تكرار استهداف الطائفة الشيعية بهجمات في أفغانستان
تبنى تنظيم “داعش-ولاية خراسان” ليل الثلاثاء الأربعاء، هجومًا مسلحًا على مسجد في هرات بغرب أفغانستان أوقع ستة قتلى بينهم إمام المسجد.
وقال التنظيم عبر تليغرام إنه نفذ مساء الاثنين هجومًا على هذا المسجد الشيعي أدى الى مقتل إمام المسجد.
وكانت وزارة الداخلية الأفغانية أعلنت الثلاثاء، أنه قرابة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي، الاثنين “أطلق مسلح مجهول النار على مصلّين في مسجد بمنطقة غوزارا” غرب مدينة هرات مضيفاً “قتل ستة مدنيين وأصيب آخر بجروح”.
خريطة توضح حود مدينة هرات الأفغانية
وقع الهجوم على مسافة أربعين دقيقة من جنوب العاصمة الإقليمية هرات.
وقال سيد مرتضى حسيني (23 عاما) إنه هرع إلى مسجد “إمام الزمان” بعدما تلقى اتصالًا يبلغه بالهجوم. مضيفًا: “حصل الأمر في منتصف الصلاة لكن عدد المصلين كان محدودا جدًا، هؤلاء الذين كانوا داخل المسجد هم الذين قتلوا أو أصيبوا”.
وأضاف أن الهجوم نفذه مهاجم وبقي اثنان من شركائه في سيارتهما.
من جهته قال إبراهيم أخلاقي (60 عاما)، إن شقيقه وهو إمام المسجد قُتل في الهجوم الذي علم به أيضا في اتصال هاتفي.
وقال “حين وصلت إلى المستشفى، كان قد توفي” مضيفا “شقيقي كان إمام هذا المسجد منذ ست أو سبع سنوات”.
وأضاف “نطالب الإمارة الإسلامية (أفغانستان) بإلقاء القبض على القتلة”.
ودانت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (مانوا) هذا الهجوم ودعت إلى إجراء تحقيق للعثور على الجناة. كذلك دانت إيران المجاورة ذات الغالبية الشيعية “الهجوم الإرهابي” على مسجد هرات.
UNAMA condemns last night’s attack on a Shi’a mosque in Herat which killed and wounded at least 7, including a child.
As stated in UNAMA reporting: Investigations and accountability for perpetrators and protection measures for #Afghanistan's Shi'a communities are urgently needed.— UNAMA News (@UNAMAnews) April 30, 2024
وكان تنظيم داعش – ولاية خراسان تبنى اعتداء بالمتفجرات وقع في 21 نيسان/أبريل واستهدف حافلة بحي دشت برتشي في كابول، حيث يعيش أبناء طائفة الهزارة الشيعية. وأوقع الهجوم قتيلا وثلاثة جرحى.
قبل ذلك بشهر، أدى تفجير انتحاري في مدينة قندهار بجنوب البلاد تبناه أيضا تنظيم داعش-ولاية خراسان إلى مقتل ثلاثة أشخاص بحسب مصادر رسمية، و20 بحسب مصدر طبي.
وفجر الانتحاري حزامه الناسف أمام أحد المصارف حيث كان يتجمع عدد كبير من الموظفين الحكوميين الذين حضروا لقبض رواتبهم في هذا المعقل التاريخي لحركة طالبان.
واذا كان الأمن عاد عموما إلى أفغانستان منذ عودة طالبان إلى السلطة في آب/اغسطس 2021، فقد قتل وأصيب مئات الأشخاص منذ ذلك الحين في هجمات، غالبا ما استهدفت المدنيين. ويتم استهداف الطائفة الشيعية تكرارا بهجمات في أفغانستان، وغالبًا ما تخفف سلطات طالبان من حصيلة الضحايا.
ما هو تنظيم داعش خراسان؟
تأسس داعش خراسان عام 2015 على يد أعضاء ساخطين من “طالبان”، ويأتي اسم “خراسان”، من اصطلاحها للمنطقة التي تشمل أفغانستان وباكستان.
وقد شهد داعش خراسان انخفاضا في عدد مقاتليه إلى النصف تقريبا، أي قرابة 2000 مقاتل، بحلول العام 2021 وذلك نتيجة الغارات الجوية الأمريكية و”الكوماندوز” الأفغانية التي قتلت العديد من قادتها، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”.
مع ذلك، برز اسم هذا التنظيم بعد وقت قصير من إطاحة “طالبان” بالحكومة الأفغانية سنة 2021، وعودتها إلى الحكم.
في هذا السياق، أشار ماهر فرغلي، الباحث في شؤون الإرهاب، لـ”أخبار الآن” إلى أن داعش – خراسان استطاع مع الانسحاب الأمريكي من أفغانستان أن يجند عناصر كثيرة وأن يتمدد على يد سناء الله الغفاري المعروف باسم “الشهاب المهاجر” ويصبح له سطوة كبيرة.
وقد نفذ داعش – خراسان، أثناء انسحاب القوات الأمريكية، تفجيرًا انتحاريًا في المطار الدولي بكابول في أغسطس 2021، أدى إلى مقتل 13 جنديا أمريكيًا وما يصل إلى 170 مدنيًا. هذه الحادثة رفعت حدة المواجهة بين هذا التنظيم من جهة وطالبان من جهة أخرى.
ومنذ ذلك الحين، تخوض “طالبان” معارك ضارية ضد “داعش خراسان” في أفغانستان.
وشدد “فرغلي” على أن تقارير أمريكية تحدثت في الأيام القليلة الماضية عن أن هناك خطورة لداعش خراسان بوسط آسيا، وأن هذا التنظيم يشكل خطورة كبيرة ويتمدد على حساب طالبان.
وحول هذا الموضوع بالتحديد، نقل تقرير سابق لشبكة “سي إن إن” عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية أن فرع تنظيم داعش-خراسان يضم “عددًا صغيرًا من المتطرفين السابقين من سوريا وغيرهم من المقاتلين الإرهابيين الأجانب”، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة حددت ما بين عشرة إلى 15 من كبار عناصرها في أفغانستان.
ويمتلك “داعش خراسان” القدرة والإرادة لمهاجمة المصالح الأمريكية والغربية في الخارج، بحسب تحذيرات رئيس القيادة المركزية للجيش الأمريكي، أمام لجنة بمجلس النواب.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز”، إن مسؤولي مكافحة الإرهاب في أوروبا أفادوا بأنهم أحبطوا في الأشهر الأخيرة العديد من مؤامرات داعش خراسان لمهاجمة أهداف خارج أفغانستان.
ما سبب تمدد داعش – خراسان؟
أسباب كثيرة ساهمت في تمدد داعش – خراسان، بحسب فرغلي، أبرزها الحرب الروسية الأوكرانية، والظروف الاقتصادية والفقر الذي يعاني منه العناصر الذين انضموا إلى التنظيم، إضافةً إلى ممارسات طالبان وعدم إدارتها لأفغانستان بشكل صحيح، فضلاً عن الأوضاع في الإقليم والمشكلات التي تحصل والتي تشمل الصين وإيران وباسكتان وروسيا وغيرها.
وقال فرغلي: من أسباب التمدد أيضاً، الحرب السورية وعودة عدد كبير من المقاتلين من هناك، وتحديداً من ولاية القوقاز، وعددهم يتجاوز الـ3000. كل هذه العوامل السياسية والاقتصادية جعلت من التنظيم يتمدد.
وأوضح الباحث أن الفرق بين داعش المركزي وداعش خراسان، هي قدرة الأخير على تنفيذ عمليات خارجية، وهذا دليل على قدرته وقوته، بحسب فرغلي.
أما بالنسبة للتقارير التي ربطت بينه وبين هجوم موسكو، قال فرغلي إن هذه التقارير لو ثبتت حقيقتها سيكون الدافع وراء استهداف داعش خراسان لموسكو هو الثأر المبيت بين التنظيم المركزي والمقاتلين الروس الذين كانوا موجودين في سوريا، بسبب قصف روسيا وتعرضها لهم.