هل تشهد الانتخابات الإيرانية نسبة مقاطعة كبيرة أيضا؟

بعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بحادث طائرة دعت لجنة الانتخابات إلى إجراء انتخابات في البلاد يوم الثامن والعشرين من حزيران.

وفي ظل الاستعداد لهذه الانتخابات يتساءل الإيرانيون.. هل هناك جدوى من هذه الانتخابات أم لا؟

حيث انقسمت آراء الإيرانيين في بازار طهران بشأن جدوى التصويت في الانتخابات الرئاسية ويؤكد الخبّاز تقي دودانجيه في مقابلة مع وكالة فرانس برس أنّ “التصويت هو واجب ديني ومدني. وسأقوم به حتى آخر يوم في حياتي”.

ما الذي سيتغير؟.. سؤال يحيّر الإيرانيين قبل الانتخابات الرئاسية

 

على عكسه، تبدي فاريبا تصميماً على عدم الإدلاء بصوتها، وتقول المرأة البالغة 30 عاماً والتي تملك متجراً عبر الإنترنت “لم أصوّت قط ولن أفعل ذلك”، مضيفة “أيّاً كان الرئيس، لن يغيّر ذلك شيئاً في حياتنا”.

يعكس موقفا تقي وفاريبا تحدّيات عديدة، يتمثّل أبرزها في نسبة المشاركة في هذه الانتخابات.

وكان مجلس صيانة الدستور الذي يعد الهيئة المسؤولة عن الموافقة على المرشّحين والإشراف على الانتخابات، قد أقرّ أهلية ستة مرشّحين فيها، خمسة من المحافظين وإصلاحي واحد.

وشهدت الانتخابات الرئاسية السابقة التي جرت في العام 2021، أكبر نسبة امتناع عن التصويت منذ قيام الثورة الإسلامية في العام 1979، وصلت إلى 51 في المئة، في وقت لم تُقَر أهلية أيّ مرشّح إصلاحي لخوضها.

ما الذي سيتغير؟.. سؤال يحيّر الإيرانيين قبل الانتخابات الرئاسية

 

تضرر الشباب

تعتقد كيشفار وهي أم تبلغ 53 عاماً، أنّ “الشباب هم الأكثر تضرّراً جراء الصعوبات الاقتصادية”، على الرغم من أنّ “الرئيس رئيسي بذل الكثير من الجهود” لتحسين الوضع.

وتقول جاوزي وهي ربة منزل تبلغ 61 عاماً، إنّها تفكّر في الإدلاء بصوتها. لكنّ المرأة التي وصلت إلى السوق لشراء بعض الحاجيات تعرب عن أسفها لأنّ المرشحين الستة يأتون من “الخلفية نفسها… ويقدمون وعوداً لن تتحقق”.

بالنسبة إليها، “لا يهم ما إذا كان الرئيس المقبل يرتدي عمامة أم لا”، ذلك أنّ خمسة من الرؤساء الثمانية منذ العام 1979 كانوا رجال دين.

ورغم أنّ مصطفى بور محمّدي هو المرشّح الوحيد من رجال الدين خلال الانتخابات الحالية، إلّا أنّه لا يظهر ضمن لائحة المرشّحين المفضّلين لدى الناخبين.

ووفق استطلاع للرأي أجراه معهد ISPA ونُشر الخميس، تضمّ هذه اللائحة المحافظ المتشدّد سعيد جليلي الذي سبق أن تولّى أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي وقاد التفاوض مع القوى الكبرى بشأن الملف النووي ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، ومرشّح التيار الإصلاحي مسعود بزشكيان الذي كان نائباً عن مدينة تبريز (شمال غرب) ووزيراً سابقاً للصحة.

وبالإضافة إلى القضايا الاقتصادية والاجتماعية، تشغل التوترات الجيوسياسية بين إيران والغرب ومسألة ارتداء الحجاب، حيّزاً مهمّاً من اهتمامات الناخبين.

وتقول فاريبا إنّه “مع اقتراب الانتخابات”، تستهدف الشرطة النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب في الأماكن العامّة “بشكل أقل”، مضيفة أنّه “بمجرّد انتهاء التصويت، سيصبح الوضع” متوتراً من جديد.

بالنسبة الى جاوزي التي ترتدي الحجاب وكذلك بناتها، فإنّ هذه “مسألة شخصية” لا يجوز للدولة “التدخّل فيها”.