حالة جدل بسبب حراك طلابي في جامعة كولومبيا دعما لغزة
تتجه الأنظار في هذه الأيام، إلى جامعة كولومبيا، ورئيستها نعمت شفيق، مصرية الأصل بعد أن طلبت تدخّل الشرطة لتفريق جموع المحتجين المؤيدين للفلسطينيين داخل حرم الجامعة، مما أدى إلى توقيف أكثر من 100 طالب.
“شفيق”، التي تواجه انتقادات مع استمرار الاحتجاجات المناصرة للفلسطينيين في الحرم الجامعي بمدينة نيويورك، شهدت أمام الكونغرس الأسبوع الماضي كجزء من سلسلة من الاستماعات حول معاداة السامية في الحرم الجامعي. وجذبت تصريحاتها انتقادات من الطلاب من جميع الجوانب، مما أثار احتجاجات متناحرة.
وقالت إنه “تم استغلال هذا التوتر وتضخيمه من أفراد لا ينتمون إلى جامعة كولومبيا جاؤوا إلى الحرم الجامعي لتحقيق قائمة أولوياتهم… نريد إعادة الأمور لنصابها”.
احتل المتظاهرون جزءًا من الحديقة الرئيسية للجامعة في شمال مانهاتن لمدة تقارب الأسبوع، مطالبين الجامعة بسحب استثماراتها من إسرائيل. انضم طلاب في عدة كليات أخرى حول البلاد أيضًا تضامنًا معهم.
في الوقت نفسه، يقول الطلاب اليهود إنهم يشعرون بعدم الأمان، في الجامعة مع استمرار الاحتجاجات، ويقولون إنه يجب بذل المزيد لضمان سلامتهم.
تحولت الفصول الدراسية إلى التعلم عن بعد يوم الأثنين, 22 أبريل الجاري 2024, لـ “تهدئة الخلاف”، حسبما قالت رئيسة الجامعة في بيان.
وأضافت “شفيق” في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى موظفي، وطلاب الجامعة الاثنين، إن الجامعة ألغت حضور الطلبة وانتقلت إلى التدريس عبر الإنترنت “لتخفيف الضغينة ومنحنا جميعًا فرصة للنظر في الخطوات التالية”.
جامعة كولومبيا قالت إن إقامة الخيام تنتهك القواعد. وأوقفت عشرات الطلاب المشاركين في الاحتجاجات عن الدراسة مؤقتا.
وطالب الجمهوريون في مجلسي النواب والشيوخ، بالإضافة إلى عضو ديمقراطي واحد على الأقل في مجلس الشيوخ، باستقالة شفيق في رسائل وبيانات الاثنين.
نشأة نعمت شفيق
تتولى شفيق رئاسة الجامعة منذ بداية يوليو الماضي بعد أن شغلت لثلاثة عقود مناصب قيادية عليا في مجموعة من المؤسسات الدولية والأكاديمية البارزة، وهي تحمل أيضا لقب أستاذ الشؤون الدولية والعامة في كلية كولومبيا للشؤون الدولية والعامة، بحسب موقع الجامعة على الإنترنت.
ولدت شفيق في محافظة الإسكندرية بمصر، ورحلت مع عائلتها عندما كانت في الرابعة من عمرها في عام 1966، في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى الولايات المتحدة، واستقرت العائلة أولا في سافانا بولاية جورجيا في عمق الجنوب الأمريكي، ولم يكن يتحدث الإنكليزية سوى والدها، الذي تعرضت ممتلكاته للتأميم، وفقا لموقعي الجامعة وصندوق النقد الدولي.
التحقت شفيق وشقيقتها بالعديد من المدارس في فلوريدا وجورجيا ونورث كارولينا، وتخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة ماساتشوستس-أمهيرست University of Massachusetts Amherst بدرجة البكالوريوس في الاقتصاد والسياسة عام 1983.
وحصلت على درجة الماجستير من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية عام 1986، ثم على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من كلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد عام 1989.
وبعد حصولها مباشرة على درجة الدكتوراه، عملت في القضايا المتعلقة بأوروبا الشرقية في البنك الدولي بعد سقوط جدار برلين عام 1989.
وأثناء حملة “لنجعل من الفقر تاريخا” في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قادت وزارة التنمية الدولية المؤثرة في حكومة المملكة المتحدة.
وقضت “شفيق” جانبًا كبيرا من حياتها المهنية في لندن وواشنطن. وتزوجت من العالم رافائيل جوفين، في عام 2002 في واشنطن، وأنجبت منه توأما، وأصبحت زوجة أب لأبنائه الثلاثة.
وفي صندوق النقد الدولي، أثناء أزمة الديون في منطقة اليورو خلال عامي 2009 و2010، تولت الإشراف على عمل الصندوق في العديد من البلدان الواقعة في مركز الاضطرابات.
وأثناء احتجاجات ما أصبح يعرف بـ “الربيع العربي” في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أدارت شفيق برامج الصندوق في الشرق الأوسط.
كذلك شغلت منصب نائب محافظ بنك إنكلترا، حيث تولت الإشراف على ميزانية عمومية حجمها 500 مليار دولار، أثناء الاضطرابات التي صاحبت التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
كانت نعمت شفيق أصغر نائبة لرئيس البنك الدولي على الإطلاق، حيث كانت تبلغ من العمر 36 عامًا، بحسب موقع الجامعة.
وبعد أن بلغت سن الستين، أصبحت أول امرأة تتولى رئاسة جامعة كولومبيا بنيويورك بعد ست سنوات تولت خلالها قيادة كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، بعد أن عادت إلى الأوساط الأكاديمية في عام 2017.