زهرة إلهيان.. المرأة الوحيدة التي قدّمت أوراق ترشّحها للانتخابات الرئاسية في إيران
استحوذت الانتخابات الرئاسية في إيران، وما تشهده من تقديم عددٍ من الشخصيات لترشيحهم من أجل خوض السباق الذي سيجرى في 28 حزيران/يونيو، على اهتمام الأوساط السياسية العالمية والإقليمية.
فبعد ترشّح الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، ورئيس البرلمان الإيراني السابق علي لاريجاني وغيرهما، تقدّمت النائبة الإيرانية السابقة، زهرة إلهيان، بأوراق ترشحها لمنصب رئاسة الجمهورية في إيران، وذلك في تحدٍ للحظر المفروض على ترشح النساء للرئاسة.
وقالت إلهيان للصحافيين إن شعارها سيكون “حكومة سليمة، اقتصاد سليم، مجتمع سليم”.
وشددت، وفق تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية، على أن حكومتها “ستتعامل مع الحريات السياسية والاجتماعية على محمل الجد”، مشيرة إلى أنها “ستعتمد على الشباب لإنجاح المهام الحكومية”.
وتابعت: “دخلت ساحة الانتخابات بنظرة جديدة تعتمد على تحديد المشاكل وطرح الحلول اللازمة.. أعتقد أنه بمساعدة الشباب، يمكننا خلق العديد من الفرص بالبلاد”.
من هي زهرة إلهيان؟
إلهيان طبيبة وعضو سابق في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، بحسب ما نقل موقع “إيران إنترناشيونال” عن المحافظة صاحبة 57 عاما.
ومثل غيرها من المتشددين، تدعم إلاهيان قواعد الحجاب الإلزامية. وفي مارس/آذار، فرضت كندا والاتحاد الأوروبي عقوبات عليها بسبب تأييدها عقوبة الإعدام للمتظاهرين المشاركين في حركة “المرأة، الحياة، الحرية”.
النائبة في البرلمان الإيراني زهرة الهيان أول امرأة تتقدم بأوراق ترشحها للدورة الـ 14 من الانتخابات الرئاسية الإيرانية#ايران#انتخابات_ايران#الانتخابات_الرئاسية_الايرانية pic.twitter.com/tPw2sKdsN9
— وكالة تسنيم للأنباء (@Tasnimarabic) June 1, 2024
يأتي ذلك، فيما كان مجلس صيانة الدستور قد قضى في انتخابات سابقة بأن القوانين الإسلامية في إيران تمنع المرأة من أن تصبح رئيسة.
وبحسب موقع إيران إنترناشيونال، فإن أهلية إلهيان للترشح تتوقف على تفسير مجلس صيانة الدستور لمادة مثيرة للجدل في الدستور.
وذكرت الصحيفة الإيرانية أن مجلس صيانة الدستور، وهو الهيئة الوحيدة المخولة بموجب الدستور بتفسيره، قام باستبعاد المرشحات تاريخياً. ويستند هذا الاستبعاد إلى المادة 115، التي تنص على أن المرشحين يجب أن يكونوا من بين “الرجال” السياسيين أو الدينيين.
ومع ذلك، فإن بعض الخبراء الدستوريين والسياسيين يفسرون كلمة “رجال” على أنها تعني “شخصيات” أو “أشخاص” بغض النظر عن الجنس، وليس “الرجال” حصريًا.
وفي عام 2009، اقترح محمود أحمدي نجاد تعيين إلهيان وزيرة للرعاية الاجتماعية والضمان الاجتماعي، ومع ذلك، فقد رفضت الترشيح، مشيرة إلى معارضة كبار رجال الدين الشيعة (المراجع) لتولي النساء مناصب وزارية.
وفي سياق الترشيحات النسائية للرئاسة في إيران، تجدر الإشارة إلى أن عزام طالقاني، وهي سياسية وصحافية إصلاحية مخضرمة، سجلت نفسها للترشح في كل الانتخابات الرئاسية منذ عام 1997 حتى وفاتها في عام 2019. وعلى الرغم من وصفها بأنها “ناشطة نسوية إسلامية”، إلا أن مجلس صيانة الدستور رفض طالقاني في كل مرة.