قصة الحشاشين منذ النشأة حتى النهاية
مؤخرًا، قررت إيران حظر بث المسلسل التلفزيوني المصري “الحشاشين” للكاتب عبدالرحيم كمال والمخرج بيتر ميمي، وبطولة كريم عبدالعزيز وفتحي عبدالوهاب وأحمد عيد، وشمل الحظر جميع المنصات المحلية معتبرة أنه يحتوي على ما وصفته بــ “تشويهات تاريخية عديدة وأنه تم إنتاجه بنهج سياسي متحيز”، بحسب ما نقلت وكالة (إرنا) عن المسؤول في التلفزيون مهدي سيفي، وفي هذا التقرير نلخص تاريخ جماعة الحشاشين منذ النشأة حتى النهاية.
نشأة الجماعة
ظهرت جماعة النزاريين أو “الحشاشين” أواخر القرن الـ 11 ميلادي، في أوج صراع مذهبي بين السنة ممثلين في الدولتين السلجوقية والعباسية، والشيعة متمثلين في الدولة الفاطمية في مصر وشمال أفريقيا، والموالين لهم في بلاد فارس.
وتأسست هذه الجماعة على يد حسن الصباح الحميري، الذي ولد في منطقة الري ببلاد فارس والتي كانت حينها تحت حكم السلاجقة، وكان الصباح مثل معظم سكان الري ينتمي إلى طائفة الشيعة الإسماعيليين الموالين للدول الفاطمية في القاهرة.
الظرف السياسي الذي أدى لظهور الحشاشين
في سن الـ 40 توجه الصباح إلى القاهرة ليقدم الولاء للخليفة المستنصر الذي قربه إليه، ولكنه اختلف مع الوزير بدر الدين الجمالي، الذي طارده حتى اضطره للعودة إلى فارس، وكان للوزير بدر الدين الجمالي منزلة كبيرة عند المصريين تفوق مكانة الخليفة، بسبب سياساته العسكرية والاقتصادية التي أنقذت المصريين من الشدة المستنصرية، وهي المجاعة التي استمرت لمدة 7 أعوام لتصبح واحدة من أكبر وأبشع المجاعات في العالم.
وكانت نقطة التحول في حياة الصباح هي وفاة الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، وتنازع ابنيه نزار المصطفى لدين الله وأحمد المستعلي بالله الذي سانده الوزير بدر الدين الجمالي حتى انتصر على أخيه الذي تم قتله في النهاية ، لتصل الأخبار إلى الصباح الذي كان يؤمن بأحقية نزار في خلافة أبيه المستنصر وبالتالي في إمامة الشيعة الإسماعيلية من بعد والده، فقرر تأسيس الطائفة الإسماعيلية النزارية والانتقام لنزار المصطفى لدين الله مما جعل الصباح أقرب ليكون الأب الروحي للطائفة النزارية في بلاد فارس، وأبرز الدعاة المؤسسين لها، والتي خرجت منها فرقة “الحشاشين”.
أصل التسمية وسببها
عرفت الطائفة بأسماء عدة بينها: النزارية، الباطنية، الدعوة الجديدة، الفدائيون، “أساسين” والتي تعني القتلة، واشتهروا تاريخياً باسم “الحشاشين” أو “الحشيشية”، ولكن لا احد يستطيع الجزم من من التسميتين أخذت من الأخرى، فها هو قاموس أكسفورد للإنجليزية يرجع أصل كلمة “أساسين” إلى جماعة الحشاشين التي اشتهرت بالقتل فكانت كلمة أساسين كلمة جديدة لم تتواجد في اللاتينية القديمة تشير إلى القاتل المحترف، بينما يرجع آخرون اصل كلمة حشاشين إلى “أساسين” الانجليزية.
صعود الجماعة وانتصاراتها
بمجرد أن انتشرت أخبار الطائفة الجديدة “النزاريين” أو ما سيعرف بعد ذلك ب” الحشاشين”
حتى توالت العداوات ولعنات الحكام على حسن الصباح والتي أتى أبرزها من السلاجقة ودولة الفاطميين الجديدة تحت حكم المستعلي بالله ، وحين علم الصباح بما يبيت له من عداوات لجأ إلى قلعة “ألموت” الواقعة في جبال الديلم جنوب بحر قزوين ، حيث حصن منيع فوق جبل بارتفاع عالي والتي كانت تحت حكم السلاجقة، فكان ذلك الاستيلاء على القلعة المنيعة بمثابة انفصال قطعة من أرض دولة السلاجقة .
زرع فكرة الفدائي أو الانتحاري في فكر الجماعة
باتت قلعة ألموت قاعدة انطلاق لدعوة الصباح، ومقرا لفرقة “الحشاشين”
وبعد “ألموت” توالت الحصون والقلاع التي سيطر عليها الصباح وأعوانه ومن هذه القلاع انطلق فكر الانتحاريين بشكل جماعي حيث وفرت لهم القلاع والحصون الجبلية المنيعة في بلاد فارس، التدريب والتخطيط لعمليات الاغتيالات التي نفذوها.
وتحدثت روايات تاريخية عديدة عن علاقة مخدر الحشيش بإخضاع الانتحاريين والفدائيين في طائفة النزاريين لأوامر ورغبات شيخ الجبل وهو اللقب الذي أطلق على حسن الصباح ومن تبعه من خلفائه في قيادة الطائفة .
حيث ذكرت العديد من المصادر التاريخية أن الحشيش كان يستخدم لغسل عقولهم،واقناعهم بمعتقدات الأمير وتنفيذ الأوامر دون أي تردد وبمنتهى القوة والشجاعة دون مهابة الموت.
أهم القادة الذين تم تصفيتهم على يد الجماعة
بتلك الأيدولوجية استطاع الحشاشون اغتيال العديد من الشخصيات السياسية الهامة خلال نحو 150عامًا، كان أهمهم اثنان من الخلفاء العباسيين، والوزير الفاطمي أفضل شاهنشاه، و الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله
أما الشخصية التي حاول الحشاشون اغتياله أكثر من مرة وفشلوا فكان السلطان صلاح الدين الأيوبي
نهاية الجماعة
وكانت نهاية الحشاشين في عهد قائدهم ركن الدين خورشاه، الذي انهزم على يد هولاكو قائد المغول أثناء عدوانه على بلاد فارس، واستسلمت قلعة ألموت بمن فيها ومعها مجموعة كبيرة من القلاع الأخرى.