حضور محمد رسولوف الملاحق من النظام الإيراني الذي حكم عليه بالسجن يؤكد دعم حرية التعبير
حصل المخرج الإيراني محمد رسولوف، الذي نجح أخيراً في الهرب من إيران، الجمعة على ترحيب حار من الحاضرين في مهرجان كان السينمائي، إذ صفّقوا له وقوفاً لمناسبة عرض فيلمه في المسابقة الرسمية للمهرجان.
وقد حضر المخرج الإيراني شخصياً إلى المهرجان لمواكبة عرض فيلمه “دانه انجیر مقدس” (بالإنكليزية The Seed of the Sacred Fig أي “بذرة التين المقدس”) الذي يتنافس على السعفة الذهبية للدورة السابعة والسبعين من الحدث السينمائي، بعدما نجح في المغادرة “سراً” من بلاده.
وحمل رسولوف لدى وصوله للمشاركة في الحدث، بيديه صورة لبطلي فيلمه الجديد، الممثلة الإيرانية سهيلا غلستاني ومواطنها الممثل ميثاق زاره.
ويشكّل حضور المخرج الملاحق من النظام الإيراني الذي حرمه من جواز سفره وحكم عليه بالسجن، رسالة قوية يريد من خلالها المهرجان الفرنسي تأكيد دعم حرية التعبير.
وقد اعتلى رسولوف سلالم المهرجان برفقة ابنته باران والممثلة الإيرانية غولشيفته فرحاني، التي تعيش في المنفى في فرنسا منذ حوالى خمسة عشر عاماً.
وقال المخرج بعد عرض فيلمه “آمل أن يزول جهاز القمع والديكتاتورية برمته في إيران”، متوجها بأفكاره إلى “جميع من أتاحوا تنفيذ هذا الفيلم، وجميع من هم هنا، وأيضا جميع من منعوا من المجيء”.
وكان رسولوف قال خلال مشاركته في برنامج “سيتافو” “C a vous” التلفزيوني الفرنسي مساء الخميس، “عندما عبرتُ الحدود، استدرتُ، وألقيتُ نظرة أخيرة على موطني وقلتُ لنفسي +سأعود إلى هنا+”.
وشدد خلال أول ظهور علني له، إلى جانب الممثلة غولشيفته فرحاني “أعتقد أن جميع الإيرانيين الذين اضطُروا إلى المغادرة بسبب هذا النظام الشمولي، يحتفظون بحقائبهم جاهزة في المنزل، على أمل أن تتحسن الأمور”.
محمد رسولوف، وهو من أبرز مخرجي إيران ويُعرف بتحديه الدائم لهيئات الرقابة، لم يأتِ إلى مهرجان كان منذ عام 2017 حين حصل على جائزة فئة “نظرة ما” عن فيلمه A Man of Integrity (“لرد” بالنسخة الفارسية الأصلية)، وهو عمل يتمحور حول الفساد.
وفي عام 2020، مُنع رسولوف من مغادرة إيران لاستلام جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين عن فيلم There Is No Evil (“شیطان وجود ندارد” بالنسخة الفارسية الاصلية)، والذي يتطرق إلى عقوبة الإعدام.
ويعد فيلمه الجديد بمزيد من الإزعاج للسلطات الإيرانية، إذ يروي قصة قاضي تحقيق غارق في جنون العظمة، في وقت تندلع فيه مظاهرات ضخمة في العاصمة طهران.
ومن خلال الترحيب به شخصيا، يرسل المهرجان الفرنسي بنسخته السابعة والسبعين إشارة “إلى جميع الفنانين الذين يعانون في العالم من العنف والانتقام بسبب تعبيرهم عن فنهم”، على ما أكد المندوب العام للمهرجان تييري فريمو لوكالة فرانس برس.
كما أن هذه الرسالة موجهة بصورة أوسع لمعارضي النظام القائم في إيران، حيث يستمر القمع في التزايد.