من هو جوردان بارديلا رئيس الوزراء الفرنسي المحتمل؟
أذهلت رحلة صعود جوردان بارديلا الذي ترك دراسته الجامعية ليلتحق بـ “الجبهة الوطنية” ووصوله بعد سنوات ليكون مرشحا محتملا لرئاسة الحكومة في فرنسا خلفا لغابريال أتال كثر.
وبدأ جوردان بارديلا مسيرته السياسية منذ صغره، حيث ترك دراسته الجامعية وانضم إلى حزب الجبهة الوطنية وأصبح سريعاً شخصية قيادية داخل الحزب.
بفضل خلفيته الشابة وقدرته على جذب الانتباه بفكره الجريء، نجح بارديلا في إثارة اهتمام الساحة السياسية الفرنسية، مما جعله مرشحاً قوياً لرئاسة الحكومة.
ألحق حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الفرنسي، برئاسة جوردان بارديلا هزيمة ساحقة بتحالف الرئيس إيمانويل ماكرون الوسطي، وحصل على ضعف عدد الأصوات في الانتخابات الأوروبية في وقت سابق من يونيو/حزيران.
دفعت هذه الخسارة المدوية الرئيس الفرنسي إلى اتخاذ خطوة مفاجئة والإعلان عن إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في البلاد، والتي انتهت بتصدر اليمين الفرنسي المتطرّف بقيادة جوردان بارديلا، بفارق كبير، نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية التاريخية في فرنسا.
من هو؟ وماذا نعرف عنه؟
ولد بارديلا في 13 سبتمبر/أيلول عام 1995 في مدينة درانسي في ضاحية سين سان دوني الشعبية في العاصمة باريس، عاش مع أمه وصور نفسه كناج من ضاحية صعبة متأثرة بالمخدرات والمهاجرين من أصول عربية وأفريقية.
خلال مقابلته مع قناة “فرانس 2” التلفزيونية الفرنسية في أبريل/نيسان، قال: “مثل العديد من الأسر التي تعيش في هذه الأحياء، واجهت العنف، حيث رأيت والدتي غير قادرة على تلبية احتياجاتها”.
بعد تفوقه في شهادة البكالوريا، انضم جوردان بارديلا إلى جامعة السوربون حيث درس في كلية الجغرافيا.
لكنه لم يكمل دراسته الجامعية، بل انخرط في صفوف حزب الجبهة الوطنية عندما كان عمره 16 عامًا، وسرعان ما تولى منصب سكرتير للحزب عن ضاحية سين سان دوني التي ينحدر منها.
قد يكون جوردان بارديلا، في الوقت الحاضر يترشح ببرنامج مناهض للهجرة، لكنه نشأ في عائلة ذات أصول مهاجرة إلى حد كبير، إذ واحد فقط من أجداده الأربعة ولد في فرنسا وكانت نصف جزائرية. أما الآخرون فقد وصلوا من إيطاليا في القرن العشرين. وورد أن أحدهم اعتنق الإسلام.
غالبًا ما يسلط الضوء على جذوره الإيطالية، والتي يُنظر إليها على أنها مقبولة في الحزب الذي يميل إلى تصوير الإيطاليين الذين عبروا جبال الألب للعمل في فرنسا في النصف الأول من القرن العشرين على أنهم “مهاجرون جيدون” استوعبوا الثقافة والعادات الفرنسية.
ويقارن الحزب بين هؤلاء المهاجرين والمسلمين الذين وصلوا من شمال أفريقيا قبل وبعد إنهاء الاستعمار، والذين يصورهم على أنهم فشلوا في الاندماج. علماً أن جد بارديلا الأكبر من جهة والده، مهند صغير مادا، الذي وصل من منطقة القبائل في الجزائر، التي كانت آنذاك مستعمرة فرنسية، للعمل في صناعة النسيج في الثلاثينيات.
تزوج مادا من امرأة فرنسية، وأنجب منها ابنة، ريجان، وهي الوحيدة من أجداد بارديلا التي ولدت في فرنسا. ثم تزوجت ريجان مادا من المهاجر الإيطالي غيرينو بارديلا، لكنهما انفصلا. وبعد الانفصال، ذهب غيرينو بارديلا، جد الزعيم الشعبوي، إلى الدار البيضاء، حيث تزوج من امرأة مغربية، بحسب مجلة جون أفريك.
ويريد الحزب خفض صافي الهجرة القانونية من حوالي 180 ألف سنويا إلى 10 آلاف، بما في ذلك عن طريق إلغاء اتفاق يمنح معاملة تفضيلية لمقدمي طلبات التأشيرة الجزائريين.
صاحب المليون متابع
بارديلا هو أول شخص يقود حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف من خارج عائلة لوبان.
خلفت مارين لوبان والدها في قيادة الحزب في عام 2011 قبل أن تطرده من الحزب في عام 2015 في محاولة لإبعاده عن أقصى اليمين المتطرف.
لكن خليفتها الشاب أثبت أنه عامل جذب كبير، حيث اجتذب حشدًا أصغر سنًا للتصويت للحزب.
عبر وسائل الإعلام، نجح بارديلا في بناء صورته العامة كزعيم شاب يسعى إلى إصلاح حزبه وجذب شريحة أوسع من الناخبين، خاصة الشباب، من خلال منصات التواصل الاجتماعي التي تتيح له التواصل المباشر ونشر أفكاره بشكل فعال.
يقول بارديلا إنه يستخدم تيك توك حيث يفتخر بأكثر من مليون متابع كوسيلة “للوصول إلى الشباب غير المسيسين والذين أصبحوا كذلك بفضل وسائل التواصل الاجتماعي”.
يتلقى بارديلا انتقادات بسبب التركيز الزائد على تعزيز صورته العامة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، على حساب الاهتمام بالمسائل السياسية الجوهرية.
وقد وصفته النائبة اليسارية الأوروبية مانون أوبري بأنه “برلماني شبح”، بسبب غيابه المتكرر عن الغرفة الأوروبية على مدار السنوات الخمس الماضية.
وأوضح فورت أن بارديلا “يغير رأيه في كثير من الأحيان وهو قادر على قول شيء وفعل عكسه تماما”.