تطبيقات تسوّق مشهور وألعاب كبيرة صينية تحت المجهر بتهمة سرقة البيانات

توصل باحثون بمعهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي (ASPI)، في تقرير بحثي جديد  إلى أن أجهزة الدعاية الصينية تجمع البيانات من شركات التكنولوجيا الصينية بما في ذلك تطبيقات التسوق والألعاب الشهيرة التي يستخدمها مئات الملايين في الولايات المتحدة وحول العالم.

وبحسب المعهد، فإن الحزب الشيوعي الصيني يسعى للحفاظ على سيطرته الكاملة على بيئة المعلومات داخل الصين، بينما يعمل في الوقت نفسه على توسيع نفوذه في الخارج لإعادة تشكيل النظام البيئي العالمي للمعلومات.

ولا يشمل ذلك السيطرة على منصات الإعلام والاتصالات خارج الصين فحسب، بل يشمل أيضا ضمان أن تصبح التكنولوجيات والشركات الصينية المحرك الأساسي لمستقبل تبادل المعلومات والبيانات في جميع أنحاء العالم.

باستخدام تطبيقات وألعاب.. كيف تسرق الصين ملايين البيانات من مستخدميها؟

عن طريق خريطة ثلاثية الأبعاد، يرسم البحث روابط واسعة النطاق بين مجموعات الدعاية التي تديرها الدولة وشركات التكنولوجيا الصينية، بما في ذلك شركات التسوق الإلكترونية مثل “تيمو” وتطبيقات الألعاب الشهيرة لجمع بيانات عن المستخدمين الأجانب يمكن استخدامها لتعزيز حملات التضليل وغيرها من أعمال الدعاية الحكومية في الخارج.

فيما أقرّ مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة مشروع قانون يجبر تيك توك على الانفصال عن الشركة الصينية المالكة له تحت طائلة حظره في الولايات المتحدة.

وصوّت 352 نائبا لصالح القانون المقترح و65 ضدّه، في لحظة توافق نادرة بين الحزبين في واشنطن المنقسمة.

يعد التشريع أكبر تهديد حتى الآن للتطبيق الذي اكتسب شعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، فيما أثار مخاوف لدى حكومات ومسؤولي الأمن بشأن ملكيته الصينية والتبعية المحتملة للحزب الشيوعي في بكين.

باستخدام تطبيقات وألعاب.. كيف تسرق الصين ملايين البيانات من مستخدميها؟

خريطة للروابط بين الحزب الشيوعي الصيني والشركات التكنولوجية (ASPI)

ذكرت وكالة رويترز أن 58 في المئة من المشاركين في الاستطلاع الذي استمر يومين، وافقوا على فكرة أن الحكومة الصينية تستخدم التطبيق المملوك لشركة “بايت دانس” للتأثر على الرأي العام الأميركي، فما لم يوافق على ذلك حوالي 13 في المئة، بينما كان البقية غير متأكدين بشأن ذلك أو لم يجيبوا على السؤال.

وأظهر استطلاع رويترز/إبسوس أن 50 في المئة من الأمريكيين يؤيدون حظر تيك توك، بينما يعارض 32 في المئة الحظر، فيما كان البقية غير متأكدين.

تقرير المعهد يحدد العلاقات بين أكثر من ألف منظمة حكومية صينية وشركات صينية، بما في ذلك الشركات المملوكة للدولة، كما يتضمن تفاصيل اتفاقية تعاون بين الشركة الصينية “بيندودو” الشقيقة لتطبيق التسوق الرائد “تيمو” الذي يستخدمه أكثر من 100 مليون أمريكي، ووحدة إعلامية تابعة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم.

ووجد الباحثون أن الوحدة التابعة للحزب الشيوعي الصيني تجمع معلومات من حوالي نصف مليون مصدر عبر 182 دولة وبـ42 لغة لدعم احتياجات الاتصالات الدولية للحكومة والشركات الصينية.

كما أن الحكومة تستخدم العشرات من شركات ألعاب الهاتف المحمول التي تتلقى دعما من الدولة لتمرير وتعزيز القوة الثقافية الناعمة للصين.

ويشير التقرير إلى أن تطبيق “تيمو” للتسوق الإلكتروني وكان الأكثر تنزيلا في الولايات المتحدة العام الماضي قام بجمع كميات كبيرة من البيانات التي من المحتمل أن تتم مشاركتها مع نظام الدعاية في الصين، وكذلك فعل تطبيق لعبة الفيديو “غينشين إمباكت”.

لكن في حين أن الروابط بين وحدات الدعاية الصينية والمنتجات التقنية في البلاد أصبحت واضحة بشكل متزايد، إلا أن هناك غموضا بشأن كيفية استخدام البيانات التي يتم جمعها ومشاركتها.

باستخدام تطبيقات وألعاب.. كيف تسرق الصين ملايين البيانات من مستخدميها؟

تطبيق التسوق تيمو

وتسيطر بكين بإحكام على المعلومات من خلال شبكة من وحدات الدعاية الحكومية، وقيود الرقابة والبنية التحتية التقنية التي تفصل مستخدمي الإنترنت الصينيين عن المعلومات خارج البلاد بما في ذلك الحظر على جميع وسائل التواصل الاجتماعي والمنافذ الإخبارية الغربية الشهيرة.

وتم تعليق “بيندودو” في متجر تطبيقات غوغل العام الماضي بسبب انتهاكات قواعد الخصوصية. فيما تواجه الشركة أيضا دعاوى قضائية جماعية في ولايتي إلينوي ونيويورك بشأن ما يدعي المستخدمون أنه جمع غير مبرر للبيانات غير الضرورية.

باستخدام تطبيقات وألعاب.. كيف تسرق الصين ملايين البيانات من مستخدميها؟

كما يشير تقرير معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي (ASPI) أيضا إلى الشراكات بين الوحدة الإعلامية التابعة للحزب الشيوعي الصيني وأفضل تطبيق لحجز سيارات الأجرة في الصين Didi Chuxing، والذي يعمل في أستراليا ونيوزيلندا و10 دول في أمريكا الوسطى واللاتينية، وكذلك مع أكبر شركة طيران تديرها بكين “أير تشاينا”.

وقد توسعت حملات التضليل المؤيدة للصين في الآونة الأخيرة على منصة “أكس”، بحسب صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير لها في فبراير الماضي.