مقتل 274 فلسطينياً في عملية مخيم النصيرات.. فهل استخدم الرصيف العائم فيها؟
نفى الجيش الأمريكي أن يكون الرصيف الموقّت الذي بنته الولايات المتحدة قد استُخدم لتحرير الرهائن الإسرائيليّين الأربعة، من مخيّم النصريات في عمليّة قالت حماس إنّها أسفرت عن سقوط أكثر من 210 قتلى فلسطينيّين، فيما أشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن عدد القتلى وصل إلى 274 قتيلاً.
وأعلن الجيش الأمريكي أنّه استأنف إيصال المساعدات الإنسانيّة لسكّان غزّة عبر الميناء العائم، قائلاً إنّه سلّم عبر الميناء الذي أصلِح بعد تضرّره إثر عاصفة، ما يقرب من 500 طن من المساعدات الإنسانيّة “الأساسيّة” إلى 2,4 مليون نسمة يواجهون خطر المجاعة.
وذكر الجيش الأمريكي في بيان أنّ “مرفق الرصيف الإنساني، بما في ذلك معدّاته وأفراده، لم يتمّ استخدامهم في عمليّات إنقاذ الرهائن في غزّة. لقد استخدم الإسرائيليّون المنطقة الواقعة جنوب المرفق لإعادة الرهائن بأمان إلى إسرائيل. وأيّ ادّعاء بخلاف ذلك هو زائف. تمّ إنشاء الرصيف المؤقّت على ساحل غزّة لغرض واحد محدّد، وهو المساعدة في نقل المساعدات الإضافيّة المنقذة للحياة التي تشتدّ الحاجة إليها في قطاع غزّة”.
كما نفى الجيش الإسرائيلي أن يكون جنود أمريكيّون قد شاركوا على الأرض في إطلاق سراح الرهائن، وذلك بعد تقارير صحافيّة بشأن دعم الولايات المتحدة لهذه العمليّة.
وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي لتلفزيون “المشهد”، “لم يكُن هناك أيّ جنود أمريكيّون، ولا أيّ مشاركة أمريكيّة على الأرض في هذه العمليّة”.
وذكر الجيش في بيان أنّ الرهائن “حالتهم الصحّية جيّدة”، موضحا أنّهم خُطفوا من مهرجان نوفا الموسيقي خلال هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر.
وأضاف أنّ نوعا أرغماني (26 عاما) وألموع مئير (22) وأندري كوزلوف (27) وشلومي زيف (41) حرّروا خلال “عمليّة خاصة صعبة خلال النهار في النصيرات”.
وهم من بين سبعة أسرى استعادتهم القوّات الإسرائيليّة أحياء منذ أن احتجز مسلّحون فلسطينيّون 251 شخصا رهائن خلال هجوم حماس على جنوب إسرائيل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنّ إطلاق سراح الرهائن دليل على أن إسرائيل لا تستسلم “للإرهاب”.
وأظهر مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي إسرائيليين على الشاطئ في تل أبيب يهتفون فرحا وهم يتلقّون نبأ إطلاق الرهائن.
“هذا الرعب يجب أن يتوقف”
جرح أكثر من 400 فلسطيني إثر العملية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم النصيرات، وقد توزّع هؤلاء على مستشفيين، مستشفى العودة في النصيرات ومستشفى شهداء الأقصى بدير البلح.
واتهمت حركة حماس في بيان القوات الإسرائيلية بارتكاب “مجزرة وحشية في النصيرات”، داعية “المجتمع الدولي والأمم المتحدة الى اتخاذ موقف حقيقي من هذه الجرائم الممتدة… والعمل على وقفها، وتقديم مرتكبيها إلى العدالة”.
جاءت العملية رغم الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل بعد غارة دامية على مدرسة تديرها الأمم المتحدة في النصيرات كان يحتمي فيها نازحون.
بدوره شدد الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش عبر منصة إكس على أن “هذا الرعب يجب أن يتوقف”.
وفي بيان، أكد زعيم حماس إسماعيل هنية من الدوحة أن “المقاومة ستستمر”.
ورحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الأربعة، فيما أكد نظيره الأمريكي جو بايدن في باريس أن الولايات المتحدة “لن تستكين” قبل عودة “جميع” الرهائن.
زيارة بلينكن للمنطقة
بينما تتعثر الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى هدنة، يتوقع أن يزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأسبوع المقبل إسرائيل ومصر وقطر والأردن “للدفع باتجاه تطبيق وقف لإطلاق النار” أعلنه الرئيس جو بايدن في الآونة الأخيرة، حسبما قالت واشنطن.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة على الملف أن قطر ومصر توعدتا مؤخرا مسؤولين في حماس بتوقيفهم وطردهم من الدوحة، حيث مقر الحركة، إذا لم يوافقوا على هدنة مع إسرائيل.
في إسرائيل، وبعيد الإعلان عن إطلاق الرهائن، ألغى بيني غانتس، القائد السابق للجيش الذي أضحى خصما سياسيا لنتنياهو، مؤتمرا صحافيا مساء السبت كان متوقعا أن يعلن خلاله استقالته من حكومة الحرب.
كان غانتس، زعيم حزب الاتحاد الوطني (وسط) قد أعطى نتنياهو مهلة نهائية في 18 أيار/مايو وطالبه بـ”خطة” لما بعد الحرب في قطاع غزة وإلا فإنه “سيضطر إلى الاستقالة من الحكومة”. غير أن نتنياهو حض عبر منصة إكس منافسه على عدم ترك حكومته، مشددا على أن الوقت الآن هو “للوحدة لا للانقسام”.