نتنياهو يواجه موجة غضب داخلية كبيرة بعد طلب إصدار أوامر اعتقال بحقه
لا يزال طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت يلقي بظلاله على الداخل الإسرائيلي، مخلفا عاصفة هجوم كبيرة ضد نتنياهو، حتى وصف ناشطون قرار المدعي العام بأنه تتويج لفشل سياسي كامل للحكومة.
وطلب كريم خان إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت وعدد من القادة البارزين في حركة حماس للاشتباه في ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وقال خان إنّه يسعى للحصول على مذكرات توقيف ضدّ نتانياهو وغالانت بتهم ارتكاب جرائم تشمل “التجويع” و”القتل العمد” و”الإبادة و/أو القتل”.
ومن الناحية التقنية، تعني مذكّرات التوقيف في حال صدورها، أنّ أي دولة من الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية البالغ عددها 124، ستكون ملزمة باعتقال نتانياهو أو غيره من الأشخاص الصادرة بحقّهم هذه المذكّرات، إذا سافر إلى هناك.
نتنياهو يقود إسرائيل إلى كارثة
هذا التطور غير المسبوق، خلف انتقادات داخلية كبيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث اتهمت صحيفة هآرتس نتنياهو بأنه “يقود إسرائيل إلى كارثة”، واعتبرت في افتتاحيتها يوم الثلاثاء، أن طلب المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق القادة الإسرائيليين يسلط الضوء على الفشل الاستراتيجي لنتنياهو، مؤكدة أن جزءا من هذا الفشل يتعلق بما وصفتها بأنها “غطرسة نتنياهو”.
وقالت الصحيفة إن وصول مسؤولين إسرائيليين إلى وضع يوصفان فيه بأنهما “مجرما حرب”، في حين يحوم تهديد الاعتقال فوق رأسيهما، يجب أن يُقلق كل إسرائيلي.
وشددت الصحيفة على أن نتنياهو استهتر بكل التحذيرات الدولية، قائلة إنه “اعتاد -على مدى سنين- تجاهل التحذيرات”.
كابوس يهدد إسرائيل
وفي صحيفة يديعوت أحرونوت، اتهم المحلل السياسي رونين بيرغمان نتنياهو بأنه لم يبذل جهدا لإجهاض طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية رغم ورود أنباء تتوقع حدوث ذلك خلال أيام.
وقال المحلل الإسرائيلي إن نتنياهو كان منشغلا بالهم الداخلي، لا سيما تهديدات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب من الحكومة، لذلك “أهمل” التحذيرات من صدور طلب بأوامر اعتقال قادة إسرائيل.
واعتبر بيرغمان ان إسرائيل ستعيش كابوسا إذا ما أصبحت الدولة الثالثة التي يصدر بحق رئيسها أمر اعتقال، وبالتالي فهي وفق رأي الكاتب في ذروة مسيرة متسارعة تصل فيها إلى دولة منبوذة ومكروهة.
نتنياهو يرتكب جرائم ضد شعبه
هذا الهجوم انتقل من الصحف إلى منصات التواصل الاجتماعي لكنه كان أكثر حدة، فهذه أور لي بارليف الناشطة السياسية والصحفية المستقلة، التي انتقدت بشدة طلب نتنياهو من أعضاء حزب الليكود التوقيع على رسالة صاغها يدحض فيها التهم الموجهة إليه من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
הטרגדיה שעוברת ישראל בשעת המשבר הקשה הזו, מורכבת מכמה חלקים:
זה טרגי שלאזרחי ישראל יש ראש ממשלה שפושע נגד עמו ומחריב את המדינה;
זה טרגי שלאזרחי ישראל יש ממשלה משיחיסטית-פשיסטית-קיצונית-אכזרית-כושלת;
וזה טרגי שלאזרחי ישראל יש חברי אופוזיציה רופסים וכנועים, שלא יודעים איך מתנהגים…— Or-ly Barlev 🎗 אור-לי ברלב (@orlybarlev) May 21, 2024
وأضافت في تغريدة لها عبر منصة “إكس” إنه “من المأساوي أن يكون لدى الشعب الإسرائيلي رئيس وزراء يرتكب جرائم ضد شعبه ويدمر دولة إسرائيل. من المأساوي أن يكون لدى مواطني إسرائيل حكومة فاشية، متطرفة، قاسية، وفاشلة تمامًا. ومن المأساوي أن تكون دولة إسرائيل مثقلة بأعضاء معارضة ضعفاء لا يعرفون كيف يجب أن يتصرفوا عندما يواجهون طاغية فاسدًا فاشيًا يدمر البلاد”.
يدير الحرب بطريقة فاشلة
من جانبه هاجم الناشط السياسي بار شيم أور نتنياهو بسبب تجنبه أسئلة وسائل الإعلام الإسرائيلية، بينما يركض حسب وصفه لإجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الأمريكية من أجل الحصول على تعاطف عالمي مع لائحة الاتهام التي يعتزمون تقديمها ضده في لاهاي.
נתניהו הפחדן שוב מתחמק משאלות של התקשורת הישראלית ורץ להתראיין בכלי התקשורת האמריקאים כדי לחפש אמפתיה עולמית לכתב האישום שמתכוונים להגיש נגדו בהאג.
האיש הלא כשיר שבנה קואליציה אנטי ציונית, שהביא את הקטסטרופה על ישראל, ומנהל את המלחמה בצורה כושלת פוחד להתראיין בעברית ולקחת…— בר שם-אור Bar Shem-Ur (@Bar_ShemUr) May 21, 2024
ووصف بار شيم أور نتنياهو بأنه رجل غير كفء بنى ائتلافاً مناهضاً للصهيونية، وجلب الكارثة على إسرائيل، ويدير الحرب بطريقة فاشلة. وأضاف: “هذا وصمة عار. ومع نتنياهو الجبان سنستمر في الخسارة. فقط من دونه سننتصر”.
أما نعمة عظيمي عضو الكنيست عن حزب العمل فقد اعتبرت أن قرار المحكمة جزء من الفشل الذريع لرئيس الوزراء الإسرائيلي وقيادته.
אין לי כל כוונה לחתום על הצהרה חסרת משמעות והשפעה שנועדה להיות כלי במשחק של ביבי לקבל לגיטימציה ולבצר את השלטון המושחת והגרוע שלו.
זאת הדרך של ביבי לחמוק מהכרעות והחלטות מנהיגותיות ובמקום זה לייצר הצהרות ריקות ולהמשיך לפזר אויר חם ולא לפעול ממשית.
החלטת בית הדין בעניין ישראל…— 🎗 Naama Lazimi – נעמה לזימי (@naamalazimi) May 20, 2024
التهديد الوجودي الأكبر لإسرائيل
وبينما تبذل بعض الجهات في إسرائيل جهودا حالية من أجل تلميع صورة نتنياهو على خلفية الاتهامات الأخيرة، من خلال التوقيع على بعض البيانات المنشورة، قال باروخ شارون وهو ناشط سياسي إن هذه الرسالة هي جزء من محاولة “المعتل النفسي المتشدد” التعميم والقول إن التهمة الموجهة إليه هي في الواقع تهمة ضد دولة إسرائيل وضد جنود الجيش الإسرائيلي.
המכתב של נתניהו נגד התובע בהאג שוגה באופן חמור בכך שהכניס את צה"ל ואת המדינה לתמונה.
התובע בבית הדין הפלילי בהאג לא מוסמך, לא יכול ולא בא בטענות לצה"ל ולמדינה, אלא רק לאנשים ספציפיים, קובעי המדיניות, ובראשם הפסיכופת המושחת.
המכתב הזה הוא חלק מהנסיון של הפסיכופת הנאלח לבצע הכללה,… pic.twitter.com/pbnb5vghxq— Baruch Sharon (@BaruchSharon1) May 21, 2024
وأضاف في منشور على منصة “إكس”: “من الواضح أن هذا الاتهام غير صحيح، ونتنياهو ليس الدولة وبالتأكيد ليس الجيش الإسرائيلي. نتانياهو كارثة البلاد والشعب، والتهديد الوجودي الأكبر لنا. وهو أيضاً كارثة الشرق الأوسط. إن العالم كله يعرف أن نتنياهو مجرم، وإسرائيل ضحيته. ولهذا أخطأ أعضاء المعارضة الذين وقعوا على الرسالة”.
تتويج لفشل سياسي كامل للحكومة الإسرائيلية
وفي مقال مطول في صحيفة والا العبرية قال باراك رافيد، إن طلب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي إصدار أوامر اعتقال ضد رئيس الوزراء ووزير الدفاع غالانت هو تتويج لفشل سياسي كامل للحكومة الإسرائيلية منذ الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر.
وأضاف أن نتانياهو كان على دراية بخطورة الإجراءات ضد إسرائيل في المحاكم الدولية، لكن السياسة التي قادها منذ بداية الحرب لم تأخذ ذلك في الاعتبار بسبب غطرسة وجهل وتجاهل وزراء الحكومة العوامل المهنية، وقادوا إسرائيل إلى عزلة غير مسبوقة – على حد وصفه
הבקשה של התובע בבית הדין הפלילי הבינלאומי בהאג להוציא צווי מעצר נגד ראש הממשלה נתניהו ושר הביטחון גלנט היא שיאו של כישלון מדיני מוחלט של ממשלת ישראל מאז מתקפת הטרור של 7 באוקטובר. קראו את הפרשנות שלי ב-@WallaNews https://t.co/Zl5wMPo9BE pic.twitter.com/GlIlkL9w8h
— Barak Ravid (@BarakRavid) May 20, 2024
ويرى رفيد أن من شأن خطوة المدعي العام أن تزيد من عزلة إسرائيل الدولية والضغوط الممارسة عليها لوقف الحرب، حتى دون إطلاق سراح الرهائن. كما أنه سيجعل الأمر أكثر صعوبة على إدارة بايدن لمواصلة تقديم الدعم السياسي والمساعدة الأمنية لإسرائيل.