المؤامرة الروسية لاغتيال زيلينسكي كانت تستهدف مطارًا يستخدمه للسفر إلى الخارج
ألقت الشرطة البولندية القبض على رجل يشتبه في مساعدته لمؤامرة روسية لاغتيال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، استهدفت مطارًا يستخدمه الزعيم الأوكراني للسفر إلى الخارج، وفقل لصحيفة “التلغراف“.
وقال ممثلو الادعاء إن المواطن البولندي، الذي تم تحديده فقط باسم “باول كيه” بموجب قوانين الخصوصية المحلية، تلقى تعليمات من متعاملين روس بمراقبة الإجراءات الأمنية في مطار رزيسزو-ياسيونكا في بولندا.
ومن غير الواضح ما إذا كان المشتبه به قد نقل أي معلومات حساسة حول المنشأة، التي استخدمها زيلينسكي مرارًا وتكرارًا للسفر للقاء قادة أجانب منذ إغلاق المطارات الأوكرانية بعد الغزو الروسي في عام 2022.
وأضاف ممثلو الادعاء أن الاعتقال تم بناءً على معلومات استخباراتية قدمتها أوكرانيا، بينما يشتبه في أن روسيا قامت بتوجيه عدد من مؤامرات الاغتيال الفاشلة ضد زيلينسكي على أمل أن يوجه موته ضربة قوية لمعنويات كييف.
الرئيس البولندي يعلق
من جانبه، قال الرئيس البولندي دونالد توسك “تم القبض على القاتل المحتمل للرئيس زيلينسكي، وهو بولندي يعمل بالتعاون مع وكالات الاستخبارات الروسية، قبل يومين”.
وأضاف: “لن يكون هناك أي تساهل مع أولئك الذين يتعاونون مع أجهزة المخابرات الروسية، مؤكدا أنه سيتم القضاء على أي محاولة خيانة أو زعزعة الاستقرار”. وكان قد أشار في وقت سابق إلى المشتبه به على أنه “مجنون” في بيان صدر مساء الخميس.
كييف: روسيا تهدد العالم
وفي كييف، قال المدّعي العام الأوكراني أندري كوستين إنّ الموقوف في بولندا كان مسؤولاً بشكل خاص عن “جمع ونقل معلومات إلى الدولة المعتدية حول أمن مطار رزيسزو-ياسيونكا” في جنوب شرق بولندا، والذي كثيراً ما يستخدمه الرئيس الأوكراني خلال رحلاته الخارجية.
كذلك فإنّ هذا المطار يستخدمه مسؤولون من دول أخرى في رحلاتهم إلى أوكرانيا وتستخدمه أيضاً قوافل المساعدات المرسلة إلى هذا البلد.
وقال كوستين عبر منصة “إكس” إن “هذه القضية تؤشر الى التهديد المستمر الذي تمثّله روسيا ليس فقط على أوكرانيا والأوكرانيين، بل أيضاً على العالم الحرّ بأكمله”.
واتّهم المدّعي العام الأوكراني الكرملين بتنفيذ “عمليات تخريب على أراضي دول أخرى ذات سيادة”.
تعاون أوكراني بولندي
وبحسب النيابتان العامّتان في كلّ من كييف ووارسو فإنّ “باول كيه” أودع الحبس المؤقت.
وأشارت النيابة العامة البولندية الى أن التعاون بين أجهزة الأمن في البلدين أتاح “الحصول على أدلة أيضا خارج بولندا”.
وهنّأ وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي النيابة العامة وأجهزة الاستخبارات في وارسو على عملها، منوّها عبر منصة إكس بـ”تعاون جيد مع الشقيقة أوكرانيا”.
وبولندا العضو في حلف شمال الأطلسي، هي من أبرز الداعمين لجارتها أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في أواخر شباط/فبراير 2022.
الخط الأمامي للتجسس الروسي
بحسب صحيفة “التلغراف” فقد أدى الغزو الشامل لأوكرانيا إلى تحويل مطار رزيسزو من مطار راكد لشركات الطيران إلى مركز لوجستي حيوي للدعم العسكري الغربي لكييف.
وهي الآن محروسة بصواريخ باتريوت، وتقع على بعد 70 كيلومترًا فقط من الحدود الأوكرانية، مما يعني أنه يمكن تفريغ المعدات في أوكرانيا في غضون ساعات من وصولها.
ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، وجدت بولندا المجاورة نفسها على الخط الأمامي للتجسس الروسي، فهي موطن لقوة حلف شمال الأطلسي المتوسعة والمركز اللوجستي للدعم العسكري لأوكرانيا، وهي الآن عالقة في حرب تجسس متصاعدة مع أجهزة المخابرات الروسية.
في شهر مارس الماضي، قامت وكالة الأمن الداخلي البولندية ABW بمداهمات لعدد من العقارات كجزء من التحقيق في شبكة تجسس روسية مزعومة.
وفي العام الماضي، ألقت القبض على نحو 16 جاسوسًا روسيًا مشتبهًا بهم اتُهموا بالتخطيط لهجمات تخريبية على أجزاء رئيسية من البنية التحتية، مثل خطوط السكك الحديدية، المهمة لدعم أوكرانيا.
كما ألقت السلطات البولندية القبض على عدد من المواطنين الأجانب العام الماضي لمحاولتهم التجسس لصالح روسيا في مطار رزيسزو-ياسيونكا.
ويأتي الحادث الأخير بعد أن ألقت ألمانيا القبض على اثنين من المشتبه بهم في وقت سابق من هذا الأسبوع في قضية منفصلة تتعلق بمؤامرة روسية مزعومة لتخريب قواعد عسكرية أمريكية في ولاية بافاريا الجنوبية.