كلوديا شينباوم.. خطط طموحة لتحسين الاقتصاد ومحاربة الجريمة

فازت مرشحة حزب “مورينا” الحاكم في المكسيك، كلوديا شينباوم، في الانتخابات الرئاسية للبلاد، وفقا لبيانات المعهد الوطني للانتخابات.

وفقا لنتائج التصويت، حصلت كلوديا شينباوم على 59.04% من الأصوات، بينما حصلت منافستها من ائتلاف المعارضة “القوة والقلب للمكسيك” سوتشيتل جالفيز على 29.57%، وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 54.98%.

محتجة وعالمة.. من هي كلوديا شينباوم أول رئيسة لدولة المكسيك؟

كلوديا شينباوم بعد فوزها في الانتخابات الرئاسية بالمكسيك (أ ف ب)

من هي كلوديا شينباوم؟

تبلغ شينباوم من العمر 62 عاما، وهي من مواليد مكسيكو سيتي، حيث هاجر أسلافها من ليتوانيا وبلغاريا في عام 1920، وهي خبيرة في شؤون حماية البيئة، وفي عام 2007، حصلت على جائزة نوبل للسلام كعضو في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

ومن عام 2000 إلى عام 2006، شغلت شينباوم منصب وزير البيئة في مكسيكو سيتي.

يعتقد الكثيرون أن “شينباوم” تتبع بسياساتها لوبيز أوبرادور زعيم حزب “مورينا”، الذي لا يزال أحد أكثر السياسيين شعبية في البلاد.

محتجة وعالمة.. من هي كلوديا شينباوم أول رئيسة لدولة المكسيك؟

كلوديا شينباوم بعد فوزها في الانتخابات الرئاسية بالمكسيك (أ ف ب)

معارضة منذ الصغر

في يناير/كانون الثاني لعام 1987، أعلن طلاب جامعة نانم، أكبر جامعة حكومية في المكسيك، الإضراب احتجاجاً على خطط فرض رسوم دراسية.

ونادى قادة الاحتجاج على الحشد: “من سيعلق علم الإضراب في مكتب العميد؟”

فتقدمت طالبة فيزياء تبلغ من العمر 24 عاماً إلى الأمام قائلة: “أنا!”

وبعد أكثر من أربعين عاماً، انتُخِبت تلك الطالبة، كلوديا شينباوم باردو، رئيسة للمكسيك عن حزب مورينا اليساري.

يطلق عليها المكسيكيون ببساطة اسم “كلوديا”، وهي أم لطفلين، وتحمل درجة الدكتوراه في الهندسة البيئية، وكانت عمدة سابقة لعاصمة البلاد، مكسيكو سيتي، التي يزيد عدد سكانها على تسعة ملايين نسمة.

محتجة وعالمة.. من هي كلوديا شينباوم أول رئيسة لدولة المكسيك؟

كلوديا شينباوم بعد فوزها في الانتخابات الرئاسية بالمكسيك (أ ف ب)

مكافحة الجريمة

تخطط “شينباوم” لحل المشكلة الكبرى في البلاد المتمثلة بمكافحة الجريمة من خلال تعزيز الحرس الوطني، كما تدعم مشاركة القوات المسلحة في بناء مرافق البنية التحتية المدنية الكبيرة.

وتعتزم شينباوم تطوير النظام التعليمي في البلاد، وأعلنت عن خطط لإنشاء منحة دراسية عالمية لطلاب المدارس والمعاهد.

وفي المجال الاقتصادي، تريد الحفاظ شينباوم على تدابير التقشف، وتعتزم التخلي عن استخدام الطائرة الرئاسية، وزيادة تمويل البرامج الاجتماعية الحكومية التي تهدف في المقام الأول إلى القضاء على الفقر.

وستتولى شينباوم رئاسة الدولة التي يبلغ عدد سكانها 130 مليون نسمة، ويبلغ معدل الفقر فيها 36 في المئة، وتحدها الولايات المتحدة، وتعاني من معدل مثير للقلق لجرائم قتل النساء والعنف من قبل الجريمة المنظمة.

حتى مع هذه المسؤوليات، تقول ديانا ألاركون، صديقتها ومستشارتها السياسية، إن شينباوم ستظل ثابتة على أفكارها.

محتجة وعالمة.. من هي كلوديا شينباوم أول رئيسة لدولة المكسيك؟

كلوديا شينباوم بعد فوزها في الانتخابات الرئاسية بالمكسيك (أ ف ب)

وأوضحت ألاركون: “ليس الأمر أنها توقفت عن ثوريتها. بل إن وضعها في الحركة [السياسية] قد تغير، لكن قناعتها بالكفاح من أجل الشعب، والتي اعتنقتها منذ صِغرها، لا تزال كما هي”.

على مدى السنوات الست الماضية، حكم المكسيك أندريس مانويل لوبيز أوبرادور المنتمي للحزب ذاته. والمعروف بأحرف اسمه الأولى، أملو، وأنهى ولايته بنسبة تأييد بلغت 60 في المئة، بعد أن حقق اقتصاداً مستقراً وأورث معظم المكسيكيين شعوراً بالتفاؤل، وهو ما تأمل شينباوم في الحفاظ عليه.

وتقتصر الرئاسة في المكسيك على فترة ولاية واحدة مدتها ست سنوات، ما يعني أن أوبرادور أو أملو لا يمكنه الترشح مرة أخرى. وقد وُصِف بأنه مرشد شينباوم، وهو ما يفسر إلى حد ما انتصارها.

ومع ذلك، فإن شينباوم تتمتع بمقوّم إضافي مختلف؛ فهي عالمة حائزة على جوائز، وقد طبقت أبحاثها على سياسات عامة ناجحة.