مستجدات سياسية وعسكرية وميدانية في حرب غزة
قصفت القوات الإسرائيلية مدينة رفح ومناطق أخرى في أنحاء قطاع غزة واشتبكت من مسافة قريبة مع مقاتلين تقودهم حماس حسبما نقلت وكالة رويترز عن سكان القطاع والجيش الإسرائيلي.
وقال سكان إن الإسرائيليين حاولوا على ما يبدو استكمال سيطرتهم على مدينة رفح الواقعة على الطرف الجنوبي للقطاع والتي كانت محور هجوم إسرائيلي منذ أوائل مايو/أيار.
وكانت الدبابات تشق طريقها إلى الأجزاء الغربية والشمالية من المدينة، بعد أن استولت بالفعل على شرق المدينة وجنوبها ووسطها. وأطلقت القوات الإسرائيلية النار من الطائرات والدبابات والسفن قبالة الساحل، مما أدى إلى موجة نزوح جديدة من المدينة التي كانت تؤوي أكثر من مليون نازح، اضطر معظمهم إلى الفرار مرة أخرى.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن 12 فلسطينيًا على الأقل قتلوا في هجمات عسكرية إسرائيلية منفصلة يوم الجمعة. في حين ذكر الجيش الإسرائيلي أن قواته تنفذ عمليات “دقيقة ومبنية على معلومات استخباراتية” في منطقة رفح حيث شاركت القوات في قتال قريب وعثرت على أنفاق يستخدمها عناصر حماس.
وقال بعض سكان رفح إن وتيرة الغارة الإسرائيلية تسارعت في اليومين الماضيين. وأضافوا أن أصوات الانفجارات وإطلاق النار تشير إلى أن القتال العنيف لم يتوقف تقريبًا.
الجيش الإسرائيلي يرغب الإعلان عن انتهاء الحرب
ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أنه من المرجح أن تأتي لحظة الحقيقة في الحرب في غضون أسابيع قليلة، مشيرةً إلى أن الجيش الإسرائيلي سوف يكمل عمليته الهجومية في رفح، في ظل القيود الأمريكية وبعيداً عن إلحاق هزيمة كاملة بحماس، وسوف يرغب في إعلان النتيجة.
وقالت الصحيفة: سيأتي الجنرالات إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويطلبون منه مساعدتهم على تحقيق الوضوح الاستراتيجي. وسيوصون بوقف الحملة في قطاع غزة بالصيغة الحالية.
وأضافت: سيقترح الجيش تقليص العدد المحدود بالفعل من القوات العاملة في ممر فيلادلفيا على طول الحدود المصرية وفي الممر الآخر في وسط القطاع، والتركيز على الغارات ضد أهداف إضافية لحماس ومنح الفرصة مرة أخرى لتحركات أخرى.
وبحسب هآرتس، تهدف هذه التحركات إلى تضمين محاولة استئناف الاتصالات بشأن صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة،معتبرةً أنه إذا نجح ذلك، و”لا تبدو الاحتمالات كبيرة في الوقت الحالي”، بحسب قولها، فسيكون من الممكن استغلال الوقت لإعطاء الجنود فترة تجديد، حيث ستبذل الولايات المتحدة جهدًا أخيرًا للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي في لبنان. وبخلاف ذلك، سيتم الاستعداد لحرب شاملة محتملة في الشمال، وفقاً للصحيفة.
دولة أوروبية جديدة تعترف بدولة فلسطين
سياسياً، أعلنت أرمينيا أنها اعترفت رسميًا بدولة فلسطينية، في تحد لإسرائيل التي تعارض مثل هذا التحرك.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية أن “أرمينيا تدعم قرار الأمم المتحدة بشأن وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وتؤيد حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي”. وأضاف البيان: “الوضع الإنساني الكارثي في غزة والصراع العسكري المستمر إحدى القضايا الأساسية التي تتطلب تنظيم جدول الأعمال السياسي الدولي اليوم”.
وأوضحت: “أرمينيا مهتمة بإخلاص بضمان السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، والمصالحة الدائمة بين الشعبين. لقد دأبنا، في مختلف المنابر الدولية، على مناقشة القضية الفلسطينية بشكل سلمي وشامل لصالح الدفاع عن مبدأ الدولتين لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
وفي أول رد فعل على القرار، أعلنت الخارجية الإسرائيلية أنها استدعت السفير الأرميني من أجل “توبيخه بشدة”، علماً أن إسبانيا وأيرلندا والنرويج أقدمت قبل أيام على نفس الخطوة باعترافها بدولة فلسطين، كما أقر البرلمان السلوفيني مرسومًا يعترف بفلسطين.
كارثة إنسانية في رفح
على الأرض، يعاني أهل القطاع ولا سيما مدينة رفح من أزمة إنسانية غير مسبوقة، فقد قال حاتم (45 عاما) وهو أحد السكان، “الليلة الماضية كانت من أسوأ الليالي غرب رفح، قصفت الطائرات بدون طيار والدبابات والزوارق البحرية المنطقة. نشعر أن الاحتلال يحاول استكمال السيطرة على المدينة”.
وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على الحرب في غزة، يتركز التقدم الإسرائيلي الآن على المنطقتين الأخيرتين الذي لم تقتحمهما قواتها بعد: رفح على الطرف الجنوبي لغزة والمنطقة المحيطة بدير البلح في الوسط.
وقال أحمد الصوفي رئيس بلدية رفح في بيان نقلته وسائل إعلام حماس إن مدينة رفح بأكملها هي منطقة عمليات عسكرية إسرائيلية. وأضاف أن “المدينة تعيش كارثة إنسانية والناس يموتون داخل خيمهم بسبب القصف الإسرائيلي”.
وقال صوفي إنه لا توجد منشأة طبية تعمل في المدينة، وأن السكان المتبقين والأسر النازحة يفتقرون إلى الحد الأدنى من احتياجاتهم اليومية من الغذاء والماء.
وتظهر الأرقام الفلسطينية والأممية أن أقل من 100 ألف شخص ربما بقوا في أقصى الجانب الغربي من المدينة، التي كانت تؤوي أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قبل بدء الهجوم الإسرائيلي في أوائل مايو/أيار.
وأعلن الجيش في بيان في وقت متأخر من مساء الخميس “عثر الجنود داخل مسكن مدني على كميات كبيرة من الأسلحة مخبأة في خزائن، بما في ذلك قنابل يدوية ومتفجرات وقاذفة صواريخ وصواريخ مضادة للدبابات وذخيرة وأسلحة”.
وقال الجناح المسلح لحركة حماس يوم الخميس إن مقاتليه ضربوا دبابتين إسرائيليتين بصواريخ مضادة للدبابات في مخيم الشابورة برفح وقتلوا جنودا حاولوا الفرار عبر الأزقة. ولم يصدر تعليق إسرائيلي فوري على مزاعم حماس.
وقال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية يوم الجمعة قتلت ثلاثة أشخاص بينهم أب وابنه في خان يونس القريبة.
الهدنة التكتيكية “لم يكن لها أي تأثير” على المساعدات
أكد ريتشارد بيببركورن مسؤول الأراضي الفلسطينية المحتلة في منظمة الصحة العالمية أن “الهدنة التكتيكية” اليومية التي أعلنتها إسرائيل في جنوب قطاع غزة “لم يكن لها أي تأثير” على وصول المساعدات الإنسانية.
وقال هذا الطبيب خلال مؤتمر صحافي روتيني للأمم المتحدة في جنيف “نحن كأمم متحدة يمكننا القول إننا لم نلحظ أي تأثير على وصول المساعدات الإنسانية منذ هذا الإعلان الأحادي الجانب عن هذه الهدنة الفنية”. وأضاف “هذا هو التقييم العام”.
وقال ينس لايركه الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق حالات الطوارئ إن المساعدات الإنسانية “كانت قليلة جدا”.
وشدد على أن العاملين في المجال الإنساني “لا يمكنهم التوجه إلى معبر كرم أبو سالم وتسلم (المساعدة الإنسانية) بأمان تام بسبب غياب الأمن” لكنه أشار إلى أن الوقود دخل بكميات محدودة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي نهاية الأسبوع الماضي هدنة “إنسانية تكتيكية” يوميا لساعات محددة، على طريق رئيسي في شرق رفح إلا أن ناطقًا باسم الأمم المتحدة قال بعد أيام على ذلك “إن ذلك لم ينعكس بعد، وصول المساعدات بكميات أكبر إلى الناس التي تحتاج إليها”.