حزن وخوف في صفوف قطاع كبير من الأوروبيين بعد فوز اليمين المتطرف
بعد المكاسب التي حققها اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية، أثار الناشطون الحقوقيون مخاوف بشأن التأثير على سياسات الهجرة والمناخ والحقوق.
يأتي هذا بينما تزداد المخاوف في أوروبا بعد فوز أحزاب اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي. ورغم أن اليمين لا يمتلك أغلبية إلا ان قادة أوروبا يعتبرون النسب التي حققها خطرا محدقا بالتكتل الأوروبي.
Protest against the far right in #europe! Organized by ong avaaz in front of the #euuropeanparliament at #bruxelles Viva l' #europa #antifascista ! pic.twitter.com/KTp6a4aWwe
— Thumbellina (@Degetika) June 10, 2024
وبينما لا تزال أحزاب الوسط تتمتع بالأغلبية، يخشى المدافعون عن حقوق الإنسان من أن البرلمان الذي يميل إلى اليمين قد يعرقل أو حتى يتراجع عن التقدم في بعض المجالات.
وشنت الأحزاب اليمينية المتطرفة حملات لتشديد سياسة اللجوء، وتخفيف الطموحات المناخية، وتعزيز القيم العائلية “التقليدية”، مع الاستفادة أيضًا من الاستياء العام من ارتفاع الأسعار بسبب التضخم.
To summarise, the far right has receded in Central Eastern Europe and in Scandinavia. It has registered big successes in Western Europe. Even more precisely, in the Eurozone, especially its core. Where inflation, and imminent austerity, can be blamed on the EU. #europeanelections
— Guglielmo Meardi (@guglielmomeardi) June 10, 2024
المكاسب الكبيرة التي حققتها أحزاب اليمين المتطرف في فرنسا والنمسا وألمانيا وغيرها، تسببت في موجة غضب كبيرة بين النشطاء الأوروبيين على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا “إكس” الذي حظى بنشر تغريدات كثيرة أعرب خلالها رواده عن مخاوفهم من هذا التطور اللافت.
If you're celebrating the rise of the far right in Europe, I'd recommend acquainting yourself with something called history.
— Otto English (@Otto_English) June 10, 2024
وبينما تزداد هذه المخاوف، دعت منظمات شبابية أبرزها نقابات طلابية إلى التظاهر ضد اليمين المتطرف في باريس، غداة الانتخابات الأوروبية التي أظهرت فوزا واضحا لليمين المتطرف في فرنسا.
وبالإضافة إلى باريس تشهد مدن كبرى تظاهرات اخرى في فرنسا مثل مرسيليا أو ليل.
وحصل حزب التجمع الوطني على ضعف عدد الأصوات التي حصل عليها حزب النهضة الرئاسي في هذه الانتخابات (31,36% مقابل 14,60%).
وفي ألمانيا، أعربت مجموعة “منظمات ألمانيا الجديدة” المختصة بشؤون المهاجرين، عن “القلق العميق” إزاء فوز أحزاب يمينية متطرفة في انتخابات البرلمان الأوروبي، متخوفة من أن يؤجج ذلك العنصرية في المجتمع.
جاء ذلك إثر تراجع نسبة الأصوات التي فاز بها “الحزب الديمقراطي الاشتراكي” بزعامة المستشار أولاف شولتس، وشركاؤه في الائتلاف، في انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت أمس الأحد.
في المقابل، زاد حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف حصته من الأصوات حيث احتل المركز الثاني بنسبة 16 بالمئة، ما أثار مخاوف بشأن “مستقبل الديمقراطية”.
بالعودة إلى فضاء الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، اعتبر السياسي البريطاني جون ماكدونل أن الارتفاع الكبير في الدعم لليمين المتطرف في جميع أنحاء أوروبا بمثابة تحذير للجميع، مطالبا بعدم الاستهانة بذلك.
The surge in support for the far right across Europe is a warning for us all not to underestimate the threat Farage & Reform make to the decency of the politics of this country. https://t.co/XiI9jDRnG0
— John McDonnell (@johnmcdonnellMP) June 9, 2024
“أوروبا وصلت إلى مرحلة مخيفة”. بهذه الكلمات علقت “كلارا” على صعود اليمين المتطرف، مضيفة أن ” اكتساب اليمين المتطرف لهذا القدر الكبير من الوزن في أوروبا هو أمر يذكرني للأسف بما حدث قبل 80 عامًا. وسندفع ثمن هذه القرارات”.
europe is reaching a point that is scary. far right gaining so much weight in europe is something that sadly reminds me to 80 years ago. we will pay the price of this decisions
— clara (@medicinelouist) June 9, 2024
المخاوف ذاتها عبرت عنها السياسية الشابة آيفي بيرلوت عبر حسابها على “إكس” حيث كتبت “إن رؤية صعود اليمين المتطرف في أوروبا أمر مخيف للغاية”
Seeing the far right rise in europe is immensely scary 🙁
— Ivy Pierlot🏳️⚧️ (@IvyPierlot) June 10, 2024
أما الزعيمة السابقة لحزب Plaid Cymru الويلزي ليان وود، فقد أشارت إلى تحذير لها كانت قد تحدثت عنه في عام 2019 بشأن صعود اليمين المتطرف في جميع أنحاء أوروبا ولفتت حينها إلى تهديده لمستقبل الاتحاد الأوروبي.
Seems that my warning in 2019 about the rise of the far-right throughout Europe & their threat to the future of the EU was 5 years too early.
There was plenty of faux outrage when I posted this cartoon at the time.
I stand by it.https://t.co/XBaa4x0yfj
— Leanne Wood 💚💛 (@LeanneWood) June 10, 2024
كولين روج، نشر مقطعا لرئيس الوزراء البلجيكي الليبرالي ألكسندر دي كرو وهو يبكي على الخسارة الفادحة التي مني بها حزبه أمام أحزاب “اليمين المتطرف” في الانتخابات الوطنية والأوروبية، وقرر على إثرها تقديم استقالته.
وكتب روج عبر حسابه “يشعر الزعماء الليبراليون في أوروبا بالذعر الآن بعد أن أصبح مواطنوهم يدعمون السياسات المتشددة المناهضة للهجرة. وشهدت فرنسا وألمانيا وبلجيكا والنمسا ارتفاعا كبيرا في دعم المرشحين المناهضين للهجرة”.
Liberal Belgium Prime Minister Alexander De Croo to resign after his party’s brutal loss to “far-right” parties in the national and European elections.
Here he is crying about the loss.
Liberal leaders in Europe are panicking now that their citizens are supporting hardline… pic.twitter.com/QyiBfzyOuZ
— Collin Rugg (@CollinRugg) June 10, 2024
من جانبه تطرق دانيال أوستن إلى نقطة أخرى غاية في الأهمية، حين كتب “الأمر الأكثر رعباً بشأن الصعود المستمر لليمين المتطرف في أوروبا هو شعبيته بين الشباب. تُظهر البيانات الواردة من فرنسا وألمانيا دعمًا شبابيًا كبيرًا لحزبي الجبهة الوطنية والبديل من أجل ألمانيا”.
What is most terrifying about the continuing rise of the far right in Europe is their popularity with young people.
Data from both France and Germany shows huge youth support for the fascist RN and AfD parties. This trend shows little sign of slowing down. pic.twitter.com/s1bPpMZpEq
— Daniel Austin (@_Dan_Austin) June 9, 2024
أما حساب آخر باسم بيتر وودز، فقد أكد أن نجاح الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا أمر مقلق يتجاوز السياسة. لا يمكننا أن نلوم أزمة تكلفة المعيشة فقط على ارتفاع الشعبية”.
The success of far right parties in Europe is concerning way beyond politics. We can’t just blame the cost of living crisis for the rise in popularity. We can’t just fight the right, we need people to engage in a better vision of the future.
— Peter Woods (@PeteWoodsTweets) June 9, 2024
كما أعرب الأجانب عن حزنهم ومخاوفهم في أعقاب تصدر اليمين المتطرف الفرنسي نتائج الانتخابات الأوروبية، ومنهم عامل التنظيف المالي عبد الله باتيلي الذي يقول إن النتائج “غير مفهومة، ففرنسا بحاجة إلى المهاجرين من أجل التنمية”.
يضيف باتيلي البالغ 59 عاما قضى أكثر من نصفها في فرنسا إن “قانون الهجرة الجديد متشدد للغاية بالنسبة لنا أصلا، كما أن تجديد تصريح الإقامة أمر معقد جدا، ولكنه سيكون أكثر تعقيدا مع وجود اليمين المتطرف” في السلطة.
في منطقة باريس، يمثل المهاجرون ما بين 40 إلى 62% من العاملين في قطاعات المساعدة المنزلية والبناء والفنادق والمطاعم والتنظيف والأمن والصناعات الغذائية، بحسب الإحصائيات الرسمية لعام 2022.