الهجمات الأخيرة تعتبر أعنف موجة من الضربات الجوية منذ أشهر على أوكرانيا
قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيجتمع يوم الثلاثاء بشأن هجوم روسي على أوكرانيا أصاب مستشفى الأطفال الرئيسي في كييف.
ونشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مقطع فيديو لمستشفى أوخماتديت في كييف، أكبر منشأة طبية للأطفال في أوكرانيا، بعدما استهدفتها روسيا بقصف صاروخي.
وقصفت روسيا مستشفى بصاروخ في وضح النهار يوم الاثنين وأمطرت مدنًا أخرى في جميع أنحاء أوكرانيا بالصواريخ ، مما أسفر عن مقتل 36 مدنياً على الأقل في أعنف موجة من الضربات الجوية منذ أشهر.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن أنطونيو جوتيريش أدان بشدة الضربات الروسية. وقال دوجاريك إن جوتيريش وجد أن الهجوم على مستشفى الأطفال ومنشأة طبية أخرى “مثير للصدمة بشكل خاص”.
وأضاف أن “توجيه الهجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية محظور بموجب القانون الإنساني الدولي، وأي هجمات من هذا القبيل غير مقبولة ويجب أن تنتهي على الفور”.
ووفقا لفرنس برس، أطلقت روسيا 38 صاروخًا الاثنين على مدن أوكرانية في هجمات استهدفت بعضها مستشفيَين، حسبما قالت السلطات الأوكرانية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تلغرام “الروس الإرهابيون هاجموا مجددًا أوكرانيا بكثافة بصواريخ. مدن مختلفة: كييف ودنيبرو وكريفي ريغ وسلوفيانسك وكراماتورسك. تضررت مبان سكنية وبنى تحتية ومستشفى للأطفال”.
من وارسو، طالب “بردّ أقوى” من الغربيين تجاه موسكو بعد ضربات الاثنين، قائلًا “أودّ أن يُظهر شركاؤنا قدرًا أكبر من المرونة وردًا أقوى على الضربة التي وجهتها روسيا مرة أخرى لشعبنا”.
وفي وقت لاحق، طلب في منشور على منصة إكس من مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع طارئ بعد الضربات الروسية.
واستهدفت القوات الروسية العاصمة الأوكرانية مرارًا بوابل من الصواريخ منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير 2022، وكان آخر هجوم كبير على كييف بطائرات مسيرة وصواريخ الشهر الماضي.
وفي مدينة كريفي ريغ المستهدفة بانتظام بقصف روسي وهي مسقط رأس زيلينسكي، قُتل ما لا يقلّ عن عشرة أشخاص وأُصيب 41 آخرون، حسبما قال رئيس البلدية أولكسندر فليكول.
وفي كييف، أعلنت السلطات مقتل 17 شخصًا على الأقل.
وفي منشور على منصة إكس أرفقه بمقطع فيديو يُظهر مبنى متضررًا، قال زيلينسكي إن “أحد أهم مستشفيات الأطفال في أوروبا” قد تضرر في كييف”، مضيفًا “لا يمكن لروسيا أن تدّعي أنها تجهل أين تسقط صواريخها ويحب تحميلها المسؤولية الكاملة عن كل جرائمها”.
غير أن وزارة الدفاع الروسية قالت إن الأضرار البالغة التي سجلتها كييف الاثنين هي نتيجة سقوط صاروخ للدفاع الجوي الأوكراني، لافتة إلى أن القوات الروسية أصابت “أهدافها” العسكرية والصناعية فقط.
في وقت لاحق، قالت أجهزة الاستخبارات الأوكرانية إن صاروخ كروز روسيًا أصاب مستشفى أوخماتديت للأطفال وتسبب بمقتل ممرّضَين على الأقلّ وإصابة سبعة أشخاص بينهم طفلان.
وبعد ساعات قليلة من الضربة على أوخماتديت، تحدثت فرق الطوارئ الأوكرانية عن ضربة على مركز طبي آخر.
وقالت على تلغرام “تم الإبلاغ عن سقوط حطام في منطقة دنيبروفسكيي. تعرّض مركز طبي لأضرار جزئية. تم الإبلاغ عن أربعة قتلى وثلاثة جرحى”. من جهته، أكّد رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندري يرماك على تلغرام أن سبب كلّ ذلك “ضربة روسية جديدة” على مركز طبي.
إصابة منشآت كهربائية
ورأت مراسلة وكالة فرانس برس أن الطريق المؤدي إلى مستشفى أوخماتديت مغلق جزئيًا من قبل الشرطة ومرضى وممرضات اجتمعوا في حديقة قرب المستشفى المدمّر.
وشدّد زيلينسكي على “ضرورة ألّا يبقى العالم صامتًا وأن يرى الجميع ما تفعله روسيا”.
في منطقة دونيتسك قرب جبهة القتال، أعلنت السلطات الأوكرانية أن “ثلاثة أشخاص على الأقلّ قُتلوا في بوكروفسك” بعد الضربات الصباحية التي استهدفت كذلك مصنعًا، بحسب حاكم المنطقة فاديم فيلاشكين.
وفي دنيبرو، سجلت السلطات العسكرية سقوط قتيل واحد وإصابة ستة آخرين.
وأشار رئيس الوزراء دنيس شميغال إلى أن الروس أطلقوا “صواريخ كروز وصواريخ بالستية وصواريخ (أرض جو) من طراز كينجال”.
وينفذ الجيش الروسي بانتظام ضربات في عمق أوكرانيا ويستهدف منشآت للطاقة أو مصانع ويقتل مدنيين، في استراتيجية تهدف إلى تقويض الروح المعنوية الأوكرانية. وتدافع أوكرانيا عن أراضيها بعدد محدود من أنظمة الدفاع الجوي والذخائر، وتطالب بالمزيد من حلفائها الغربيين.
وقالت شركة DTEK الخاصة المشغّلة لمنشآت للطاقة الكهربائية في كييف إن “ثلاث محطات فرعية لمحولاتها (…) دُمّرت أو تضررت في منطقتَي غولوسييفسكي وتشيفتشنكيفسكيي” في العاصمة الأوكرانية جراء ضربات روسية، مشيرة كذلك إلى تضرّر خطوط كهرباء.
“همجية” و”مروعة”
وجاءت هذه الضربات في وقت يحقق الجيش الروسي مكاسب على خط المواجهة في الشرق منذ أشهر ويحاول الاستفادة من الصعوبات التي يواجهها الجيش الأوكراني في تجديد صفوفه والحصول على المزيد من الأسلحة والذخيرة من الغربيين.
ودانت الأمم المتحدة “بشدة” الضربات الروسية على مدن أوكرانية.
وأعرب مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل عن أسفه “لاستهداف روسيا المدنيين الأوكرانيين بلا رحمة”، معتبرًا أن “أوكرانيا تحتاج إلى دفاعات جوية حالًا”.
ووصفت فرنسا ضربات الاثنين بأنها “أفعال همجية” فيما اعتبرتها لندن “مروّعة”.
وقال الأوكرانيون إن القوات الروسية أطلقت في المجموع 38 صاروخًا اعترضت كييف 30 منها الاثنين.
تزامنًا، وقع زيلينسكي خلال زيارة الى وارسو اتفاقًا حول التعاون في مجال الدفاع ولزم مع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك دقيقة صمت عن روح ضحايا ضربات الاثنين، وذلك عشية حضوره قمة لحلف شمال الأطلسي في واشنطن في سياق من انعدام اليقين سببه الانتخابات الأميركية المقبلة والفوز الممكن للمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وقال ترامب في عدة مناسبات إنه في حال عاد إلى البيت الأبيض، سينهي الحرب في وقت قصير جدًا، وهو ما يضرّ ضمنيًا الأوكرانيين الذين يقاومون الغزو الروسي منذ عامين ونصف تقريبًا.
وفي غضون ذلك، وصل إلى موسكو رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي حليف روسيا التقليدي الذي لم يندد صراحة بالغزو الروسي لأوكرانيا ويمتنع عن التصويت على قرارات الأمم المتحدة ضد موسكو.
وفي سياق متصل، قتل خمسة مدنيين بينهم طفلان حين انفجر لغم زرعته القوات الروسية في سيارتهم في منطقة خاركيف بشرق أوكرانيا، على ما أعلن حاكم المنطقة العسكرية أوليغ سينيغوبوف الإثنين.