كيف يسير الوضع إذا أصبح منصب الرئيس الإيراني شاغرا؟
حالة استنفار كبيرة تعيشها إيران منذ الساعات الأولى التي أعلن فيها نبأ تحطم طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أثناء عبورها منطقة جبلية وسط ضباب كثيف، بينما واجهت فرق الإنقاذ صعوبات كبيرة في إطار جهود البحث بسبب طبيعة المنطقة التي شهدت الحادث وسوء الأحوال الجوية.
أمام هذه التطورات وبينما باتت كل السيناريوهات مطروحة في ظل غموض الوضع الخاص بالرئيس إبراهيم رئيسي، يبرز السؤال الأهم في مثل هذه الظروف، وهو ماذا يحدث في حال أصبح منصب رئيس البلاد شاغرا في إيران؟.
وفقا لدستور إيران يتولى النائب الأول لرئيس الجمهورية مهام الرئيس، وتنص المادة الـ131 من الدستور على ما يلي:
“في حالة وفاة رئيس الجمهورية، أو عزله، أو استقالته، أو غيابه أو مرضه لأكثر من شهرين، أو في حالة انتهاء فترة رئاسة الجمهورية وعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية نتيجة وجود بعض العقبات أو نتيجة ظروف أخرى مشابهة، يتولى النائب الأول لرئيس الجمهورية مهام رئيس الجمهورية، ويتمتع بصلاحياته بموافقة القيادة”.
تضيف المادة نفسها: “وعلى هيئة مؤلفة من رئيس مجلس الشورى الإسلامي ورئيس السلطة القضائية والنائب الأول لرئيس الجمهورية أن تحضّر لانتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال خمسين يوماً على الأكثر. وفي حالة وفاة النائب الأول لرئيس الجمهورية أو وجود أمور أخرى تحول دون قيامه بواجباته، وكذلك في حال لم يكن لرئيس الجمهورية نائب أول، تعين القيادة شخصاً آخر مكانه”.
أما صلاحيات الشخص الذي يتولى رئاسة البلاد في هذه الفترة، فأشارت إليها المادة 132 من الدستور الإيراني، والتي تقول: “في الفترة التي يتولى فيها النائب الأول لرئيس الجمهورية، أو شخص آخر عُيّن بموجب المادة 131، مسؤوليات رئيس الجمهورية ويتمتع بصلاحياته، لا يمكن استجواب الوزراء أو حجب الثقة عنهم. ولا يمكن كذلك اتخاذ أي خطوة لإعادة النظر في الدستور أو لتنظيم استفتاء عام في البلاد”.
ويشغل منصب النائب الأول لرئيس إيران حاليا، محمد مخبر، الذي توجه إلى تبريز لمتابعة عمليات البحث عن الطائرة المروحية وفقا لوسائل إعلام محلية.
وفي أول تعليق للمرشد الإيراني، سعى علي خامنئي، الذي يملك السلطة المطلقة وله القول الفصل في السياسة الخارجية والبرنامج النووي الإيراني، إلى طمأنة الإيرانيين قائلا إنه لن يكون هناك تعطيل لشؤون الدولة.
وأضاف: “يجب على الجميع أن يصلي من أجل صحة الرئيس إبراهيم رئيسي ومرافقيه”
وقالت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية إن سوء الأحوال الجوية هو سبب الحادث ويعقد جهود الإنقاذ، فيما أمر رئيس أركان الجيش الإيراني باستخدام جميع موارد الجيش وقوات الحرس الثوري الخاصة في عمليات البحث والإنقاذ.
وكانت هيئة الإذاعة الوطنية قد أوقفت في وقت سابق جميع برامجها المعتادة لعرض الصلوات التي أقيمت من أجل رئيسي في جميع أنحاء البلاد، وفي زاوية الشاشة، تغطية حية لفرق الإنقاذ المنتشرة سيرا على الأقدام في المنطقة الجبلية وسط ضباب كثيف.
وأعربت الدول المجاورة عن قلقها وعرضت المساعدة في أي عملية إنقاذ. وبينما قال البيت الأبيض إنه تم إطلاع الرئيس الأمريكي جو بايدن على التقارير المتعلقة بالحادث، عرض الاتحاد الأوروبي تكنولوجيا رسم خرائط الأقمار الصناعية في حالات الطوارئ لمساعدة إيران في البحث.