يحيى السنوار مستذكرًا تضحيات الجزائريين في مراسلات مسربة: دماء الفلسطينيين ضرورية

فيما تنشغل دول العالم والمؤسسات الأممية في إيجاد حل يضع حداً لحرب غزة ويوقف حمام الدم الذي أزهق أرواح أكثر من 37 ألف فلسطيني، أماطت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية اللثام عن مضمون رسائل مسربة وجهها زعيم حماس في قطاع غزة يحيى السنوار إلى عناصر ومسؤولي حماس الذين يسعون للتوسط إلى اتفاق مع المسؤولين القطريين والمصريين، يؤكد فيها أن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين” تضحية ضرورية”.

"دماء المدنيين ستساعد حماس".. الكشف عن مراسلات مسربة ليحيى السنوار

وبحسب الصحيفة، ففي عشرات الرسائل التي نقلها السنوار إلى مفاوضي وقف إطلاق النار، وإلى عناصر حماس خارج غزة وآخرين، أظهر استخفافًا باردًا بالحياة البشرية وأوضح أنه يعتقد أن إسرائيل لديها الكثير لتخسره من الحرب بالمقارنة مما ستخسره حماس. وقال فيها: “لدينا الإسرائيليين حيث نريدهم”.

وفي إحدى الرسائل الموجهة إلى قادة حماس في الدوحة، أشار السنوار إلى الخسائر المدنية الفادحة في صراعات التحرير الوطني في أماكن مثل الجزائر، حيث مات مئات الآلاف من الأشخاص وهم يقاتلون من أجل الاستقلال عن فرنسا، قائلاً: “هذه تضحيات ضرورية”.

وفي رسالة بتاريخ 11 أبريل/نيسان إلى رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بعد مقتل ثلاثة من أبناء هنية البالغين في غارة جوية إسرائيلية، كتب السنوار أن موتهم ومقتل الفلسطينيين الآخرين “سيبث الحياة في عروق هذه الأمة، ويدفعها إلى الارتقاء إلى مستوى أعلى في مجدها وشرفها”.

وعلى الرغم من الجهود الشرسة التي بذلتها إسرائيل لقتله، فقد نجا السنوار وأدار جهود حماس الحربية بشكل دقيق، وقام بصياغة الرسائل وإرسال رسائل إلى مفاوضي وقف إطلاق النار وتحديد متى تكثف الجماعة المصنفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة هجماتها أو تتراجع عنها.

وأشارت وول ستريت جورنال إلى أنه يبدو أن هدف السنوار النهائي يتلخص في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يسمح لحماس بإعلان نصر تاريخي بالصمود أمام إسرائيل والمطالبة بقيادة القضية الوطنية الفلسطينية.

وقالت الصحيفة: الرسائل المبكرة التي أرسلها السنوار إلى مفاوضي وقف إطلاق النار تظهر أنه بدا مندهشًا من وحشية الجناح المسلح لحماس والفلسطينيين الآخرين، ومدى سهولة ارتكابهم لفظائع مدنية. وقال السنوار في إحدى رسائله “لقد خرجت الأمور عن السيطرة”، في إشارة إلى العصابات التي تأخذ النساء والأطفال المدنيين كرهائن “لقد وقع عناصرنا في هذا الأمر، وما كان ينبغي أن يحدث ذلك”.

جهود المفاوضات مستمرة..

وصل وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن في إسرائيل في إطار جولة إقليمية هي الثامنة منذ اندلاع الحرب في القطاع الفلسطيني والرامية إلى الدفع قدما بمقترح هدنة أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 أيار/مايو، في وقت تبنى مجلس الأمن الدولي الاثنين مشروع قرار أمريكيا يدعم خطة وقف إطلاق النار في غزة.

في هذا السياق، قال بلينكن إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “أعاد تأكيد التزامه” بمقترح وقف إطلاق النار في غزة خلال لقائهما في القدس.

وقال بلينكن :”التقيت برئيس الوزراء نتنياهو الليلة الماضية وأكد مجددا التزامه بالاقتراح”، مضيفا أن ترحيب حماس بقرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار تبعث على “الأمل”.

"دماء المدنيين ستساعد حماس".. الكشف عن مراسلات مسربة ليحيى السنوار

وأضاف “إنها علامة تبعث على الأمل، مثلما كان البيان الذي صدر بعد أن قدم الرئيس (جو) بايدن مقترحه قبل عشرة أيام باعثا للأمل”. وقال “ننتظر الرد من حماس”.

ولم تعلن إسرائيل أيضًا رسميًا بعد عن قبولها لاقتراح وقف إطلاق النار.

وكان بايدن قد عرض ما وصفها بأنها خطة إسرائيلية من ثلاث مراحل من شأنها إنهاء النزاع وتحرير جميع الرهائن وإعادة إعمار قطاع غزة من دون وجود حماس في السلطة.

لكن وبعد وقت قصير من ذلك قال نتنياهو إنها “غير مكتملة”.