما يجعل من الصعب تعقبه.
وعثرت الشرطة أيضًا على حوالي 65 سلاحًا ناريًا يزعم المحققون أنها تم شراؤها من عائدات السرقة.
وقال الرقيب مايك مافيتي: “نعتقد أنهم قاموا بإذابة الذهب، ثم استخدموا الأرباح التي حصلوا عليها من الذهب للمساعدة في تمويل الأسلحة النارية”.
تم القبض على خمسة مشتبه بهم في كندا وتم إطلاق سراحهم بشروط. فيما تم القبض على أحد المشتبه بهم، وهو في الأصل من برامبتون، أونتاريو، في ولاية بنسلفانيا مع الأسلحة النارية ولا يزال محتجزًا في الولايات المتحدة.
وقالت الشرطة إن أوامر اعتقال على مستوى كندا صدرت بحق المشتبه بهم الثلاثة المتبقين.
وفي أعقاب السرقة، رفعت شركة برينكس لخدمات النقل والأمن ومقرها ميامي دعوى قضائية ضد شركة طيران كندا في أكتوبر، زاعمة “الإهمال” من قبل شركة الطيران.
تفاصيل القصة
في أبريل من العام الماضي، كشفت الشرطة الكندية أنها تحقق في عملية سرقة ذهب ضخمة في مطار بيرسون الدولي بتورونتو، بعد اختفاء مقتنيات ثمينة تُقدَّر قيمتها بملايين الدولارات.
وأضافت الشرطة حينها أن القطع الذهبية والمقتنيات الثمينة وصلت جوا إلى المطار ووُضعت بعدها في مخزن للوجستيات، إلى أن لوحظ اختفاؤها لاحقا. وأشار وقتها مفتش الشرطة الإقليمية ستيفن دويفستاين في تصريحات صحفية إلى سرقة حاوية بعد تفريغها من طائرة في منشأة شحن.
وأوضح أن الحاوية التي كانت تضم هذه القطع القيمة سُرقت باعتماد وسائل غير قانونية داخل موقع التخزين.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، رفعت دعوى قضائية ضد شركة طيران كندا بشأن السرقة، حيث طالبت شركة برينك – شركة الأمن التي كانت تنقل الذهب والأوراق النقدية لعملاء سويسريين منفصلين – بتعويضات بملايين الدولارات.
في وثائق المحكمة، زعمت برينك أن الشخص المجهول الهوية الذي قام بالسرقة المادية تمكن من الوصول إلى مرافق الشحن التابعة لشركة طيران كندا بعد أقل من 45 دقيقة من إيداع الذهب والمال هناك.
وقالت شركة برينك في بيان مطالبتها إن الشخص نفسه قدم “بوليصة شحن احتيالية” للإفراج عن الشحنة، “وبعد ذلك هرب شخص مجهول مع الشحنة”.
قدمت شركة طيران كندا بيان دفاع في الشهر التالي، نفت فيه “كل الادعاءات” التي قدمها برينك بشأن السرقة.
يشار إلى أنه كثيرا ما يتم الاحتفاظ بالذهب المستخرج من البلاد في مطار بيرسون الدولي في تورنتو قبل نقله جوا إلى الخارج. وما يقرب من نصف الشحن الجوي الكندي يمر عبر هذا المطار.
وتعتبر هذه السرقة واحدة من أكبر السرقات في تاريخ كندا، بما في ذلك سرقة شراب القيقب في عامي 2011 و2012، حيث سرق اللصوص 9600 برميل من شراب القيقب بقيمة تتراوح بين 15 و20 مليون دولار، من مستودع قرب كيبيك.