سلوك المستهلك من الجيل Z.. هل تعرف ما هو فرقه عن المستهلك التقليدي؟
بظل فهم الشركات لجماهيرها المستهدفة، والقنوات التي تستخدمها ومقاييس أدائها – ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير لمدى تطوُّر البرمجيات -، تبقى هناك مجموعة واحدة غامضة بعض الشيء وهي “الجيل Z“، حيث تتحدى هذه المجموعة الديناميكية من المستهلكين الشباب التصنيف السهل، والذي بدوره يمثّل تحدياً فريداً للعديد من أصحاب الأعمال نظراً لسلوكياتهم المميزة وتفضيلاتهم الدقيقة.
على الرغم من أن الجيل Z ليسوا أكبر أو أغنى مجموعة سكانية، إلا أنهم يتمتعون بأهمية خاصة ونفوذ كبير، حيث أن فهم الجيل زد لا يقتصر على معرفة الحاضر وحسب، بل يتعلق أيضاً بفهم المستقبل، فَهُم يمتلكون القدرة على تحديد الاتجاهات، وتشكيل الحركات الثقافية، وفي النهاية إملاء ما يعتبر جديد ورائع.
ومع الثُقل الثقافي الذي يتمتعون به، فإن التقليل من شأن الجيل Z يمكن أن يكون له تداعيات خطيرة على الشركات، في حين أن التأثيرات قد لا تكون فورية، إلا أن الفشل في إدراك تأثير اتجاهات المستهلك الناشئة أُثبت تاريخياً أنه ضار للشركات.
وبناءً على تجربة إحدى رائدات الأعمال، إليكم 5 طرق تعرفون من خلالها سلوك المستهلك من الجيل Z:
أولاً: لقد نشأ الجيل Z في العصر الرقمي، وقاموا بدمج الهواتف الذكية في حياتهم اليومية بسلاسة، فبالنسبة لهم، لا يقتصر التسوُّق على المتاجر الفعلية أو حتى مواقع الويب المكتبية، بل يتعلق الأمر بسهولة الوصول إلى كل شيء من راحة أيديهم، ونتيجةً لذلك، فإنهم يُظهرون تفضيلاً قوياً لتجارب التسوّق عبر الهاتف المحمول، وذلك حسب forbes.
ويجب أن تتأكد العلامات التجارية من تحسين مواقعها الإلكترونية وتطبيقاتها للأجهزة المحمولة لتلبية توقعات هؤلاء المستهلكين المتمرسين في مجال التكنولوجيا، حيث تعد الواجهات سهلة الاستخدام وأوقات التحميل السريعة وعمليات الدفع السلسة أمراً بالغ الأهمية لجذب انتباه الجيل Z وكسب ولائهم.
ثانياً: يتأثر سلوك التسوّق لدى الجيل Z بشدّة بكيفية تفاعلهم مع وسائل التواصل الاجتماعي، وتعمل منصات مثل: التيكتوك والانستقرام والسناب شات باعتبارها أكثر من مجرد أماكن للتواصل مع الأصدقاء، فهي كذلك أسواق نابضة بالحياة حيث تولّد الاتجاهات ويتم اكتشاف المنتجات عبرها.
وبالرغم من وجود نسبة مذهلة تبلغ 60% من الجيل Z تستخدم الانستقرام لاستكشاف العلامات التجارية والمنتجات الجديدة، لا تستطيع الشركات أن تتجاهل قوة وسائل التواصل الاجتماعي في الوصول لهذه الفئة، حيث يعد الاستثمار في حملات التسويق المستهدفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والشراكة مع المؤثرين وتعزيز الاتصالات الحقيقية مع المتابعين، من الاستراتيجيات الأساسية للعلامات التجارية التي تتطلع للازدهار في العصر الرقمي.
ثالثاً: أصبح المستهلكون من الجيل Z يدركون بشكل متزايد التأثير البيئي والاجتماعي لقرارات الشراء الخاصة بهم، حيث أنهم يعطون الأولوية للممارسات المستدامة والأخلاقية عند اختيار العلامات التجارية، وقد أدى هذا التحوّل في العقلية لتزايد الطلب على المنتجات الصديقة للبيئة والممارسات التجارية الشفافة.
لذا، فإن العلامات التجارية التي تتماشى مع قيم الجيل زد وتظهر الالتزام بالاستدامة ستكسب ولاءهم ودعمهم، ومع ذلك، لا يكفي للشركات أن تتحدث عن الاستدامة فحسب، بل يجب عليها أن تتخذ إجراءات ملموسة وتدمج الممارسات المستدامة بكل جانب من جوانب عملياتها.
رابعاً: يلجأ الجيل زد للأشخاص المؤثرين وتوصيات الأقران والاتجاهات واسعة الانتشار للحصول على إرشادات عند اتخاذ قرارات الشراء، فقد أصبح المؤثرون بأصواتهم الأصيلة ومحتواهم، مصادر موثوقة للمعلومات والإلهام بالنسبة للجيل Z، وعند عمل شراكة مع الشخصيات المؤثرة التي لها صدى لدى جمهورها المستهدف، يمكن للعلامات التجارية أن تضخّم رسالتها وتزيد ظهورها بين المستهلكين من الجيل Z.
خامساً: في عالمٍ مليء بالمعلومات والخيارات، يتوق المستهلكون من الجيل Z إلى تجارب شخصية تلبي تفضيلاتهم واهتماماتهم الفردية، حيث أنهم يتوقعون أن تفهمهم العلامات التجارية على مستوى أعمق، وتُقدّم توصيات وعروض مخصصة وفقاً لذلك، ابتداءً من الحملات التسويقية المخصصة وحتى توصيات المنتجات المخصصة، لذا يجب على الشركات الاستفادة من البيانات والتكنولوجيا لإنشاء تجارب شديدة الاستهداف تتناسب مع الجيل Z.