رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة اليوم الدولي لأمنا الأرض
يحلّ اليوم الدولي لأمنا الأرض الذي يُحتفل فيه سنوياً بـ 22 نيسان/أبريل، فيما يشهد العالم تغييراً بات ملموساً في النظام البيئي والمناخي، فقد كان كل شهر من الأشهر العشرة الماضية الأكثر سخونة على الإطلاق، في حين كثُرت الظواهر المناخية المتطرفة في أنحاء بقاع الأرض.
بهذه المناسبة، رأت الأمم المتحدة أنه من الواضح أن أمنا الأرض تبعث إلينا دعوة عاجلة للعمل، مؤكدةً أن الطبيعة تعاني، خصوصاً أن المحيطات تمتلئ بالبلاستيك ويزيد معدل حمضيتها، ودرجات الحرارة باتت مفرطة، فضلاً عن حرائق الغابات والفيضانات، وموسم الأعاصير في المحيط الأطلسي الذي حطم الرقم القياسي وألحق أضرارا بملايين الأفراد.
وذكرت الأمم المتحدة أنه يمكن أن يؤدي تغير المناخ، والتغييرات التي يتسبب فيها الإنسان في الطبيعة، فضلاً عن الجرائم التي تعطل التنوع البيولوجي، مثل إزالة الغابات، وتغير استخدام الأراضي، والزراعة المكثفة والإنتاج الحيواني أو التجارة المتزايدة والمُجّرمة في الأحياء البرية، إلى تسريع وتيرة تدمير الكوكب.
وقالت: نحتفل بهذه المناسبة السنوية الثالثة لأمنا الأرض ضمن عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام الإيكولوجي. إن النظم البيئية تدعم كل أشكال الحياة على الأرض، وكلما كانت نظمنا البيئية أكثر صحة، كان الكوكب ومن عليه أكثر صحة.
وأضافت: ستساعد استعادة أنظمتنا البيئية المتضررة في القضاء على الفقر ومكافحة تغير المناخ ومنع الانقراض الجماعي. لكننا لن ننجح إلا إذا اضطلع كل فرد بدوره.
وتابعت: في هذا اليوم الدولي لأمنا الأرض، لنذكر أنفسنا أننا بحاجة إلى التحول إلى اقتصاد أكثر استدامة يعمل لصالح الناس والكوكب. فلنعزز الانسجام مع الطبيعة والأرض.
ودعت الأمم المتحدة جميع الناس إلى الانضمام إلى الحركة العالمية لاستعادة عالمنا!
رسالة غوتيريش
في اليوم الدولي لأمنا الأرض، وجّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رسالة اعتبر فيها أن “البشرية تتصرّف كما لو كانت ابنا ضالا أنجبته أمّنا الأرض. فنحن نعتمد على الطبيعة في ما نأكله من طعام وما نستنشقه من هواء وما نشربه من ماء ومع ذلك فها نحن قد جلبنا الفوضى إلى العالم الطبيعي: فقد رُحْنا نُسمّم كوكبنا بالملوّثات، ونقضي على أنواع من الأحياء ونظم إيكولوجية كاملة دون اكتراث، ونزعزع استقرار مناخنا بما نطلقه من انبعاثات غازات الدفيئة.
ورأى في رسالته أن هذه التصرّفات تؤذي الطبيعة، وتضرّ بالإنسانية، مشيراً إلى أننا نعرّض إنتاج الغذاء للخطر، ونلوّث محيطاتنا وهواءنا، ونخلق بيئة أكثر خطورة وأقل استقرارا، ونعيق التنمية المستدامة.
وقال: يداً بيد، يجب علينا استعادة الانسجام مع الطبيعة، وتبَنّي أنماط الإنتاج والاستهلاك المستدامة، وحماية أنفسنا من الضرر – وعند قيامنا بذلك سنخلق فرص عمل ونحدّ من الفقر وندفع قدما بعجلة التنمية المستدامة.
وبحسب غوتيريش، فإن هذا يعني كبح فقدان التنوع البيولوجي، ووضع حد للتلوث، وخفض انبعاثات غازات الدفيئة على مستوى العالم، وهذا يعني دعم الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية وسائر الفئات الأشدّ تضرّرا من أزمات التلوث والمناخ والتنوّع البيولوجي، وهذا يعني تحقيق العدل المناخي للبلدان التي تقف على خط المواجهة مع فوضى المناخ، والإسراع بحشد التمويل والدعم اللذين تحتاج إليهما البلدان للعمل على إصلاح المناخ وحماية الطبيعة وتعزيز التنمية المستدامة.
وأضاف: يجب على البلدان أن تضع خططا مناخية وطنية جديدة تتماشى مع هدف إبقاء الاحترار العالمي دون 1,5 درجة مئوية. ويمكن لهذه الخطط أن تقوم في الوقت ذاته مقام الخطط الانتقالية الوطنية وخطط الاستثمار الوطنية التي تشكل الأساس الذي تستند إليه التنمية المستدامة للأجيال القادمة. ويجب على مجموعة العشرين أن تقود عملية عالمية مموَّلة للتخلّص التدريجي من الوقود الأحفوري بشكل سريع وعادل، وأن تضع حدا لإعانات الدعم المدمّرة للطبيعة، كتلك التي تموّل الإنتاج الجامح للمواد البلاستيكية الخانقة للكوكب.
وشدد على أن إصلاح العلاقة مع أمِّنا الأرض لهو أمُّ التحدّيات التي تواجه البشرية، مؤكداً أنه يجب علينا أن نتحرّك – الآن وليس غداً – لخلق مستقبل أفضل لنا جميعاً.
حقائق يجب معرفتها عن اليوم الدولي لأمّنا الأرض:
- لماذا يعتبر مهمًا جدًا؟ يساهم هذا اليوم في رفع مستوى الوعي حول القضايا البيئية التي يواجهها كوكبنا. وبهذه المناسبة يحضر بعض الأشخاص فعاليات الحفاظ على البيئة والتوعية بها في يوم الأرض، بينما ينظم آخرون عمليات التنظيف أو زراعة الأشجار أو قيادة جهود إعادة التدوير. حتى أن مشاركة اقتباسات يوم الأرض على وسائل التواصل الاجتماعي تزيد من الوعي بمهمتها.
- حقيقة مثيرة للاهتمام حول يوم الأرض: ظل هذا الحدث شأنًا شعبيًا لمدة 20 عامًا، قبل أن يصبح عالميًا وينتشر في 140 دولة في عام 1990. ويتم الاحتفال بيوم الأرض الآن في أكثر من 190 دولة، ويشارك فيه ما يقدر بمليار شخص حول العالم كل عام.
- مستوحى من كتاب: كانت راشيل كارسون عالمة بحرية في هيئة الأسماك والحياة البرية الأمريكية، وكانت مصدر إلهام لكتابة كتاب “الربيع الصامت” في عام 1962. وكان الكتاب الواقعي بمثابة دعوة للاستيقاظ سلطت الضوء على مخاطر المبيدات الحشرية والتهديدات البيئية. مع إصدار الكتاب (وبيع أكثر من نصف مليون نسخة)، أثارت كارسون حركة بيئية ورفعت مستوى الوعي بالقضايا التي تواجهها أرضنا.
- احتفالات يوم الأرض لها موضوع سنوي: يُخصص موضوع لهذه المناسبة كل عام، وموضوع هذا العام هو “الكوكب مقابل البلاستيك”. وفقًا لموقع Earthday.org، فإن الموضوع يدعو الجميع إلى “الدعوة إلى وعي واسع النطاق بشأن المخاطر الصحية للمواد البلاستيكية، والتخلص التدريجي السريع من جميع المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، والضغط بشكل عاجل من أجل إبرام معاهدة قوية للأمم المتحدة بشأن التلوث البلاستيكي، والمطالبة بوضع حد للموضة السريعة”.
- أغنية عن اليوم الدولي لأمنا الأرض: “نشيد الأرض” كتبه الشاعر والدبلوماسي الهندي أبهاي كومار في عام 2008. كلمات كومار مستوحاة من صورة الرخام الأزرق للأرض، إلى جانب الفلسفة الهندية لـ “Vasudhaiva Kutumbakam”، والتي تُترجم إلى “العالم عائلة واحدة”. تمت ترجمة الأغنية أيضًا إلى أكثر من 150 لغة عالمية للاحتفال بيوم الأرض.
خسائر مادية
في يوم الأرض لا بد من الإشارة إلى تداعيات الأزمة المناخية المستمرة، فقد كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة “نيتشر” العلمية البريطانية أنه من المرجح أن تتسبب التغيرات المناخية في خسائر سنوية للاقتصاد العالمي بنحو 38 تريليون دولار بحلول عام 2049.
وسلطت الدراسة، التي أجراها 3 علماء في معهد “بوتسدام” لأبحاث تأثير المناخ في ألمانيا، الضوء على التأثيرات الاقتصادية للمناخ خلال السنوات الأربعين الماضية في حوالي 1600 منطقة حول العالم، والتأثيرات المتوقعة حتى عام 2049.
ودرس الباحثون التأثير المحتمل لتقلب درجات الحرارة اليومية، وإجمالي هطول الأمطار سنويا، وعدد الأيام الرطبة خلال العام والأمطار اليومية الشديدة، بالإضافة إلى التحولات التي تحدث بالفعل من خلال تغير متوسط درجات الحرارة.