فيضانات كينيا تُجبر مئات الآلاف على ترك منازلهم
شهدت كينيا أمطارا غزيرة تسببت بفيضانات عارمة أودت بحياة نحو 270 أشخاص وشردت عشرات الآلاف من منازلهم.
وكانت أمطار غزيرة قد هطلت على العديد من بلدان شرق أفريقيا ما تسبب في فيضانات وانزلاقات للتربة دمرت المحاصيل وجرفت المنازل وشردت الآلاف.
وقالت وزارة الداخلية الكينية في بيان لها إن ما لا يقل عن 270 شخصا لقوا حتفهم في البلاد “بسبب الأحوال الجوية القاسية”.. فيما تشرد أكثر من 165 ألف شخص وأعتبر 90 شخصا في عداد المفقودين.
وتستعد كينيا وتنزانيا المجاورة التي قضى فيها ما لا يقل عن 155 شخصا بفيضانات مماثلة، لوصول إعصار يرافقه هطول مزيد من الأمطار الغزيرة.
وحذرت السلطات التنزانية من أن الظاهرة المناخية التي أطلق عليها اسم “هدايا” “اشتدت لتتحول إلى إعصار.. موضحة أن ”هدايا ” اشتد لتبلغ سرعة الرياح 130 كيلومترا في الساعة.
وفي بوروندي قُتل ما لا يقل عن 29 شخصا وأصيب 175 آخرون منذ بداية موسم الأمطار في سبتمبر الماضي حسبما ذكر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).
وهطلت الأمطار بغزارة في المنطقة بسبب ظاهرة النينيو المناخية الطبيعية التي تؤدي عامة إلى ارتفاع حرارة الأرض، وتحدث جفافا في بعض أجزاء العالم وأمطارا غزيرة في أماكن أخرى.
وأودت الأمطار الغزيرة في كينيا والصومال وإثيوبيا نهاية 2023 بحياة أكثر من 300 شخص في منطقة كانت تحاول التعافي من أسوأ موجة جفاف خلال 40 عاما.
ويمكن أن تمتد تداعيات الفيضانات الغامرة التي ضربت كينيا إلى ما بعد الأمطار الغزيرة الحالية، حيث يفاقم الضرر البيئي من مخاطر التلوث والأمراض.
وقالت كاميلا شينول، منسقة شؤون الإغاثة الطارئة لوكالة “Welthungerhilfe” الألمانية للمساعدات “تلوثت الكثير من مصادر المياه، ويتزايد خطر انتشار الأوبئة في أنحاء البلاد”.
وأضافت” إن ما يحدث سباق مع الزمن”، وأوضحت “الأسر الأفقر والأكثر عرضة للخطر بالفعل في حاجة ماسة لأماكن إيواء أكثر أمنا وسهولة الحصول على الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والطعام والعيادات الصحية”.
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها الأربعاء بعد الإبلاغ عن عشرات حالات الإصابة بالكوليرا في كينيا، بعد أسابيع من الأمطار الغزيرة والفيضانات.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، سُجلت 44 إصابة بالكوليرا في مقاطعة نهر تانا شرق كينيا، وهي واحدة من أكثر المناطق تضرراً من الفيضانات.
وقال منسق الأمم المتحدة المقيم في كينيا ستيفن جاكسون في مقابلة مع قناة ” سيتيزن تي في” التلفزيونية، “أعتقد أننا سنكون قادرين على احتواء المرض بالتعاون بين الحكومة والشركاء الوطنيين والدوليين”.
وأضاف “لقد تمكنا من احتواء الكوليرا في الماضي، لكن الإصابات تُشكل قلقا كبيرا”.