منذ 22 مارس يعد هذا رابع هجوم جوي تستهدف من خلاله روسيا نظام الطاقة في أوكرانيا
قصفت صواريخ روسية منشآت كهرباء في وسط وغرب أوكرانيا يوم السبت مما زاد الضغط على نظام الطاقة المتداعي في الوقت الذي تواجه فيه البلاد نقصا في الدفاعات الجوية على الرغم من تحقيق تقدم كبير في المساعدات العسكرية الأمريكية .
وكانت الغارة الجوية، التي نفذت بصواريخ باليستية وصواريخ كروز أطلقتها قاذفات استراتيجية روسية متمركزة في الدائرة القطبية الشمالية، رابع هجوم جوي واسع النطاق يستهدف نظام الطاقة منذ 22 مارس، مما يتسبب في إغراق المدن الأوكرانية في ظلام دامس بين القترة والأخرى.
وقالت شركة DTEK، أكبر شركة كهرباء خاصة في أوكرانيا، إن “روسيا قصفت مرة أخرى منشآت الطاقة الأوكرانية بكثافة”، مضيفة أن أربع من محطات الطاقة الحرارية الست التابعة لها تعرضت لأضرار خلال الليل.
وقال مسؤولون إن رجال الإنقاذ يكافحون لإخماد الحرائق في العديد من منشآت الطاقة في منطقتي لفيف وإيفانو فرانكيفسك في الغرب، المتاخمين لبولندا ورومانيا العضوين في حلف شمال الأطلسي.
وقال مسؤولون إنه بعد الهجمات على منشآت الطاقة في منطقة دنيبروبتروفسك بوسط البلاد، تعطلت إمدادات المياه الجارية في مدينة كريفي ريه، مسقط رأس الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وقال قائد القوات الجوية الأوكرانية في بيان إن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 21 صاروخا من أصل 34 صاروخا أطلقتهم روسيا.
ولم يتم تحديد أي من المنشآت التي تم ضربها بالاسم، وهو إجراء أمني يهدف إلى منع روسيا من تقييم تأثير ضرباتها بسرعة.
وتنفي روسيا، التي بدأت غزوها واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، استهداف المدنيين لكنها تقول إن نظام الطاقة الأوكراني هدف عسكري مشروع. وقالت السلطات الأوكرانية إن أحد عمال الطاقة أصيب أثناء الليل.
وفي مدينة خاركيف بشمال شرق البلاد، التي تعرضت لقصف شديد في الأسابيع الأخيرة، أصاب صاروخ مستشفى يضم 60 مريضا خلال الليل، مما أدى إلى إصابة امرأة وإلحاق أضرار بالمبنى وأنابيب المياه وخطوط الكهرباء القريبة، حسبما قال الحاكم الإقليمي.
وقال مصدر بالمخابرات الأوكرانية إن أوكرانيا، التي حاولت إعادة القتال إلى روسيا في الأشهر الأخيرة باستخدام طائرات بدون طيار بعيدة المدى، هاجمت مصافي النفط إلسكي وسلافيانسك في منطقة كراسنودار الروسية خلال الليل.
وقال المصدر إن الغارة بطائرة بدون طيار التي نفذها جهاز الأمن الأوكراني تسببت في نشوب حرائق في المنشآت. وأضاف المصدر أن مطار كوشيفسك العسكري الروسي تعرض أيضا لهجوم في المنطقة الجنوبية.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن مسؤول تنفيذي يشرف على المصفاة قوله إن مصفاة سلافيانسك للنفط اضطرت إلى تعليق بعض العمليات بعد تعرضها لأضرار في الهجوم.
انقطاع التيار الكهربائي المتداول
يقول مسؤولون إن أوكرانيا فقدت 80% من توليد الطاقة الحرارية و35% من قدرتها الكهرومائية خلال الهجمات الروسية.
ويؤكد المسؤولون أنه على الرغم من أن جوهر نظام الطاقة يأتي من الطاقة النووية، إلا أن هذه القدرة المفقودة تخدم وظيفة التوازن في الشبكة، وقد يكون فقدانها مشكلة كبيرة عندما يرتفع الاستهلاك في وقت لاحق من هذا العام.
وتم فرض انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي في العديد من المناطق، لكن التأثير الكامل للهجمات لم يتم الشعور به لأن الاستهلاك، الذي يبلغ ذروته في الشتاء وفي ذروة الصيف، منخفض بسبب اعتدال الطقس.
ولم يكن هناك مخطط لانقطاع التيار الكهربائي في الوقت الحالي في منطقة لفيف، لكن المحافظ حث السكان على الاقتصاد في استخدام الكهرباء، خاصة خلال ساعات المساء في ذروة الاستهلاك.
ودعا زيلينسكي إلى المزيد من إمدادات الدفاع الجوي وتسليم الإمدادات بشكل أسرع واتخاذ إجراءات حاسمة من حلفاء كييف.
ووافقت الولايات المتحدة على حزمة مساعدات كبيرة لأوكرانيا هذا الأسبوع، لتتغلب بذلك على الجمود الذي يواجهه الكونجرس والذي استمر لمدة ستة أشهر مع نضوب مخزون كييف من الأسلحة.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم الجمعة إنها ستشتري أسلحة جديدة بقيمة ستة مليارات دولار لأوكرانيا بما في ذلك صواريخ اعتراضية لنظام باتريوت للدفاع الجوي.
وأعلن وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلز، الذي زار لفيف يوم السبت، عن حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 100 مليون دولار تشمل دفاعًا جويًا قصير المدى وطائرات بدون طيار مزودة بذخائر جو-أرض دقيقة الحركة بشكل منفصل.