الأمم المتحدة: الصحافة لا غنى عنها في تعزيز الوعي بالأزمات البيئية العالمية
في الـ 3 من مايو في كل عام، يحل اليوم العالمي لحرية الصحافة، والذي يُسلط الضوء في دورته هذا العام على أهمية الصحافة وحرية التعبير في سياق الأزمة البيئية العالمية الراهنة.
وتؤكد الأمم المتحدة في هذا الإطار، أن الوعي بجميع جوانب الأزمة البيئية العالمية وعواقبها هو أمر ضروري لبناء مجتمعات ديمقراطية. والعمل الصحفي لا غنى عنه لتحقيق هذا الغرض.
تحديات كبيرة
وفي هذا السياق، يواجه الصحفيون تحديات كبيرة في البحث عن المعلومات بشأن القضايا المعاصرة ونشرها، مثل مشاكل سلاسل التوريد، أو الهجرة المناخية، أو الصناعات الاستخراجية، أو التعدين غير القانوني، أو التلوث، أو الصيد غير المشروع، أو الاتجار بالحيوانات، أو إزالة الغابات، أو تغير المناخ.
ويُشكل ضمان وضوح هذه القضايا هو أمر مهم جدا لتعزيز السلام والقيم الديمقراطية في كافة أنحاء العالم.
وبحسب الأمم المتحدة فإن المعلومات المضللة والكاذبة حول أزمة المناخ من الممكن أن تؤدي في بعض الحالات إلى تقويض الجهود الدولية الرامية إلى التصدي لها.
وقد تؤدي المعلومات الخاطئة أو المضللة بشأن القضايا البيئية إلى نقص الدعم العام والسياسي للعمل المناخي، والسياسات الفعالة، وحماية المجتمعات الضعيفة المتضررة من أزمة المناخ، فضلا عن النساء والفتيات، حيث يُفاقم أزمة المناخ التحديات الحالية.
ولتحقيق التنمية المستدامة، من الضروري أن يقدم الصحفيون تقارير دقيقة وفي الوقت المناسب وشاملة عن القضايا البيئية وعواقبها، وكذلك عن الحلول الممكنة.
ولذا، فإن هذا الأمر يتطلب استراتيجية شاملة تتضمن:
- الوقاية والحماية من الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين.
- ضمان الحق في حرية التعبير، وحرية البحث العلمي، والوصول إلى المصادر الرئيسة للمعلومات، فضلا عن مكافحة المعلومات الخاطئة أو المضللة من طريق الصحافة.
- تعزيز التعددية والتنوع واستمرارية وسائل الإعلام، وبخاصة وسائل الإعلام الإقليمية والمحلية والمجتمعية.
- التأكد من أن حوكمة المنصات الرقمية تعزز شفافية شركات التكنولوجيا، ومساءلتها، وإيلائها العناية الواجبة، وتمكين المستخدمين، والإشراف على المحتوى وتنظيمه بناءً على المعايير الدولية لحقوق الإنسان، كما هو مبين في مبادئ يونسكو التوجيهية لحوكمة المنصات الرقمية.
- تعزيز برامج التربية الإعلامية والمعلوماتية لتمكين المستخدمين من المهارات اللازمة للمشاركة والتفكير النقدي في البيئة الرقمية.
تاريخ اليوم العالمي لحرية الصحافة
وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة في كانون الأول/ ديسمبر 1993، بناء على توصية من المؤتمر العام ليونسكو.
ومنذ ذلك الحين يُحتفل بالذكرى السنوية لإعلان ويندهوك في جميع أنحاء العالم في 3 أيار/مايو باعتباره اليوم العالمي لحرية الصحافة.
ويعود تاريخ اليوم العالمي لحرية الصحافة إلى مؤتمر عقدته يونسكو في ويندهوك في عام 1991.
وكان المؤتمر قد عُقد في الثالث من أيار/مايو باعتماد إعلان ويندهوك التاريخي لتطوير صحافة حرّة ومستقلّة وتعدديّة. وبعد مرور ثلاثين سنة على اعتماد هذا الإعلان، لا تزال العلاقة التاريخية بين حريّة التقصّي عن المعلومات ونقلها وتلقيها من جهة، وبين المنفعة العامة، من جهة أخرى،تحظى بذات القدر من الأهمية.
وسوف تقام سلسلة من الاحتفالات لإحياء الذكرى الثلاثين لاعتماد الإعلان خلال المؤتمر الدولي لليوم العالمي لحرية الصحافة.
ويُعد يوم 3 أيار/مايو بمثابة تذكير للحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، وكما أنه يوم للتأمل بين الإعلاميين حول قضايا حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة. وإنها فرصة لـ :
- الاحتفال بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة
- تقييم حالة حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم
- الدفاع عن وسائل الإعلام من الاعتداءات على استقلالها
- نحيي الصحفيين الذين فقدوا أرواحهم في أداء واجباتهم