واشنطن تؤكد أن الحلفاء سيزودون أوكرانيا ما مجموعه خمسة أنظمة دفاع جوي
أعلنت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ناتو أنها بدأت ترسل مقاتلات “إف-16″إلى أوكرانيا، خلال قمة لقادتها في واشنطن يحاولون فيها تجاوز الشكوك السياسية المحيطة بهذا الاجتماع التاريخي.
ورحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من واشنطن بهذه الخطوة، معتبرًا أن المقاتلات “تقرّب السلام العادل والدائم”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال القمة “يجري في هذه اللحظات إرسال مقاتلات إف-16 من الدنمارك وهولندا”، وأكد أنها “ستحلّق في سماء أوكرانيا هذا الصيف”.
وأعلن البيت الأبيض من جهته أن بلجيكا والنرويج التزمتا تقديم أجهزة أخرى لأوكرانيا التي تواجه وابلاً متزايداً من الصواريخ الروسية.
ويجتمع قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ضمن مجلس الحلف الأطلسي، الذراع السياسية العليا للناتو، بعدما أحيوا الثلاثاء الذكرى الخامسة والسبعين للتحالف العسكري الغربي.
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الحلفاء سيزودون أوكرانيا ما مجموعه خمسة أنظمة دفاع جوي، بينها أربع بطاريات من نوع باتريوت وصواريخ أرض جو فعالة خصوصا في اعتراض الصواريخ البالستية الروسية.
وستساهم في توفير هذا الدعم ألمانيا وهولندا ورومانيا وإيطاليا أيضاً.
وأكد بايدن بحزم أن “روسيا لن تنتصر”، في خطاب كان موضع ترقب بعد التساؤلات حول قدرته على الدفاع عن المعسكر الديموقراطي، قبل أربعة أشهر من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وكثفت روسيا في الآونة الأخيرة ضربات الصواريخ على أوكرانيا والتي أوقعت 43 قتيلا وأحدثت اضرارا في أكبر مستشفى أطفال في البلاد، في كييف.. دمرت الصواريخ الروسية أيضا نصف قدرات إنتاج الكهرباء في أوكرانيا.
وتعهد الحلفاء أيضا تقديم صواريخ باتريوت أخرى أو ما يعادلها “هذا العام”، و”عشرات” أنظمة الدفاع الجوي التكتيكية “في الأشهر المقبلة”، بحسب الرئيس الأمريكي.
ظل ترامب
مع مرور أكثر من عامين على الغزو الروسي لأوكرانيا، أشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي المنتهية ولايته ينس ستولتنبرغ إلى أن هذا الدعم “ليس أمرا بديهيا”.
وأتى كلامه خلال مراسم بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس الحلف في قاعة أندرو دبليو ميلون، حيث تم التوقيع على معاهدة الأطلسي التي أسست منظمة تحمل الاسم نفسه قبل 75 عاماً.
وقال “ليس هناك خيارات من دون كلفة مع وجود روسيا العدوانية كجارة”، مذكراً بأن “الكلفة الأعلى والمخاطر الأكبر ستكون إذا انتصرت روسيا في أوكرانيا”.
وعبّرت أوكرانيا عن رغبتها في تلقي دعوة رسمية للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي خلال هذه القمة لكن سيكون عليها الانتظار أكثر في مواجهة معارضة عدة دول بينها الولايات المتحدة.
ولكن أكد دبلوماسيون أن أعضاء الحلف متفقون على أن أوكرانيا تسير على “طريق لا عودة عنه” نحو الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
واعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس، أن القرارات التي اتخذها حلف شمال الأطلسي “تمنح أوكرانيا الوضوح الذي تحتاج إليه”.
وتأتي قمة واشنطن في مناخ من عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة، حيث يواجه الرئيس بايدن معارضة برلمانيين ديموقراطيين يطالبونه بالتخلي عن السباق لولاية ثانية في تشرين الثاني/نوفمبر في مواجهة دونالد ترامب.
ويخيم ظل الرئيس الجمهوري السابق على القمة كذلك.
وقد علق الأخير على القمة مؤكدا أن من دونه “لكان اختفى حلف شمال الأطلسي الآن” معتبرا أن الفضل في التعهدات التي قطعها الأوروبيون بانفاق المزيد من المال على الدفاع تعود إليه.
إلى جانب مجلس الحلف الأطلسي، سيشارك القادة في عشاء مساء، كما يلتقي وزراء الخارجية والدفاع بدورهم.
ستشكل القمة فرصة لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي يتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي، للإبلاغ عن زيارتيه إلى موسكو وبكين اللتين أثارتا امتعاضا خصوصا لدى واشنطن.
من جهته سيلتقي الرئيس الأوكراني نوابا قبل أن يشارك في قمة حلف شمال الاطلسي أوكرانيا في اليوم الأخير من القمة.
وسيشهد هذا اليوم تدقيقا في حالة الرئيس بايدن خلال مؤتمر صحافي نادر سيعقده.