فيضانات البرازيل خلفت أكثر من 113 قتيلاً وتركت أكثر من مليون مسكن بلا مياه
قبل أقل من ثلاثة أشهر من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في باريس، قرر بعض الرياضيين البرازيليين من ولاية ريو غراندي دو سول الجنوبية المدمرة التخلي عن أحلامهم في المنافسة والبقاء في منازلهم للمساعدة في ضحايا الفيضانات الشديدة.
وقبل أيام، أعلنت السلطات البرازيلية أنّ ما يقرب من 70 ألف شخص اضطرّوا إلى مغادرة منازلهم، وأنّ أكثر من مليون مسكن بات بلا مياه، بسبب الفيضانات المدمّرة التي ضربت جنوب البرازيل.
وقرر المجدفان إيفالدو بيكر وبيدرو توختنهاجن، المقرر أن يتنافسا في مرحلة التصفيات المؤهلة للألعاب الأولمبية في فئة الزوارق المزدوجة خفيفة الوزن، التخلي عن سعيهما الرياضي والانضمام إلى المتطوعين لإنقاذ الجيران الذين تقطعت بهم السبل وإيجاد المأوى لهم وتوزيع المساعدات.
وقال بيكر عقب اتخاذه القرار الصعب، “قلت: بيدرو، لا أستطيع أن أفعل ذلك بعد الآن”.
من جانبه أكد توختنهاجن: “أن الألعاب الأولمبية هي حلم حياتنا، ولكن اليوم لا يمكننا أن نرى أنفسنا نغادر ولايتنا”.
وتعطل تدريبهم بسبب الفيضانات التي غمرت شوارع عاصمة الولاية بورتو أليجري بعد أن فاض نهر جوايبا على ضفتيه، لذلك بدأوا بالمساعدة في توزيع التبرعات وإنقاذ العائلات وحيواناتهم الأليفة.
وأضاف بيكر : “لم أفكر مرتين. لقد كانت فرصتي الأخيرة للوصول إلى الألعاب الأولمبية . كنت متحمساً. لكن مياه الفيضانات سلبت حلمي كما أودت بحياة الكثيرين”.
كما انسحبت السباحة فيفيان جونغبلوت، التي تأهلت بالفعل لسباق المياه المفتوحة، وقالت على وسائل التواصل الاجتماعي إنها ستبذل جهودها في عمليات الإنقاذ والإنعاش.
وذهب بطل العالم والأولمبياد في رياضة ركوب الأمواج إيتالو فيريرا إلى ريو غراندي دو سول للمساعدة في جهود الإنقاذ. وانضم أيضًا مدرب فريق الجودو الأولمبي البرازيلي للرجال، أنطونيو كارلوس كيكو بيريرا، إلى أعمال الإنقاذ.
بقي الرياضيون في ريو غراندي دو سول حتى عندما وضعت اللجنة الأولمبية البرازيلية خطة لإجلائهم من الولاية للتدريب في مكان آخر في البرازيل من أجل التصفيات.
كما تطوع الرياضيون الأولمبيون السابقون للمساعدة، وانضم إلى عمليات الإنقاذ لاعبة الجمباز دايان دوس سانتوس، التي شاركت في ثلاث ألعاب صيفية، والسباح الأولمبي السابق نيكولاس سانتوس، صاحب الرقم القياسي العالمي في سباق 50 مترًا فراشة.
وقال الدفاع المدني إن فيضانات غير مسبوقة في ريو غراندي دو سول خلفت 113 قتيلاً، فيما لا يزال 146 شخصاً في عداد المفقودين في الكارثة التي أدت إلى نزوح أكثر من 300 ألف شخص من منازلهم.
وانخفض منسوب نهر جويبة خلال الليل، لكن الأمطار بدأت تهطل مرة أخرى يوم الجمعة، ومن المتوقع هطول المزيد من الأمطار في الأيام المقبلة، مما يثير مخاوف من حدوث فيضانات أكثر اتساعا .