قاذفة Tu-22M تعد من أهم الأسلحة الاستراتيجية الروسية
قال الجيش الأوكراني إنه دمر قاذفة روسية استراتيجية من طراز توبوليف 22 في أعقاب هجوم روسي بصواريخ وطائرات مسيرة على مدن أوكرانية.
وأوضح الجيش: “لأول مرة، دمرت وحدات الصواريخ المضادة للطائرات التابعة للقوات الجوية، بالتعاون مع المخابرات الدفاعية الأوكرانية، قاذفة استراتيجية بعيدة المدى من طراز Tu-22M3، وهي حاملة صواريخ كروز Kh-22 يستخدمها الإرهابيون الروس للهجوم”.
مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا، ظهر مقطع فيديو غير مؤرخ يصور اللحظة المروعة لقاذفة قنابل روسية بعيدة المدى الأسرع من الصوت، يُشتبه في أنها من طراز Tu-22M، وقد لقيت نهاية بتدميرها في جنوب روسيا، شرق شبه جزيرة القرم مباشرة.
تُظهر اللقطات التي تم تداولها على نطاق واسع، والتي أصبحت الآن منتشرة على موقع X، ذيل الطائرة وقد اشتعلت فيه النيران قبل أن تهبط على الأرض.
BREAKING: Russian long-range supersonic bomber, believed to be a Tu-22M, crashes in southern Russia, east of Crimea pic.twitter.com/v5vc6BLGBN
— BNO News (@BNONews) April 19, 2024
وأثار المقطع الصادم، الذي صوره أحد المارة، موجة من التكهنات والقلق بشأن سلامة الطائرات العسكرية الروسية والظروف التي أدت إلى هذا الحدث.
وكتب أحد المستخدمين على موقع X ردًا على الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع: “زعمت روسيا أن طاقم الطائرة خرج بسلام، لكنني لم أر أي دليل يوضح ذلك”.
وأشار مستخدم آخر إلى أن “الطائرة هي قاذفة استراتيجية وبحرية بعيدة المدى، قادرة على حمل حمولات تقليدية ونووية.. وقد يكون لإسقاطها آثار كبيرة على الأمن والاستقرار الإقليميين”.
تم تطوير هذه القاذفة بعيدة المدى الأسرع من الصوت خلال الحقبة السوفيتية في السبعينيات، وهي لا تزال حجر الزاوية في القوة العسكرية الروسية.
بفضل سرعتها الهائلة ومداها الواسع وتعدد استخداماتها في تنفيذ المهام المختلفة، لعبت الطائرة دورًا محوريًا في تشكيل استراتيجية الدفاع الروسية.
على الرغم من عمرها، إلا أن جهود التحديث المستمرة جعلت طراز Tu-22M ملائمًا، مما يضمن استمرار خدمتها في القوات الجوية الروسية، ومع ذلك، لا تزال هناك مخاوف بشأن أسطولها القديم، مما يدفع إلى الحاجة إلى إجراء صيانة وتحديثات دقيقة لدعم فعاليته التشغيلية في مواجهة التحديات الأمنية المتطورة.
ذراع جوي روسي لاقى نهايته
تمثل القاذفات الاستراتيجية الروسية ذراعا جويا بعيد المدى يمكنه الوصول إلى أي مكان في العالم بسرعة فائقة، ويشمل ذلك قاذفات “تو – 22 إم 3” التي تحمل قنابل وصواريخ خارقة، وتعتبر مفخرة جوية روسية.
تنطلق “تو – 22 إم 3” بسرعة خارقة تفوق سرعة الصوت، ويمكنها الوصول إلى أي موقع عسكري على اليابسة أو أسطول حربي في أعالي البحار، وفقا لموقع شركة “توبوليف” الروسية.
كانت أول رحلة طيران للقاذفة الاستراتيجية الروسية “تو – 22 إم 3” في عام 1977، ودخلت بعدها الخدمة في الجيش الروسي، حسبما ذكر الموقع، الذي أوضح أنها خضعت لعملية تحديث واسعة في عام 2018، شملت تزويدها بأنظمة طيران متقدمة، كما خضعت لتحديثات هدفها تعزيز قدراتها القتالية.
ويمكن للقاذفة الاستراتيجية الروسية “تو – 22 إم 3” أن تصل إلى أهداف تبعد ألفين و200 كيلومتر عن قاعدة انطلاقها، حسبما ذكر موقع “يونايتد إيركرافت كوربوريشن” الروسي.
ولفت الموقع إلى أن التصميم الهندسي للقاذفة الروسية جعلها الأفضل من فئتها، وأصبح مصدر إلهام لتصميم العديد من الطائرات المدنية والعسكرية، خاصة تلك التي تنتمي إلى الجيل الرابع.
وتمتلك الطائرة هيكلا مصنوعا من سبائك الألومنيوم والتيتانيوم والمغنسيوم، إضافة إلى الصلب المقاوم للحرارة.
ولفت الموقع إلى أن الطائرة مزودة بمحركين تربينيين يمتلك كل منهما أنظمة خاصة لزيادة معدل تسارع الطائرة، بصورة تمكنها من التحليق بسرعات خارقة عند الحاجة.
وتنتمي “تو – 22 إم 3” إلى عائلة طائرات “توبوليف” التي تضم سلسلة من الطائرات تشمل “تو – 95″ و”تو – 160″ و”تو – 204″ و”تو – 214”.
ونفذت قاذفتا “تو – 22 إم 3” رحلة مجدولة في المجال الجوي فوق المياه الدولية لبحر البلطيق، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، التي أشارت إلى أن مقاتلات “سو – 35 إس” كانت ترافقها خلال المهمة التي استمرت نحو 5 ساعات.
وتحلق أطقم الطيران البعيدة المدى فوق المياه المحايدة التي تشمل مناطق في القطب الشمالي وشمال المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، إضافة إلى البحر الأسود وبحر البلطيق، حيث تلتزم في جميع رحلاتها بالقواعد الدولية لاستخدام المجال الجوي.